قال مسؤول لرويترز ان الحكومة التونسية التي تواجه موجة من الاضطرابات أعلنت حظر التجول خلال الليل اعتبارا من ليل الأربعاء ليطبق في العاصمة والضواحي المحيطة بها. وأضاف المسؤول ان حظر التجوال سيستمر الى أجل غير مسمى وسيبدأ في الثامنة مساء كل ليلة وسينتهى في السادسة صباحا. من جهة اخرى, دعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي السلطات التونسية إلى "البدء بتحقيق مستقل وذي مصداقية في أعمال العنف الدامية التي تشهدها البلاد بعد الإستخدام المفرط للعنف من جانب قوات الأمن". وقد أقال الرئيس التونسي وزير داخليته وانتشرت قوات الجيش في وسط مدينة تونس بعد أن امتدت موجة من الاضطرابات -التي قال مسئولون إنها أسفرت عن مقتل 23 شخصا- لأول مرة إلى العاصمة. وقال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي يوم الاربعاء إن رئيس البلاد زين العابدين بن علي عين وزيرا جديدا للداخلية وأمر بالإفراج عن كل المحتجزين في موجة الاحتجاجات العنيفة. وأضاف الغنوشي متحدثا في إفادة صحفية أن الرئيس أمر بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الفساد وممارسات بعض المسئولين. وعين أحمد فريعة وهو أكاديمي سابق ووزير دولة وزيرا جديدا للداخلية. وقال شهود عيان في بلدة إقليمية شهدت بعضا من أسوأ الاشتباكات إن حشدا كبيرا من المواطنين تجمع مطالبا باستقالة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وإن الشرطة كانت غائبة عن مكان الاحتجاج. ويقول المحتجون إنهم يطالبون بوظائف وانهم غاضبون بسبب الفساد وما يقولون إنها حكومة قمعية لكن الرئيس قال إن الاحتجاجات استولت عليها أقلية من المتطرفين الذين يعتنقون العنف ويريدون تقويض تونس. والاحتجاجات المستمرة منذ ما يقرب من شهر هي الأسوأ في تونس منذ عقود. وتراقب دول عربية أخرى الموقف في تونس عن كثب خشية اندلاع اضطرابات اجتماعية. وقال مراسلون إن عربتين عسكريتين وقفتا أمام السفارة الفرنسية بينما جاب جنديان مسلحان الشارع. وعلى بعد مسافة بسيطة من وسط مدينة تونس وقفت عربتان من طراز هامفي على مدخل مبنى التلفزيون الحكومي بينما كان جنديان يرتديان خوذات وسترات واقية من الرصاص يقومان بدورية حراسة وهما يحملان بنادق آلية. وأطلقت الشرطة في وقت متأخر يوم الثلاثاء أعيرة نارية تحذيرية في الهواء في محاولة لتفريق حشد ينهب المباني في إحدى ضواحي العاصمة. ولم ترد تقارير عن سقوط أي ضحايا في هذه الاشتباكات. إلقاء قنابل حارقة على السفارة التونسية في برن وفي العاصمة السويسرية، ألقيت عدة قنابل حارقة على السفارة التونسية في برن الساعات الأولى من صباح الاربعاء في الوقت الذي شهدت فيه تونس موجة احتجاجات عنيفة. وقالت الشرطة السويسرية إن القنابل الحارقة لم تشتعل ولم تتسبب سوى في أضرار محدودة للغاية. ووقع الهجوم بعد منتصف الليل بقليل وتمكن المنفذون المجهولون من الفرار. وطلبت الشرطة ممن رأى الحادث أن يتقدم بشهادته وقالت إنها تدرس الدوافع وراء الهجوم.