هل الأوضاع غير المستقرة في لبنان وغيرها من الدول العربية وحدها هي الدافع وراء تهافت النجمات اللبنانيات على دبي لإحياء ليلة رأس السنة فيها؟ في الواقع ثمة أسباب أخرى تتعلق بكل واحدة من النجمات، بعضها مالي وبعضها الآخر معنوي بهدف استعادة مجد على وشك الانتهاء من خلال مغازلة الشعب الخليجي، وثالث يتعلق بالنجمات اللواتي يتمتعن بشعبية واسعة في دول الخليج رغم أنهن لا يغنين باللهجة الخليجية. ويبدو أن برنامج النجوم في موسم أعياد آخر السنة سيكون مزدحماً بحفلات في أكثر من بلد عربي، فقد تعاقد وائل جسار على إحياء حفلة في القاهرة فيما تستقبل نوال الزغبي السنة الجديدة في فندق "سان ريجيس" في الدوحة في قطر، بينما أعلن رامي عياش سيحيي حفل ليلة رأس السنة في الأردن أما هيفاء وهبي فتستقبل 2013 مع عاصي الحلاني في "البيال" في بيروت. بينما تحيي إليسا ليلة رأس السنة في دبي في فندق "ريتز -كارلتون" بمشاركة ماجد المهندس، في حين يستقبل وائل كفورى وفارس كرم السنة الجديدة في فندق "فينيسيا" في بيروت، وينتقل فارس كرم في الليلة نفسها إلى فندق "لوريال" في منطقة ضبية شرق بيروت لإحياء حفلة بمشاركة رولا سعد. وأبرز النجمات اللبنانيات اللواتي سيحين حفلات في دبي نجوى كرم، إليسا، ميريام فارس، يارا في المقابل يحيي كل من عاصي الحلاني وهيفاء وراغب علامة حفلة رأس السنة في بيروت مع تغير في خارطة المشاركة، إذ ستحيي هيفاء حفلة مع عاصي الحلاني فيما لم تعرف بعد الفنانة التي ستشارك راغب حفلته. يجدر التوقف قليلا عند نجوى كرم التي لا يتضمن أرشيفها أغنيات خليجية، مع ذلك ستحيي ليلة رأس السنة في دبي، عكس ميريام فارس التي اتخذت من الأغنية الخليجية خطاً ملازماً لها، واعتبرت نفسها من أنجح من أدى هذا اللون ولديها جمهور عريض في الخليج، عكس شعبيتها في لبنان التي لم تحقق خطوات متقدمة. كذلك الحال بالنسبة إلى يارا التي فتحت لها أغنية "صدفة" الباب واسعاً لاختراق الخليج العربي وأضحت نجمة الحفلات الخاصة والعامة، لكنها فجأة اكتشفت بعد أغنيات خليجية من بينها "سكر زيادة" أنها لم تحقق النجاح المرجو وأنها خسرت شريحة واسعة من جمهورها اللبناني، إذ لم تقدم في تلك الفترة أي أغنية لبنانية توفر لها نسبة استماع مرتفعة، ولم تكن لديها حفلات تذكر فيه، لذلك بقي الخليج الملجأ الوحيد ليارا علها تستعيد من خلاله أمجاد الماضي. بالنسبة إلى اليسا، فشعبيتها في دبي توازي شعبيتها في لبنان، وقد سجل "فيرجين" دبي في الآونة الأخيرة أكبر نسبة مبيعات لألبوم "أسعد واحدة" كما "فيرجين" لبنان، لذلك لا تجد إليسا حرجاً في إحياء حفلات في دبي أو في أي دولة خليجية وعربية. بالتأكيد لا يمكن إثارة نقاش حول شعبية نجوى كرم، لكنها تنسجم حضورا وصوتا مع جمهورها الذي يتجاوب معها باللهجة التي تؤديها، إنما يبدو أن صعوبة الظروف في لبنان أجبرتها على إحياء حفلة رأس السنة في الخارج. وحدهما هيفاء وهبي وعاصي الحلاني يخوضان المغامرة وسيحتفلان برأس السنة في لبنان، حيث كانت هيفاء تحرص على إحياء حفلاتها مع راغب علامة، لكن هذا العام ونظراً إلى سوء العلاقة التي شابت الطرفين، ستحيي هيفاء ليلة رأس السنة مع الحلاني، فمن يا ترى سيحل مكانها إلى جانب علامة، أم أنه سيحيي الليلة بمفرده معتمداً على شعبيته الجارفة؟ يرى المنتج الفني باسم عساف أن الخلاف بين راغب وهيفاء شخصي وتتحكم اعتبارات عدة في العلاقة بينهما. فبعد طلاقها من أحمد أبو هشيمة نقلت هيفاء نشاطها إلى لبنان بشكل كلي، وستكون حفلتها مع الحلاني إحدى أكثر الحفلات إقبالا عليها في لبنان، نظراً إلى الشعبية التي يتمتع بها كل منهما، لكن من دون أن نتجاهل ذكاء علامة وقدرته على إحداث مفاجأة ليلة رأس السنة وإحضار وجه نسائي تكون له شعبية. الأرجح أن يحقق راغب تلك المفاجأة عن طريق استقدام فنانة صاعدة، قد تكون مدعومة من أحد المخرجين النافذين أو يعمد إلى إطلاق موهبة جديدة بنفسه، متحدياً هيفاء. بالعودة إلى الهجمة اللبنانية على دبي، فلا بد من الأخذ في الاعتبار أن ثمة فنانات يعتبرن أن هذه فرصتهن الأخيرة لجني المال قبل فوات الأوان.