أكد الكاتب الصحافي المصري محمد حسنين هيكل على قناة "الجزيرة" أمس، أن "ما جرى في تونس أفزع بشدة أميركا واسرائيل"، معتبراً أن ردهما على الثورة التونسية قد يكون في لبنان. وحذر الكاتب الصحفي الكبير، محمد حسنين هيكل من أن القوى الكبرى التى أفزعها ماحدث في تونس، سترد في لبنان دون أن يوضح طبيعة هذا الرد. وأشاد هيكل، في حديث أذاعته قناة الجزيرة مساء الخميس، بالثورة التونسية، قائلا: الثورات عادة تحدث بالجراحة وفتح البطن، في إشارة إلي العنف الذي يصاحبها، أما الثورة التونسية فقد جرت بالمنظار وبأقل الخسائر. أوضح هيكل أن وسائل الثورة التونسية كانت غير تقليدية، فلم تخرج الدبابات ولا العربات المصفحة بل كتل جماهيرية من نوع مختلف ليست هائمة أو مكفهرة لكن واعية بمطالبها، التي لم تكن تقليدية هي الأخرى. وقال: الجماهير خرجت تطالب بمطالب عصرية تتمثل في الحرية ومقاومة الفساد. وكان عماد هذه الجماهير شبابا يمثل العصر ويستخدم أدواته وفي مقدمتها الإنترنت. استطرد هيكل فى حديثه للجزيرة قائلا: من هول المفاجأة أصيب نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بالذعر، وكان ذلك واضحا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من عمر النظام، الذي وصفه بأنه نظام مصفح، أمده الغرب بكل الوسائل والإمكانات لكي يستمر ويقمع المعارضة. وكشف هيكل -نقلا عن مصادر، قال إنه لا يستطيع تأكيد صدقيتها-، عن أن رئيس أركان الجيش رشيد بن عمار رد على من طالبوه بالتحرك: إنني لا أستطيع أن أفعل شيئا .. بل إن أحد الضباط الكبار قال لمسئول تونسي بارز -والكلام لهيكل - إن هذا النظام نصفه مكروه والنصف الآخر محتقر.. عليك أن تبلغ الرئيس بأن كل شيء انتهى وعليه أن يخرج، وقال هيكل إنه جرى الاتصال بالسفارة الأمريكية لعمل أي شيء لكنها قالت "إنها لا تستطيع". وخلال الحديث الذي استغرق قرابة 55 دقيقة، تحدث هيكل عن زين العابدين بن علي قائلا إنه التقاه عام 1988 أي بعد حوالي عام من الانقلاب، الذي قام به ضد الحبيب بورقيبة. وأشار إلي أن "بن علي" تحدث لمدة تزيد على الساعة عن الأسباب التي حدت به إلي القيام بانقلابه ولم يتحدث هيكل مطلقا سوى أنه قال: سيادة الرئيس أنت (في الأصل ) أحسن من صورتك. ويضيف هيكل: فوجئت بأن "بن علي" ركز علي كلامي بل وطلب من الهادي بكوش، رئيس الوزراء -آنذاك- أن يتصل بالسفارة التونسية في باريس، لكي تبعث بأفضل مصور فرنسي، حتي يصور الرئيس صورة أخرى غير الصورة الرسمية المعتمدة.