الفيديو كليب هل هو وسيلة بصرية لإيضاح كلمات الأغنية والتركيز عليها لإبهار العين أم وسيلة للغمز واللمز والدلع بلا معني وإظهار ما خفي من المرأة. ظل الكليب لسنوات تائهاً بين اللقطات الخاطفة في التسعينيات ثم الاستعراضات العارية الرخيصة ثم الاستعراضات المكلفة العارية ايضا ويتزعمها اللبنانين والمنتجون القادمون من الخليج فظهرت أغاني هيفاء وهبي ونانسي عجرم ورولا سعد وقمر وحتي أغاني الرجال لم تخل من الموديل أو العارضة العارية مثل جاد شويري وقلدها عندنا روبي وتامر حسني وكان هناك الكليبات التي هي أقرب لفيلم قصير يقوم ببطولته البطل أو ممثل يؤدي أفكار الأغنية والتي قدمها كاظم الساهر وهاني شاكر وانغام. وبسبب تكلفة هذه الكليبات المرتفعة جداً والتي بلغت ميزانيتها ميزانيات أفلام كاملة ظهر لدينا في مصر مؤخراً ما هو أسوأ وربما أرادأ أنواع الكليبات وهو الكليب الشعبي الذي لا يزيد عن أغنية من نوعية "آه يا بت يا مزة" يرددها المطرب أقرب للمهرج في زيه وأمامه راقصة درجة تالتة وأحياناً تستبدل الراقصة برجل أو عدة رجال يقدمون رقصا مبتذلا مع كم من الدخان والضجيج. كليب رديء ولكنه وجد صدي لدي عدة قنوات وجدت ضالتها في هذه النوعية من الأغاني وأخري اكتفت بالرقصات وتحولت شاشات القنوات الفضائية إلي معرض لشكل مبتذل من الفن. الغريب أن البعض تخوف من التيار الإسلامي بعد الثورة خاصة مع انضمام نجوم كبار مثل إيهاب توفيق ومدحت صالح لشركات إنتاج إسلامية فقدموا أغاني مثل ارحنا يا بلال وغيرها أسئلة حاولنا الإجابة عنها. النجمة نانسي عجرم قالت أنا لا أصنف ضمن مطربات الكليبات العارية بالعكس معظم كليباتي مؤخراً موجهة للأطفال الأبرياء ولا أجد في كليباتي أي شكل من أشكال الإثارة للإسلاميين أو غيرهم وحتي أغنية "في حاجات" كانت أقرب لقصة فتور اعتري حب بين رجل وزوجته وهو كليب يحاول تعليم الزوج عدم الاستهانة بمشاعر زوجته. وأضافت نانسي: العمل للأطفال مسلي ويجذبني ورغم ذلك أخاف منه لأنهم كأطفال لن يجاملوني سواء العمل جيد أو سييء سيقولون لأنهم ببساطة أطفال. الفنانة الشابة مي كساب قالت أنا لم أوافق أصلاً أنا لم أقدم في أي عمل لي سواء تمثيل أو غناء أي عري حتي أغنية أحلي من الكلام رغم رومانسيتها كانت بعيدة عن العري ورغم أنني لم انتخب الإسلاميين وانتخبت الفريق شفيق إلا أن هذا لا يعني أنني مع العري. الأخلاق لا علاقة لها بما يفرضه تيار بعينه علي الفنان والمبدع الحر. الفنان محمود درويش مطرب الموسيقي العربية المعروف قال أنا داخل الأوبرا لي جمهوري العريض الذي يأتي ليستمتع بالغناء الشرقي وعندما عرض علي أحد المنتجين قبل سنوات تقديم كليب فرض عليّ كلمات تافهة وكليب رقص وعري فقلت الله الفن داخل أسوار الأوبرا أو حتي الجلوس في البيت أكثر احتراماً للفنان من هذه المسخرة. أضاف درويش حالياً الكليب أصبح أكثر رقياً إلي حد ما ونحن لا نطالب بإلغاء الفيديو كليب بل بتحويل مساره إلي عمل محترم يزيد قيمة الأغاني ولا يقللها والإخوان لا علاقة لهم بالأمر لأن الفنان يجب أن يحترم جمهوره أما من يسعي وراء العري سيقدمه ولو ذهب إلي الخارج لتصويره وتهريبه لمصر مثل الفيلم الخليع. المخرج الشاب محسن عبدالغني قال: هناك توغل كبير من رأس المال الإسلامي لمجال صناعة الميديا أو الإنتاج الإعلامي وبوادره بدأت في الظهور بالفعل بمجموعة كبيرة من الفيديو كليبات تم إنتاجها في الفترة الأخيرة ومعظم مخرجيها كانوا في حملة الإخوان الانتخابية.. والكليبات أصبحت موجهة لأسباب سياسية أيام الانتخابات ودينية حالياً وهو أمر لا خطورة منه في الخارج وفي مصر سيؤدي لاختفاء المنتج العادي وسنجد أنفسنا أمام منتج معدم لا يملك سوي الرقص والعري أو منتج خليجي يعمل خارج مصر أما المنتج المحترم الذي يعاني سيبيع للإسلاميين ويهاجر وهناك كليبات دينية معروفة مثل كليب أرحنا يا بلال إيهاب توفيق وكليبات أخري لمدحت صالح وغيرهم.