كان ظهور رمزي محمود بيومي مسعود المعروف فنياً ب "أحمد رمزي"، ذلك الفتي الوسيم الشقي أبو عيون جريئة في منتصف الخمسينيات، إلهاماً لكثير من الشباب الذين رأوا فيه الوجه الرجولي، والمشاغب خفيف الظل، وابن الأكابر غير المسئول، والفتى الاستايل، حتى أنهم قلدوه في ارتدائه لقميصه ذي الأزرار المفتوحة أو كما أطلقوا عليه "قميص أحمد رمزي". ولد أحمد رمزي في محافظة الإسكندرية في 23 مارس 1930 لأب طبيب هو الدكتور محمود بيومي وأم أسكتلندية هي هيلين مكاي. عاش رمزي طفولة هادئة والتحق في بداية حياته بكلية الطب ليصبح مثل والده -الذي توفي حزناً علي خسارته في البورصة وكان رمزي في التاسعة من عمره - وأخيه الأكبر حسن طبيب العظام، لكنه رسب في الطب لثلاث سنوات متتالية فالتحق بكلية التجارة وحصل على شهادة البكالوريوس. ترك أحمد رمزي العمل بمجال التجارة لولعه بالفن الذي تأثر به من صديق عمره منذ المرحلة الثانوية عمر الشريف الذي كان يهوى السينما هو الآخر فكانا يلتقيان دائماً في جروبي بوسط البلد، وفي أحد تلك اللقاءات التقيا بالمخرج يوسف شاهين الذي وعد رمزي أن يسند إليه دوراً في عمله القادم. لكن رمزي فوجئ بعمر الشريف يخبره أن يوسف شاهين اختاره بطلاً لفيلمه الجديد "صراع في الوادي" عام 1954، وانتابت رمزي حينها مشاعر متناقضة ما بين الحزن لأن الدور ذهب لغيره والفرح لصديقه عمر الشريف. وفي الفيلم التالي لعمر الشريف والمخرج يوسف شاهين "شيطان الصحراء" قرر رمزي أن يتقرب من معشوقته السينما بأي شكل، وعمل كواحد من عمال التصوير. إلى أن جاءته الفرصة على يد المخرج حلمي حليم الذي شاهده في صالة بلياردو ولمح فيه مشروع نجم وعرض عليه العمل معه في السينما وأسند إليه أول بطولة مع صديقه عمر الشريف وعبد الحليم حافظ في فيلم "أيامنا الحلوة" عام 1955 لينطلق بعدها أحمد رمزي في سماء الفن. وقدم رمزي للسينما المصرية أكثر من 110 أعمال في 20 عاماً من أبرزها أفلام: أيامنا الحلوة، أيام وليالي، صراع في الميناء، صوت من الماضي، القلب له أحكام، شياطين الجو، ودعت حبك، الوسادة الخالية، بنات اليوم، ابن حميدو، أين عمري، تمر حنة، الكمساريات الفاتنات، علموني الحب.. وغيرها. وبعد عطاء فني استمر نحو عشرين عاماً قرر رمزي اعتزال التمثيل في منتصف السبعينيات بعد آخر فيلم له وهو فيلم "الأبطال" للمخرج حسام الدين مصطفي وبطولة فريد شوقي. وكان سبب اعتزال رمزي أنه شعر أن ذلك الزمن ليس زمنه، خاصة مع بروز وجوه جديدة على الساحة مثل نور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز، فآثر الابتعاد حتى تظل صورته كما هي أمام جمهوره الذي اعتاد عليه وتظل مكانته محفوظة لا ينافسه عليها أحد. إلا أنه عاد للسينما مرة ثانية في أوائل الثمانينيات بإقناع من سيدة الشاشة فاتن حمامة من خلال سباعية "حكاية وراء كل باب"، وبعدها قرر رمزي الغياب مرة أخرى بعد انشغاله بمشروع تجاري حتى بداية التسعينيات إلى أن اندلعت حرب الخليج وتأثرت تجارته وصار مديوناً، فقرر رمزي العودة إلى السينما مرة أخرى في فيلم "قط الصحراء" عام 1995 للمخرج أسامة فريد وبطولة نيلي ويوسف منصور، وفي عام 2000 شارك في بطولة آخر أفلامه السينمائية "الوردة الحمرا" مع الفنانة يسرا، ومسلسل "وجه القمر" مع سيدة الشاشة فاتن حمامة وكان آخر ظهور له في مسلسل "حنان وحنين" عام 2007 مع صديق عمره عمر الشريف. وعلى الرغم من أنه كان فارس أحلام بنات جيله إلا أن دنجوان السينما المصرية كان يحب الاستقرار الأسري وليس إقامة علاقات عاطفية مثل دنجوانات جيله وعلى رأسهم "رشدي أباظة". وقد تزوج رمزي ثلاث مرات الأولى من السيدة عطية الدرملي عام 1956 وأنجبت له ولداً وابنتين ولكن بعد فترة من الزواج وبسبب غيرة زوجته عليه وشعورهما بالفتور في العلاقة قررا الانفصال. وكان زواجه الثاني من الفنانة نجوي فؤاد وذلك خوفاً على سمعتها فقد كان رمزي في أحد الأيام في زيارة لها في منزلها فوجدها تتشاجر مع الموسيقار الراحل أحمد فؤاد حسن، فتدخل رمزي في الأمر مما جعل أحمد فؤاد حسن يسرب خبراً للصحف بأن هناك علاقة بين أحمد رمزي ونجوى فؤاد، فتزوجها الدنجوان قبل أن تنشر الصحف الخبر واستمر الزواج 21 يوماً من عقد القرآن وبعدها انفصلا بسبب شعور رمزي بوجود فجوة عاطفية بينه وبين نجوى فؤاد واختلاف طباعهما. أما الزيجة الثالثة فكانت من المحامية اليونانية السيدة نيكولا وأنجب منها ابنته "نائلة" وابنه "نواف" واستمر زواجهما حتى وافته المنية في 27 سبتمبر 2012 عن عمر يناهز ال 82 عاماً.