شهد الأسبوع الماضي حملة هجوم عنيفة على المطربة اللبنانية إليسا، استمرت منذ ظهورها على شاشة قناة ال "mbc" الفضائية في حلقة ببرنامج "أبشر" مع الإعلامي اللبناني نيشان، ولم تنته حتى وقتنا هذا. الغريب ليس في حملة الهجوم، فلقد تعود الجميع على ذلك، ولكن الغريب في ان يكون الهجوم مبنياً على شئ لم تقصده أو يشر إليه الشخص المهاجم. القصة بدأت عندما قامت إليسا بالرد على سؤال لنيشان حول حياتها العاطفية، ونيتها في الزواج، حيث أكدت له إليسا أنها تتمنى ان تجد الشخص المناسب لتتزوجه، وتعبيراً منها عن رغبتها الشديدة في ان تكون أماً، قالت له إليسا: "أنا كنت أتمنى ان أستطيع ان أنجب دون زواج، ولكني لن أفعل ذلك احتراما لمجتمعنا العربي الذي لن يقبل بذلك"، ومن هنا قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن. إليسا لم تقل إنها توافق على الرذيلة والأفعال المحرمة خارج الزواج، ولم تقل إنها مع العلاقات غير الشرعية، كل ما قصدته أنها كانت تتمنى ان تنجب مثلما يفعل الكثيرون بالغرب بالتلقيح الصناعي ، وهو رأيها ويجب احترامه سواء وافقنا او لم نوافق عليه. ولكن ما حدث غير ذلك، فإن بعض الأقلام غير المسئولة قامت بإلقاء الاتهامات على إليسا ووصفتها بأنها مروجة للرذيلة والأفعال المحرمة، وانهالت الصفحات الهجومية على الفيس بوك، والتعليقات المشينة على مقاطع الفيديو الخاصة بالحلقة على موقع "اليوتيوب". المشكلة الأكبر ان الخبر انتشر بسرعة البرق بين المواقع الالكترونية التي تناقلت الخبر دون ان تشاهد فيديو الحلقة المنتشر على الانترنت حتى، والذي لم يكن سيأخذ من وقت كاتب الخبر سوى دقائق معدودات، كانت ستجعله يرجع عن اتهام فنانة وتشويه صورتها، فبعيداً عن كونها فنانة، فهي فتاة عربية لا يجوز التشهير بها هكذا على صفحات الانترنت. بشكل عام فإن ما حدث ما هو إلا دليل على الحالة التي وصلت إليها الصحافة الفنية بشكل عام، والالكترونية بشكل خاص التي أصبحت تعتمد على تناقل الأخبار التي تحرف بشكل تدريجي في كل مرة يتم تناقلها، دون الرجوع إلى مصدرها الأصلي أو التأكد من مصداقيتها.