يقام في فيرجن ميجا ستور بالقاهرة يوم 12 أكتوبر الجاري حفل توقيع الرواية المصورة الجديدة (18 يوماً)، والتي قام بكتابة السيناريو والحوار لها الكاتب الشاب محمد هشام عبيه، ووضعت لها الرسوم الفنانة الشابة حنان الكرارجي، أما الإخراج الفني فهو لمصمم الجرافيك والشاعر الزميل أحمد عاطف مجاهد. تنقلنا هذه الرواية البارعة برسومها الأنيقة بالأبيض والأسود إلى رحلة في الزمن تعود بنا تسعة أشهر إلى الوراء وتحديداً إلى يوم 24 يناير الذي تبدأ فيه أحداثها، لنعيش معاً كل تفاصيل وأحداث ثورة الشعب المصري السلمية العبقرية على مدار أيامها ال 18 بكل لحظاتها العصيبة والجميلة والتي توجت في 18 فبراير بتنحي الرئيس السابق حسني مبارك. فإذا كنت من سيئي الحظ الذين فاتهم التواجد في ميدان التحرير أو أي من ميادين الثورة بمصر، أو حتى لو كنت من أبطال هذه الثورة من الذين تواجدوا بالميدان منذ البداية أو انضموا بعد ذلك وشاركت فعلياً في صنع الأحداث، ستجد هذه الرواية ممتعة إلى أقصى درجة وستعيدك لأجمل وأهم ذكريات ستبقى في أذهان المصريين لسنوات عديدة. تحمست جداً لهذه الرواية منذ اللحظة الأولى بعد أن جذبني غلافها الأنيق المميز ورسومها المتقنة، ولم أكد أبدأ في القراءة حتى اكتشفت أنني قد انتهيت من آخر صفحة في أقل من نصف ساعة، فالرواية سريعة الإيقاع بارعة النقلات وتعتبر تسجيلاً توثيقياً درامياً رائعاً لأحداث ثورتنا الفريدة، كما امتلأت بلحظات إنسانية رائعة أبرزت المعدن الحقيقي النادر للشعب المصري بكافة طوائفه: مسلمين - مسيحيين - رجال - نساء، كما أظهرت الموقف الرجولي الوطني الذي اتخذه شباب الإخوان عندما خالفوا أوامر مكتب الإرشاد، وأصروا على التمسك بمصريتهم ومشاركة الشعب ثورته. ولم تخل الأحداث كذلك من قصة حب رقيقة طاهرة نشأت في الميدان بين شاب وفتاة من المشاركين في "الثورة منذ اللحظة الأولى، وهما يوسف ومريم اللذان يتفقان على اللقاء من جديد في الميدان بعد تنحي مبارك لأن الثورة لسه مستمرة جوانا" كما قال يوسف. في الرواية ستقابل كل أيقونات الثورة مثل إبراهيم عيسى - وائل غنيم - د. محمد البرادعي - عمرو واكد وغيرهم من خلال لقطات تظهر أدوارهم الإيجابية والفعالة، كما ستلتقي للأسف برجال النظام السابق وتشاهد وتعرف ما كان يحدث بينهم خلف الكواليس، وكيف أدى بهم غباؤهم إلى النهاية التي حمدنا الله عليها كثيراً. بقي أن أبدي إعجابي باللغة السهلة والسليمة التي استخدمها الكاتب في التعليق وربط الأحداث، بينما جاء الحوار طبعاً باللغة الدارجة التي نستخدمها في حياتنا اليومية. أجمل ما في هذه الرواية هي أنها ستكون وسيلة سهلة وفعالة تمكننا من تعريف أطفالنا بأحداث ثورة 25 يناير، لأن رسومها وطريقة تنفيذها ستجعلهم يقبلون ولا شك على قراءتها، كما أن الشباب أيضاً سيستمتعون بقراءتها لأنها تحترم عقولهم.