صدر كتاب في الأسواق تحت عنوان " حروب كرة القدم " يتناول المواجهة الدامية الأخيرة التى نشبت بين مصر والجزائر في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم التى استضافتها جنوب أفريقيا يونيو الماضي . ويرصد مؤلف الكتاب ياسر ثابت كل " الحروب الكروية " في العالم والتى تتسم مواجهتها بالعنف والدموية ، وكان من بينها المعركة " المصر جزائرية" وشغلت قطاعا عريضا من الكتاب الذي بلغ عدد صفحاته 300 صفحة بالصور والتحقيقات . وحاول الكاتب تقصي اسباب الأزمة الأخيرة مع التركيز على الحساسية التى تنتاب الشمال الأفريقي لدى مواجهته مع بعضه البعض في المنافسات الرياضية خاصة في كرة القدم ، وتقصى ايضا دور وسائل الإعلام في تلك الأزمة في مصر والجزائر فأفرد العديد من الصفحات لما جرى على الساحة الإعلامية وأكد أن وسائل الإعلام لعبت الدور الرئيسي في نشوب هذه الأزمة وتأجيجها الى الحد الذي طالب فيه البعض بقطع العلاقات السياسية بين البلدين . وتحت عنوان " الحماقة هذه المرة رياضية الطابع " افرد المؤلف ما قاله مقدمو البرامج في مصر " عمرو اديب ومصطفى عبده ومدحت شلبي وخالد الغندور " وما تناولته في المقابل وسائل الإعلام الجزائرية خاصة صحيفتي الشروق الجزائرية والخبر " التى ساهمت الى حد بعيد في شحن الأجواء بإعلانها خبر موت العديد من الجزائريين في مصر بعد الأحداث التى صاحبت لقاء الإياب في مصر وتعرض الحافلة الجزائرية للضرب , وعدم الشفافية من قبل مسئولي الرياضة في مصر عندما اتهموا الجانب الجزائري بافتعال هذه الأزمة , وان الجزائريين هم من حطموا حافلة الفريق , وفي النهاية انكشفت الحقائق بعد ان قامت عدسات قناة " كنال بلس " بتصوير الأحداث كاملة . وفي المقابل رصد الكاتب استعدادات الجزائريين لموقعة ام درمان الفاصلة والرسائل التى وجهها الشباب الجزائري لنظرائهم في مصر للانتقام وتهديدهم بالذبح في السودان ردا على الجثث التى صورتها الصحف الجزائرية لمجموعة من القتلى قيل إنهم لشباب جزائريين دفعوا ارواحهم في لقاء الإياب في مصر واتضح في النهاية انه خبر " ملفق " . ولم ينس الكاتب ان يعرض ايضا الحرب الإعلامية من الجانبين طوال الفترة بين لقاء الإياب واللقاء الفاصل في ام درمان كان بمثابة " الحطب " الذي زاد الأزمة اشتعالا وأدت لتظاهر الجزائريين وتخريب عدد من المنشآت المصرية هناك . وكان لأصوات الاستغاثة التى بثتها القنوات المصرية لفنانين مصريين كبار ومحاولة تصوير الأمر كأنه مذبحة حربية وان المصريين يتعرضون للمطاردات في شوارع العاصمة السودانية , اكبر الاثر في شحن الجماهير المصرية هي الأخرى التى اعلنت الحرب على كل ما هو جزائري . وفي المقابل اشار الكاتب الى لحظات النشوة التى ظهرت على الجزائريين بعد الحملة الناجحة التى صوروها على انها حملة " تأديب المصريين " التى افردت لها الصحف الجزائرية العديد الصفحات والملاحق خاصة بعد العودة بتذكرة التأهل الى مونديال جنوب افريقيا . وانتقلت الكراهية من الصحف وشاشات التلفاز الى معركة حامية بين الجزائريين والمصريين على المنتديات , والمواقع الالكترونية , كل منهما يدوس على جراح الآخر ويصفه بأبشع الصفات في محاولة للنيل منه وتناسى الجانبان انهما اخوة واشقاء " . ولم تهدأ الامور بين الجانبي حتى عندما حاول الإعلام ان يتسم بالعقلانية في لقاء شبيبة القبائل الجزائري مع الإسماعيلي والاهلي في القاهرة والجزائر في دوري ابطال افريقيا .. بقيت النيران تحت الرماد .. فكل منهما ينتظر للآخر هزيمة ويتمنى سقوطه لتبدأ حفلات " الكراهية " واختم الكاتب موضوعه بمقولة " كرة الندم " الآن هى المسئولة عن عن تمزيق اواصر الاخوة والمحبة بين الشعبين بدلا من ان تقربهما في تنافس شريف , وآن الأوان للأمور ان تهدأ بينهما , والى متى تنغص لعبة " السياسة " متعة كرة القدم وتحولها الى " فتنة " .