نيويورك:- حذرت الأممالمتحدة من إمكانية تزايد عدد الجياع في العالم إذا استمرت أسعار المواد الغذائية بالتذبذب وخاصة في الدول التي تعتمد على الاستيراد في تأمين الغذاء لسكانها. وكانت أسعار المواد الغذائية التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في فبراير الماضي عاملا في اندلاع الثورات العربية حسبما جاء في التقرير. إلا أن الأسعار تراجعت بعض الشئ منذ ذلك الشهر لكن مع تراجع احتياطيات العالم من الحبوب والعلاقة الوثيقة بين الطاقة والزراعة و التقلبات المناخية يمكن أن تؤدي إلى تذبذبات أكبر في أسعار المواد الغذائية. وجاء في تقرير مشترك لبرنامج الغذاء العالمي والبنك الدولي للتنمية الزراعية ونشر اليوم الاثنين "يرجح أن ترتفع أسعار الغذاء في المستقبل رغم تأرجحها في الوقت الراهن وأن الطلب على الغذاء سيرتفع في الدول النامية التي تشهد ازدهارا اقتصاديا وسيزيد إنتاج الوقود الحيوي وجميع هذه العوامل ستشكل مزيدا من الضغوط على النظام الغذائي في العالم". وأوضح التقرير أن الفلاحين والمستهلكين الفقراء وخاصة في الدول الأفريقية سيكونون أول ضحايا نقص إمدادات الغذاء. وسيكون لارتفاع أسعار المواد الغذائية نتائج ملموسة على آفاق التنمية على المدى الطويل حيث سيحرم الأطفال من المكونات الغذائية الأساسية لنموهم السليم وبالتالي فرص تحصيلهم العلمي وترجيح بقائهم في دائرة الفقر مستقبلا. ولا يزال العديد من الدول الأفريقية الفقيرة وغيرها من الدول التي تعتمد على الاستيراد في ضمان الغذاء لسكانها تعاني من تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية خلال الفترة ما بين 2006 و2008. كما أن أزمة المجاعة التي تعاني منها منطقة القرن الأفريقي حاليا تمثل تحديا للهدف الذي التزم به المجتمع الدول بتخفيض عدد الجياع في العالم والذين كان يقدر عددهم بحوالي 1.2 مليار نسمة عام 2009 إلى النصف بحلول عام 2015. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت العام الماضي أن عدد الجياع في العالم تراجع للمرة الأولى خلال 15 عاما وانخفض من 1.2 مليار إلى 925 مليون شخص لكن التقرير الحالي خلا من أي إشارة الى عدد الجياع في العالم حاليا.