واشنطن : - كشف مصدر أمريكي مطلع بالبيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية حزينة للغاية بسبب قرار الدكتور محمد البرادعي للتنازل عن الترشح لمنصب الرئاسة في مصر مؤكدا أن البرادعي علق القرار منذ أكتوبر 2011 بناء علي طلب أمريكي ومناشدة خاصة من الرئيس باراك أوباما الذي هاتف البرادعي مع هيلاري كلينتون عدة مرات خلال العام الماضي لإثنائه عن القرار. وأكد المصدر - وفقا لجريدة روز اليوسف - أن الدكتور البرادعي اتخذ قراره بعدما تأكد من المعلومات الأمريكية التي أوضحت له الشهر الماضي خلال وجوده في زيارة خاصة لأوربا لم يكن أعد لها مسبقا وأنه قابل شخصيات أمريكية وأوربية رفيعة كشفت له أن هناك اتفاقا توافقيا في مصر مع جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين تعرفه واشنطن علي انتخاب رئيس جمهورية بعينه تمكنه خبراته وخلفياته السياسية من قيادة مصر خلال الظروف الراهنة عقب انتخابات ديمقراطية ستمنح للشخص المختار نسبة أصوات الإخوان والجماعة السلفية كاملة مما سيرجح كفته دون شك مع أن الشخص الذي تتحدث عنه المعلومات لا ينتمي للتيارات الدينية. وأشار المصدر إلي أن الدكتور البرادعي كان ينتظر منذ أكثر من شهر قرار جماعة الإخوان الأخير حول المرشح لأنهم لم يعلنوا له عن الاسم بينما أكدوا له صراحة منذ أيام أنه لن يكون البرادعي وفي نفس الوقت أعربوا له عن تقديرهم البالغ له ولجهوده الخالصة واقتناعهم به كسياسي بل وعدوه طبقا لمعلومات المصدر بمنصب حكومي رفيع يرجح أنه رئيس الحكومة الأولي الدائمة التي ستعمل مع الرئيس القادم. المعلومات الأمريكية أشارت في تطور خطير إلي أن قائمة المرشحين المتواجدين حاليا علي الساحة في سباق التنافس الديمقراطي علي الرئاسة المصرية ما زالت خالية حتي اللحظة من الشخص المختار بالتوافق وأن الشخص الذي علمت الإدارة الأمريكية اسمه وبياناته تمت الموافقة عليه من عدد كبير من دول العالم بما فيها أمريكا بعد أن تطابقت أهدافه وآراؤه السياسية مع المصالح المصرية والعالمية مستقبلا. وفجر المصدر مفاجأة من العيار الثقيل حيث أبلغت الإدارة الأمريكية الدكتور البرادعي بأنه يجب أن يفكر في المستقبل القريب حيث لن يستمر الرئيس المصري المنتخب إلا لمدة فترة رئاسية واحدة وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية شددت علي هذا الطلب لإنقاذ الموقف المتأزم في مصر مطالبة البرادعي بعدم حرق أوراقه خلال الانتخابات الأولي التي تلزم اللاعبين بأوراق السياسة المصرية في الوقت الراهن لإختيارات ليست بالضرورة هي الأفضل. وكان المصدر قد أكد أن كل اللقاءات التي أجرتها الولاياتالمتحدة مع أطياف الساحة الدينية في مصر بمن فيهم السلفيون والإخوان أوضحت بجلاء عدم موافقتهم ضمنيا علي ترشح البرادعي كما ان إسرائيل توصلت لاتفاقات ثنائية مع 90% من دول الاتحاد الأوربي وأمريكا نفسها تلزمهم سرا بعدم مساندة ترشيح البرادعي الذي كان سيحصل علي 10% من حجم الأصوات بسبب الأجواء التي تجمعت كلها ضده. المصدر كشف صراحة أن المؤسسة العسكرية المصرية تعاني من ضغوط لم تتعرض لها إدارة سياسية بالعالم منذ الحرب العالمية الثانية علي حد تقديره السياسي وأن المؤسسة المصرية رفضت أسماء قدمتها الإدارة الأمريكية للمنصب وأنها هددت واشنطن بقلب القواعد السياسية في مصر لو استمرت اللعبة الإسرائيلية في توجيه الضمير العالمي للعمل عكس عملية الاختيار الديمقراطية للرئيس القادم. وفي إشارة بالغة الوضوح منه أكد المصدر أن عملية اختيار الرئيس المصري المنتخب لأول مرة ديمقراطيا ستجري دون تدخل من أي طرف خارجي لكنها ستسير علي حد تقديرهم في واشنطن في قنوات محددة بالأرقام مؤكدا ان انتخابات البرلمان كانت هي أنبوب الاختبار وفي عملية حسابية علي حد تعبيره مبسطة عندما يقرر الإخوان والسلفيون ووراءهم باقي الجماعات الدينية منح أصواتهم لصالح مرشح بعينه فلن تكون هناك مفاجأة تذكر في نجاح هذا المرشح المؤكد، مؤكدا طبقا لتقديرات البيت الأبيض أن العملية الديمقراطية قد اختلت بالفعل في مصر وأن أحدا لن يعيدها للوراء حيث انتهت فكرة الأقلية والأغلبية.