قال المخرج أحمد عبدالله أنه قصد عدم الإلتزام بالتسلسل المنطقي لأحداث ثورة 25 يناير لأنه لا يهمه ذلك في فيلمه السينمائي الجديد"فرش وغطا" وذلك في العرض الخاص للفيلم الذي أقيم أمس الأثنين بسينما نايل سيتي بحضور عدد كبير من صناع الفيلم ومنهم آسر ياسين والمنتج محمد حفظي وعمرو عابد وسيف الأسواني وعدد كبير من أبطال الفيلم، وكذلك الفنانة درة التي جاء لتحية صناع العمل وأيضا المخرج يسري نصرالله. وقال عبدالله تعليقا على سؤال ل "عيون ع الفن" حول عدم التزامه بالتسلسل التاريخي للثورة بأن المخرج السينمائي الكبير تارنتينو لم يلتزم بالأحداث التاريخية في فيلمه السينمائي Inglorious Basterds حيث جعل هتلر يموت في السينما وهو ما لا يتفق مع التاريخ. اما عن رتابة الفيلم وإيقاعه البطئ قال عبدالله: أنا كمخرج حر في اختيار الإيقاع المناسب للفيلم، فمثلا في فيلمي "ميكرفون" كان الإيقاع سريعا وهو المناسب له. وقال عبدالله أن فيلمه ليس عن الثورة المصرية بل عن الظروف التي دفعت الناس للقيام بالثورة حيث يتم تصوير مشاهد العمل في مناطق عشوائية منها عزبة الزبالين، ليرصد واقع مجتمع مهمش، وأنه في الفيلم تظهر شخصيات حقيقية من ذلك الواقع. وكشف عبدالله عن أنه لم تواجه صعوبات في تصوير الفيلم بالمناطق العشوائية، فالناس هناك متعاونون لأقصى درجة، لكنهم واجهوا صعوبات مع النظام والبيروقراطية حيث تعطل تصوير الفيلم لأكثر من 4 شهور بسبب عدم موافقة الأوقاف على التصوير بأحد المساجد الأثرية. وعبر آسر ياسين عن سعادته بالمشاركة في الفيلم الذي وصفه بالتجربة المختلفة، خصوصا أنه ليس هناك حوارا بالفيلم المعني المعروف بل يقتصر على إيماءات وتعابير الوجه فهو صامت تماما طوال أحداث الفيلم وهو أمر صعب جدا لأي ممثل، وحول مشاركته في العمل قال آسر أنه تجمعه صداقة بالمخرج أحمد عبدالله وعندما عرض عليه السيناريو لم يتردد في الموافقة عليه. وقال المنتج محمد حفظي أنه كان يتمنى أن يستمر عرض الفيلم في السينما أكثر من اسبوع لكن ظروف السوق والتوزيع أجبرتهم على أن يعرض أسبوعا واحدا فقط ابتداء من غد الأربعاء، مشيرا إلى أن الفيلم من نوعية السينما المستقلة التي لا تلتزم بمعايير السوق، وأن هذه النوعية من السينما في مصر حققت نجاحا وفرضت نفسها في عدة سنوات قليلة وهو ما يحسب لها. وقالت الفنانة درة أنها سعيدة بحضور عرض الفيلم المختلف، على حد وصفها، وأنه أعجبها أن الفيلم لم يتعرض لميدان التحرير حتى ولو بمشهد واحد، رغم أنه يتطرق إلى الثورة. تدور أحداث الفيلم حول عمليات هروب المساجين بعد اندلاع ثورة 25 يناير، وهو ما دفع الأهالي إلى تكوين لجان شعبية، ويهرب آسر ياسين من السجن ومعه شخص أخر يصاب بطلق ناري، ويحاول آسر أن ينقذه لكن بدون جدوى حيث يضطر إلى أن يتركه ويذهب إلى منطقته التي يعيش بها، ويمر آسر ياسين بكل ما شهدته الثورة المصرية في الأيام الأولى سواء موقعة الجمل أو الإنفلات الأمنى أو اللجان الشعبية وغيرها. ولا توجد في الفيلم جملا حواريا بل مشاهد صامتة، وهو ما أصاب الجمهور بالملل، كسره أحيانا الإنشاد الصوفي الذي يقوم به مجموعة من المنشدين داخل أحداث العمل.