استكملت اليوم محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة نظر قضية مذبحة بورسعيد، والمتهم فيها 73 شخصاً من بينهم 9 من القيادات الأمنية بمديرية أمن بورسعيد و3 من مسئولى النادى المتهمين بقتل 74 من ألتراس الأهلى، عقب مباراة الدورى بين الأهلى والمصرى فى أول فبراير الماضى. امتلأ قفص الاتهام بالمتهمين الذين التف حولهم أهلهم وتبادلوا الأحاديث من وراء القضبان، وكانت هناك حالة من التوتر داخل القفص حيث كان يتحدث المتهمون بصوت عال، بينما تغيب أهالي المجني عليهم عن حضور الجلسة بعد أن كانت مرافعات دفاع المتهمين قد أثارت غضبهم. بدأت الجلسة بطلبات المحامي نيازي يوسف والذي بدأ مرافعته مؤكداً حضوره بهذه الجلسة دفاعاً عن عدد 13 متهماً ودفع بعدم صحة إسناد الفعل للمتهمين وكيدية الاتهام وتلفيق التهمة وشيوعها. ودفع بعدم الاعتداد بالتقرير الطبي الشرعي كإجراء من إجراءات التحقيق لخلوه من تشريح الجثث الخاصة بالمتوفين ولعدم بيان سبب الوفاة والأداة المستخدمة وكيفية وتاريخ حصولها كما أنه جاء على وجه العموم والاحتمال دون مراعاة الأصول العلمية والتشخيصية ودون بيان مدة العلاج أو العجز. واستكمل نيازي دفوعه وقال إنه استند علي أقوال 17 ضابطاً من ضباط الشرطة والذين لم تثبت رؤيتهم للمتهمين يحملون أي أسلحة من المستخدمة في الجريمة كما استند إلي أقوال الطب الشرعي الذي قال إن حالات الاصابات والوفاة كانت نتيجة التدافع وليس نتيجة استخدام الشماريخ والصواريخ وغيرها من الأدوات التي ورد ذكرها بأمر الإحالة. ثم تحدث الدفاع عن عدم ثبوت إحراز أي من المتهمين لأي مفرقعات بقصد استعمالها في الحادث لأنهم لم تتوافر لديهم نية التخريب والدمار من الأساس ولكنهم كانوا يحملون الصواريخ والشماريخ بقصد التعبير عن البهجة والسرور والفرحة والتعبير عن الفوز وأنهم لم يعلموا بأنها تحتوي على مواد مفرقعة. وأشار إلي أن اتحاد الكرة قد عقد عدة اجتماعات لبحث مشكلة الشماريخ وتوصلوا في النهاية إلي استخدام شمروخ واحد وصاروخ واحد لكل فريق في كل مباراة .. معلقاً: "بالذمة دي ناس تنفع تكون في منصب مسئولية". وقال نيازي إن الأسطوانات التي احتوت على مشاهد فيها بعض المتهمين ومنه المتهم "ماندو" هي مشاهد لم تحتوي على أي تصرف خارج المألوف أو أي تصرف يدل على ارتكاب الواقعة. وعن المعاينة قال نيازي للمحكمة إنه يصعب على الجماهير اجتياز كل الحواجز الأربعة من أسوار وأبواب حديدية وحواجز خرسانية للهجوم علي جمهور النادي الأهلي بعد مرور 8 ساعات من تواجدهم بالاستاد. وتحدث عن انتفاء الخطأ وعلاقة السببية وقصر المسئولية على جهاز الشرطة وقال: "لو كان جهاز الشرطة قام بعمله لما كانت حدثت المجزرة "، ورفعت هيئة المحكمة الجلسة للاستراحة بعدما تحدث دفاع المتهم الثالث باللهجة البورسعيدي مما رسم الابتسامة على وجوه المتواجدين بالجلسة.