القاهرة:- نجحت قوات الشرطة العسكرية في إخلاء ميدان العباسية من المتظاهرين عقب الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين أمام وزارة الدفاع وأصيب على أثرها عدد من الجانبين. وتجمع المتظاهرون في شارع امتداد رمسيس، بينما تبادل بعضهم الاشتباكات مع قوات الجيش بالطوب والحجارة، وسمع دوي إطلاق نار بالقرب من منطقة غمرة، فيما تواصل إلقاء القنابل المسيلة للدموع ولوحظ وجود مروحية عسكرية تحلق فوق منطقة العباسية. وفرضت قوات الأمن المركزي سيطرتها تماما على كوبري المشاة بشارع الخليفة المأمون ومداخل ومخارج ميدان العباسية، وذكرت مصادر أنه تم إلقاء القبض على بعض المتظاهرين أثناء فض الاعتصام. وبث التلفزيون المصري لقطات بينت نقل جنود مصابين من مكان الاشتباك. وقالت وزارة الصحة في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط إن عدد المصابين بمختلف الإصابات بلغ 59 مصابا. وبعد أكثر من ساعة من بدء الاشتباك أطلقت قوات الجيش قنابل الغاز المسيل للدموع بغزارة مما تسبب في إصابة العشرات بالاختناق. وقال شاهد عيان إن قنابل الغاز المسيل للدموع أبعدت المتظاهرين في البداية عشرات الأمتار عن سلك شائك يقف خلفه الجنود المكلفون بتأمين مقر الوزارة. وحلقت طائرة حربية على ارتفاع منخفض فوق مكان الاشتباك وهتف متظاهرون "الشعب يريد إعدام المشير". وأطلق متظاهرون ألعابا نارية صوب الطائرة. وكان متظاهرون انتزعوا ألواحا من الصاج من مشروع قريب خاص بمترو الانفاق وأقاموا بها حاجزا للاحتماء خلفه من الحجارة التي يلقيها مجندون لكنهم فروا بعد إطلاق قنابل الغاز. وفي بداية الاشتباكات استخدمت قوات الجيش خرطوم مياه في محاولة لإجبار المتظاهرين على التراجع. وقال شهود عيان إن الاشتباكات بدأت بعد محاولة متظاهرين إزالة جزء من السلك الشائك الذي وقف وراءه مئات من الجنود القائمين بتأمين مقر الوزارة ومنشآت عسكرية مجاورة. ولأول مرة منذ شهور توحد إسلاميون وليبراليون في الدعوة لإنهاء الإدارة العسكرية بحلول نهاية الشهر المقبل وأن تكون انتخابات الرئاسة التي ستبدأ هذا الشهر حرة ونزيهة. لكن انقساما وقع بين الجانبين في ميدان التحرير بعد أن طالب نشطاء ليبراليون ألوف المتظاهرين في الميدان بالتوجه إلى ميدان العباسية حيث دارت الاشتباكات ورفض المتظاهرون الإخوان ندائهم. وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان في صفحة حزب الحرية والعدالة على موقع فيسبوك "لم ولن يذهب الإخوان إلى ميدان العباسية وليس لنا علاقة بالمصادمات هناك". ويقول المجلس العسكري إنه لن يتأخر عن تسليم السلطة لرئيس منتخب في الموعد المحدد لكنه يصر على حصانة ممنوحة للجنة الانتخابات الرئاسية من الطعن على قراراتها قائلا إن منصب رئيس الدولة لا يحتمل الطعن على شاغله أمام المحاكم. وشارك ألوف النشطاء بينهم إخوان مسلمون في مظاهرة بمدينة الإسكندرية على البحر المتوسط أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية. وأغلق المتظاهرون شارعين يطل عليهما المقر. وشارك مئات النشطاء في مظاهرة في مدينة السويس سادها انقسام وهتافات عدائية متبادلة بعد وقت بين نشطاء ليبراليين وآخرين من الإخوان المسلمين. وكان نشطاء اعتصموا قرب مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية يوم الخميس. وفي مختلف المظاهرات تردد الهتاف الذي يقول "يسقط يسقط حكم العسكر."