وكفي الناس ما أصابهم من هم وغم وتشاؤم وكفوا أيها المدعيون هواة التراشق بالاتهامات عن اللغط والغلط رحمة بالوطن والناس وكونوا عباد الله إخوانا في هذه الأيام المباركة واسألوا الله من فضله ونأمل أن يضم صوت إخواننا الذين من الله عليهم بالحج هذا العام إلي أدعيتنا أن يحفظ مصرنا الغالية من الانقسامات والتشرذم ويوفق الحكام إلي ما فيه الخير ويسخر لهم البطانة الصالحة من المستشارين الذين يبصرونهم بدروب الخير ويبعدونهم عن مزالق الشر. وفي هذا المقام أتمثل قول أمير الشعراء أحمد شوقي -إذ يتضرع إلي الله تعالي- في نهج البردة: يا رب هبت شعوب من منيتها .. واستيقظت أمم من رقدة السدم فالطف لأجل رسول العالمين بنا .. ولا تزد قومه هسفا ولا تسم يار ب أحسنت بدء المسلمين به .. فتمم الفضل واختم خير مختتم وختاما كل عام وأنتم بخير وحياة سعيدة هانئة لحمة يا رب لحمة يرتبط بهذا العيد المبارك شوق الناس إلي استطعام اللحم ولوازمه من الفتة والرقاق إذا تيسر. لكن هناك فئة من المستوردين تأبي إلا التنكيد علي الناس بجلب اللحوم المريضة.. والدواجن السقيمة.. ولا يخلو الأمر من المن علي الناس وتذكيرهم باختلال ميزان المدفوعات بسبب ارتفاع الواردات حيث زادت فاتورة استيراد اللحوم الحية والمجمدة إلي 500 مليون دولار سنويا إضافة إلي 20 مليون دولار لاستيراد الدواجن المجمدة مع اتاحة الحكومة الفرصة للقطاع الخاص بافتراس ذوي الدخل المحدود أو عديمي الدخل أصلاً! وأذكر أن اللجان العليا المشتركة في اجتماعاتها مع الشقيقات العربيات كانت توصي بالتعاون المشترك في حل هذه المشكلة عن طريق تربية وتسمين الماشية.. لكن للأسف تبخرت هذه المشروعات لأسباب شخصية خفية لا نعلمها. الاثنين بلا لحوم ولا حرج في اقتباس هذا الخبر الطريف الذي يقول إن شعب الفلبين من أقل شعوب العالم إقبالا علي تناول اللحوم بناءً علي نصيحة أحد الأطباء المتخصصين بالاقتصار علي تناول اللحوم يوما في الأسبوع سماه "اثنين بلا لحوم" وان ذلك يساعد علي التقليل من الاصابة بالأمراض المرتبطة بتناول اللحوم كما يساهم في الحفاظ علي ثبات المساحة الخضراء المخصصة لإطعام الماشية وتشير الدراسات إلي تطبيق هذا النظام في كولومبيا وأكثر من 20 دولة أخري. ومما يذكر أن بيع اللحوم كانت متاحة كل يوم عدا الاثنين من كل أسبوع كما أصدر الرئيس الراحل السادات أمراً بمنع بيع اللحوم عدة أشهر والاتجاه إلي تناول الدواجن.