فوجئ أبناء الوسط الفني بقرار وزير الثقافة عماد أبو غازي بإلغاء الدورة ال 35 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي لهذا العام التي كانت مقررةً في نوفمبر المقبل، على أن يُعقد المهرجان في موعده العام المقبل. وبرر أبو غازي اتخاذه هذا القرار بالأوضاع الاقتصادية المتدنية التي تسود البلاد، والتحضيرات القائمة للانتخابات البرلمانية والرئاسية. والسؤال الآن لماذا تم إلغاء دورة المهرجان هذا العام، على الرغم من أن تكلفة تنظيم المهرجان غالبا ما يتحملها رجال الأعمال، خصوصا أن دعم وزارة الثقافة في هذا الصدد محدود جدا؟ واذا كنا لم نقم بإلغاء الدوري العام لكرة القدم، رغم تعدد مشكلاته ومتطلباته الأمنية، فلماذا ضحينا بالاحتفالية السنوية للثقافة الشعبية متمثلة في مهرجان السينما؟ كما أن الانتخابات المزمع اقامتها ستتم خلال شهر سبتمبر بينما يتم عقد المهرجان خلال شهر نوفمبر؟ ولماذا لم يفكر مسئولو الوزارة في تأجيل المهرجان بضعة أيام فقط اذا كان موعده سيتعارض مع هذه الانتخابات؟ ولماذا نضحي بمهرجان تم تصنيفه ضمن أهم عشرة مهرجانات للسينما في العالم، في الوقت الذي تزاحمنا فيه باقي الدول العربية بمهرجانات شبيهة مثل دبي ودمشق ؟ وكيف تتجاهل وزارة الثقافة سينما بلدها في الوقت الذي تحتفي فيه السينما العالمية في شتى دول العالم بالسينما المصرية بعد ثورة 25 يناير، وكان آخرها احتفالات مهرجان كان التي خصصت يوما كاملا للاحتفال بالسينما المصرية؟ وهل قرار إلغاء المهرجان هو مسئولية وزارة الثقافة فقط؟ وكيف سيؤثر هذا القرار على صناعة السينما في مصر والتي تضررت بالفعل طوال ال 18 يوما التي اعتصم خلالها الشباب، والأيام التي تلتها بسبب تردي الأوضاع الأمنية؟