يُقبل الفنان حسن يوسف على تجربة اجتماعية جديدة بمسلسل "جرح عمري" وذلك بعد أن توقفت مشاريعه الدينية التي كان يسعى لتقديمها في الفترة الماضية والتي يرى أن حُكم الاخوان هو سبب تأجيلها فلم يجد أمامه سوى المسلسلات الاجتماعية. "موقع عيون ع الفن" التقى حسن يوسف للحديث عن هذه التجربة التي يَعِد جمهوره بأنها ستكون مفاجأة. - حدثنا عن مسلسل "جرح عمري"؟ هو مسلسل اجتماعي تشاركني بطولته سهير رمزي وزيزي البدراوي وعمر حسن يوسف، من تأليف مصطفى إبراهيم وإخراج تيسير عبود، وإنتاج شريف عبد العظيم. ويناقش بشكل غير مباشر قضية الانفلات الأخلاقي الذي يعاني منه المجتمع على كافة المستويات الأمر الذي جعلنا نعيش في مجتمع غير مستقيم وأمة تعاني من الانهيار . - وكيف يطرح المسلسل هذه القضية؟ من خلال أسرة أقوم فيها بدور الأب وسهير رمزي الأم ومشكلات أولادهما فمنهم من يدرس في الجامعة ونرى من خلاله كيف تضيع الأخلاق بين الشباب في الجامعة، كما نرى ضياع الأخلاق في الشارع وبين الأطباء في المستشفيات وإهمالهم في حق المرضي، وكذلك الشباب الذي يقبل على الزواج من فتاة ليس لأنه يحبها وإنما ليستغلها أو طمعاً في مالها وغيرها من مظاهر الانهيار الأخلاقي . - وما الشخصية التي تقدمها في المسلسل؟ رجل أعمال ينحرف عن الصواب ويُضحي ببيته وأسرته ثم يعود له ضميره بعد ذلك فيقرر أن يصلح ما أفسده وما ارتكبه من أخطاء في حق أقرب الناس اليه فهل يستطيع أما يكون قد فات الأوان؟ كما نرى علاقته بزوجته التي تقوم بدورها الفنانة سهير رمزي وأولاده ويقوم بدورهم مجموعة من الوجوه الشابة. - وما سر حماسك لهذا العمل؟ أولاً سيُحدث دوري مفاجأة للجمهور مثلما فاجأتهم في مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" لأنني أبعد عن الادوار المعتادة والشخصية الطيبة، كما ان السيناريو مكتوب بطريقة تحترم عقل المشاهد وله هدف ويناقش فكرة مهمة ويأتي في وقت حساس جدا لأن البلد كلها تعاني من غياب الأخلاق سواء في الشارع أو في تعاملات الناس مع بعض او داخل الاسرة في طريقة تعامل الزوجة مع زوجها أوالأبناء مع أهلهم. - كيف ترى عودة التعاون بينك وبين سهير رمزي؟ هذه واحدة من الأشياء التي سعدت بها في هذا المسلسل والتعاون هنا لم يكن مرتباً له وجاء بالصدفة وسعيد به لأني لم أعمل معها منذ أفلام التسعينيات التي جمعت بيننا، كذلك المخرج تيسير عبود لم أعمل معه منذ عشرين سنة . - هل كان اختيار عمر ابنك من ترشيحك؟ أؤكد أنني ليس لي دخل في اختياره وإنما المخرج هو الذي رشحه لدور زوج ابنتي في المسلسل، فلا أفعل معه مثل باقي الفنانين الذين يرشحون أبناءهم معهم في أعمالهم وذلك لأنني أزرع في ابني الاعتماد على الذات حتى اذا جاءته فرصة أفادته يعرف انه وصل اليها بمجهوده وليس بمساعدة والده. - تردد أن انشغال سهير رمزي بمسلسل "جداول" سيعطل العمل؟ ليس صحيحاً لأننا سنبدأ التصوير مطلع الأسبوع المقبل بمدينة السادس من أكتوبر وأنا أثق في سهير رمزي كفنانة ذكية يمكنها التوفيق بين العملين . - لما انصب تركيزك على المسلسلات الاجتماعية ؟ هذا الأمر غير مقصود لكن هناك أمراً غريباً ومضحكاً للغاية وهو أنه منذ أن بدأ حكم الإخوان أحجمت أغلب شركات الإنتاج عن إنتاج المسلسلات الدينية مع أنه كان المنتظر أن تنتعش هذه النوعية من الدراما في ظل حكم الإخوان لذا اعتبر الاخوان سبب ابتعادي عن المسلسلات الدينية لأنها توقفت في عهدهم، وكيف يمكنني تقديم مسلسل ديني وأنا لا أجد المنتج الذي يدعمني. - هل معنى كلامك أن لديك مشاريع دينية وتوقفت؟ بالفعل كنت سأقوم بتقديم مسلسل ديني يروي السيرة الذاتية للشيخ أحمد يس، لكن محسن الراضي وهو من قيادات الإخوان كان يقوم بعمل اتصالات مع خالد مشغل زعيم حركة حماس ليأخذ رأيه فجاءني برد غريب جدا وقالي "خالد مشعل بيقول مش وقته ومش محتاجين نقدم عمل زي ده دلوقتي". - وماذا حدث لمسلسل الإمام الغزالي المعاصر؟ نفس الأمر تكرر بالنسبة لهذا المسلسل حيث قالوا لي ليس وقته وابحث لك عن عمل اجتماعي تقدمه لذلك عندما جاءني مسلسل "جرح عمري" وافقت عليه وهذا أمر غريب ان يحدث إحجام تام عن إنتاج الاعمال الدينية في عهد الاخوان المسلمين وحدث انهيار أخلاقي تام في المجتمع نراه في كل مكان وكأن المجتمع يتحدى أصول الاخوان الذين يسعون الى إظهار أنفسهم أمام الناس بأنهم غير متشددين لذلك يتركون الانفلات الاخلاقي يتجاوز الحدود، وأرى أن الكثيرين يتعمدون عمل هذا الانفلات لأنهم رافضون للإخوان . - وهل تتوقع أن ينتج الإخوان أعمالا متشددة أم حيادية؟ مبدئياً ليس لديّ أي مانع في المشاركة في مسلسل من إنتاج الإخوان بشرط أن يعطوا الفرصة للفنانين لإرشادهم للطريقة الأفضل لتقديم الأعمال الدينية وأنا بحكم خبرتي في تقديم المسلسلات الدينية منها الشعراوي والمراغي وغيرهما من الشيوخ، يمكنني أن أرشدهم للشكل المقبول لدي الناس في المسلسلات الدينية التي يجب تقديمها بشكل يناسب هذا العصر وليس بشكل متشدد وهذا سبب حب الناس لمسلسل "إمام الدعاة "حيث قدمت لهم رجل الدين الذي يعيش عصره ليس متشدداً ولا متطرفاً ويمكنه الحديث في كل المجالات بشكل مبسط، وكذلك كنت سأقدم محمد الغزالي المعاصر.