تدق ساعة الحقيقة أمام المنتخب المغربي لكرة القدم اليوم الجمعة عندما يلاقي الجابون في ليبرفيل ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة ضمن نهائيات كأس أمم إفريقيا التي تستضيفها الأخيرة مع غينيا الاستوائية حتى 12 فبراير المقبل. فبعد خسارته المباراة الأولى أمام تونس 1-2، يدرك أسود الأطلسي أن أي تعثر جديد يعني خروجهم خاليي الوفاض وهم الذين يمنون النفس بتخطي الدور الأول لتأكيد عودتهم اللافتة إلى الساحة القارية بعدما غابوا عن النسخة الأخيرة في أنجولا وتكرار إنجاز عام 2004 على الأقل عندما بلغوا المباراة النهائية وخسروها أمام تونس المضيفة 1-2 أيضا. الأكيد أن المنتخب المغربي بحاجة أمام الجابون إلى تلك الروح القتالية واللعب المنظم والمستوى الرائع الذي مكنهم من التغلب على المنتخب الجزائري برباعية نظيفة في التصفيات في مراكش وخطوا على إثره خطوة كبيرة نحو بلوغ نهائيات النسخة الحالية بعدما كانوا في وضع حرج، وهو ما أكده أغلب اللاعبين في اليومين الأخيرين من خلال الحماس الكبير الذي دب في نفوسهم في المعسكر التدريبي بمقدمتهم القائد حسين خرجة الذي أوضح بأن "كل شي على ما يرام الآن، أظن أننا نسينا الخسارة أمام تونس وحفظنا الدرس جيدا، الكل مصمم على رفع التحدي أمام الجابون". من جهته، قال المدرب البلجيكي إيريك جيريتس "المنتخب المغربي لم يستهلك كل أوراقه حتى الآن، سنظهر بوجه مختلف في المباراتين المقبلتين، وكل شيء ممكن أن يحدث، كرة القدم لم تعد تعترف بالمنطق وبالعروض الجيدة وعراقة المنتخبات كما كانت الحال في السابق، تغير مفهوم كرة القدم وباتت المنتخبات المتواضعة والصغيرة أفضل بكثير وتحدث المفاجآت". ويعلق المغاربة آمالا كبيرة على مواجهة الجابون كونها الفرصة الأخيرة لإنعاش الآمال وتخطي الدور الأول، وإن كان أشد المتفائلين في المغرب لا يتوقع تحقيق نتيجة إيجابية بالنظر إلى الخسارة المخيبة أمام تونس 1-2، ويرون أن أسود الأطلسي سيلقون المصير ذاته لنسخة 2006 في مصر حيث خسروا المباراة الأولى أمام كوت ديفوار 1-3 ثم سقطوا في فخ التعادل السلبي أمام الفراعنة وليبيا وودعوا من الدور الأول. وغاب 5 لاعبين عن الحصة التدريبية لمنتخب المغرب أمس لأسباب مختلفة أبرزها إصابة الحارس الاحتياطي الثالث عصام بادة بالملاريا ومهاجم أرسنال الإنجليزي مروان الشماخ بتسمم غذائي. في المقابل، لن يكون المنتخب الجابوني لقمة سائغة أمام أسود الأطلسي وهو يدخل المواجهة بمعنويات عالية بعد فوزه المستحق على النيجر فضلا عن كونه تفوق على المغرب في المباراتين الأخيرتين بينهما في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا في أنجولا وكأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 (2-1 ذهابا في الدارالبيضاء و3-1 إيابا في ليبرفيل). التقى المنتخبان 10 مرات حتى الآن، وتميل الكفة إلى المغرب بستة انتصارات بينها اثنان في ليبرفيل، مقابل 4 انتصارات للجابون بينها اثنان أيضا في المغرب.