هم.. حولنا في كل مكان لا تخلو منهم محطة مترو أو قطار وينتشرون علي السلالم والارصفة في المولات والاسواق امام المدارس والجامعات وبعضهم لم يتورع عن الدخول إلي الساحات الخارجية للمطار بل وامام اقسام الشرطة ومديريات الأمن..لهم في كل يوم اساليب جديدة ومبتكرة يعملون بنظام فريق العمل المنضبط جدا يلعبون أدوارا مرسومة بتنوع شديد مما يدل علي ان وراءهم من يضبط الايقاع وينظم الامور بدقة لا تعرف الخلل..عالم الشحاذين في مصر منذ مئات السنين يحمل الكثير من الاسرار منذ عاش الغجر لاول مرة علي ضفاف النيل ثم انتشروا بين صحاري الوجه القبلي والبحري وسيناء حتي استقروا في المناطق الحضارية..مع بداية القرن العشرين تحولت "الشحاذة" لحرفة في الاربعينات والخمسينات بسبب تدني الظروف الاقتصادية في ذلك الوقت لتبدأ الدولة مع بداية الستينات في محاصرتهم بعد ان وصل عددهم في ذلك الوقت إلي 8 الاف متسول..اليوم وبعد مرور ما يزيد علي خمسين عاماً علي أول انتفاضة ضد المتسولين عام 1959 وصل عدد من يحترفون الشحاذة في مصر 2 مليون متسول والبعض يقدر العدد بأكبر من ذلك فلا توجد احصائيات دقيقة عنهم حيث ينضم اليهم كل يوم اعداد كبيرة من حملة المؤهلات العليا الذين لا يجدون عملا!! علماء الاقتصاد في تقدير تقريبي يقولون ان الميزانية السرية لعالم التسول تزيد علي 6 مليارات جنيه شهريا وهي مرشحة للزيادة طالما ان العشوائيات ترمي للشارع بالاطفال كل يوم وهم يرون ايضا ان مقاومة الظاهرة لن يكون بتوفير حياة كريمة لهؤلاء لانهم لن يرضون عن مهنة بديلا لانها تدر عليهم ارباح هائلة لن تستطيع الدولة توفيرها لهم بينما يري علماء الاجتماع ان تجفيف منابع التسول يبدأ من الاسرة والمدرسة وبيئة السكن والمستوي الاقتصادي لما يقرب من 40% من سكان مصر الذين يقعون تحت خط الفقر فهم المفرغة اليومية للتسول والبلطجة وبعيدا عن اختلاف العلماء الظاهرة تستحق المعالجة السريعة والحاسمة لانها تحولت إلي "كابوس" يومي ينشر الذعر والتوتر ويصدر صورة مزرية عن المجتمع المصري في الداخل والخارج.