من الخطأ القاتل أن نقول إن ما حدث يوم التصويت على تعديلات الدستور بالتصويت ب(نعم) في الاستفتاء ، يعد انتصارا للإخوان، ولتيار الإسلام ،وهزيمة للقوة الأخرى وأن هذه يعنى نهيارا للدولة المدنية التي قامت من أجلها الثورة. ولو بحثنا عن هذا التطور لوجدنا أن التيار السلفي لم يكن مسئولا وحده عن هذه الأغلبية الساحقة التي اجتمعت وراء تأييد التعديلات، ولا الإخوان أنفسهم كما وجدنا في بعض تصريحات الإخوان وهم يعرفون أنهم لم يحققوا ذلك بقدراتهم الخاصة، لكنهم أدركوا مبكرا اتجاهات الريح القادمة فى مواقف الناس ، وأن الناس ترى من الأفضل وقف نزيف الخسائر الاقتصادية،وأن تتحرك عجلة الإنتاج فمصر عبارة عن سفينة سائرة في بحر لجى تعصف به الرياح من كل جانب والأفضل أن ترسى على أقرب شاطئ وتتزود بما يمكنها من استئناف رحلتها وتأجيل معركة للدستور لما بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية. ولا ينبغي على الأحزاب الأخرى أن تقف مكتوفة الايدى ولا يكون له دور فى المرحلة القادمة حيث ينبغي أن تعي درس الاستفتاء وان تنشر أفكارها حتى يكون له قاعدة شعبية من جميع الفئات الشعبية التي تأمن بها ، لان هذه هى الحظه الفارقة فى تاريخ مصر الحديث . إن الذين أدلو بأصوات فى الاستفتاء لا يجب ان يشعروا أن من قالوا (نعم) هم المنتصرون ، أو أن يشعر أنصار (لا) بالهزيمة، كما لا ينبغي أن نتعجل النتائج ، أو نسمح للتراشق على هذا النحو غير الديمقراطى فى احترام رغبات الآخر، ونذهب بعيداً عن المناخ الديمقراطى الذى كنا نحلم به. حما الله مصر من كل سواء