كشفت صحيفة الوفد في عددها الصادر اليوم عن كارثة جديدة تخطط لها إسرائيل ببناء مستوطنة يهودية جديدة علي الحدود مع مصر. ونقلت الجريدة عن معاريف الإسرائيلية تقريرا مطولا حول الخطوات التي تتم بهذا الشأن كاشفة عن معارضة كبيرة داخل بعض الأوساط الإسرائيلية لتنفيذ هذا المشروع بسبب أضراره الرهيبة على المنطقة بشكل عام. وأشار مراسل الصحيفة إلي أن منظمات البيئة في إسرائيل تلعب دوراً كبيراً في مناهضة إقامة تلك المستوطنة لما لها من تبعات وكوارث بيئية وأن المضي قدماً في تنفيذ خطة إقامتها يعني تدمير البيئة في تلك المنطقة التي تعرف بطبيعتها الخاصة، الأمر الذي يعني أن قيام إسرائيل بمواصلة هذا المشروع يعني كارثة محققة بالغة الأثر وبطبيعة الحال أغفلت الصحيفة الإسرائيلية الحديث عن الكارثة البيئية المتوقعة علي الأراضي المصرية نظراً للدور الكارثي الذي ستلعبه المستوطنة الجديدة وما سيتبعها من أضرار بيئية ستصل حتماً للأراضي المصرية. وأشارت معاريف إلي أن خطة إقامة مستوطنة نتسانيت علي الحدود مع مصر يرجع إلي قرار حكومي إسرائيلي جري اتخاذه في يوليو 2001 ويقضي بإقامة المزيد من المستوطنات في مدينة النقب جنوب إسرائيل.. ومنذ ذاك الوقت يتم طرح المشروع للمناقشة وبحث تكاليفه وأسباب المضي قدماً في تنفيذه، وذكرت أن الخطة التي تم وضعها بشأن مستوطنة نتسانيت تقوم علي فكرة إنشائه علي نحو 28 ألف فدان تتضمن إقامة 1500 وحدة استيطانية يتم توطين عشرات الآلاف من المستوطنين اليهود الجدد القادمين لإسرائيل خلال السنوات المقبلة. وكشفت الصحيفة عن أن موقع تنفيذ المستوطنة اليهودية الجديدة يقع علي مسافة قريبة جداً من الحدود مع مصر وأنها تقع علي مسافة 75 كيلو متراً جنوب غرب مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، مشيرة إلي أنها منطقة تعرف بأنها بكر لم تطأها قدم البشر من ذي قبل ولم يلحق بها أي أذي أو تلوث. وأشارت جريدة الوفد إلي أن تاريخ إسرائيل الملوث للبيئة المصرية معروف وأسود، وسبق الكشف منذ نحو أربع سنوات عن أن السلطات البيئية بمحافظة شمال سيناء بدأت في استخدام مادة عبارة عن خليط من مجموعة من النباتات الطبية للقضاء علي الروائح الكريهة التي تنبعث من سواحل المحافظة المطلة علي البحر المتوسط نتيجة قيام إسرائيل بإلقاء مخلفات الصرف الصحي في البحر قرب شواطئ رفح الفلسطينية، حيث تلقي إسرائيل بمخلفات الصرف الصحي الخام غير المعالج لعدد من مستوطناتها القريبة من الحدود الدولية ليلاقي مياه البحر من خلال خطوط أرضية مدفونة في باطن البحر وسط كمية من الصخور حتي لا يراها أحد، ولا تبعد سوى 500 متر عن حدود مصر الشرقية عند شاطئ رفح مما يؤثر على نقاء وحالة مياه البحر المتوسط في شواطئ وموانئ 8 دول مجاورة مطلة عليه وهي: مصر والأردن وفلسطين ولبنان وسوريا وتركيا واليونان وقبرص، حيث تؤدي التيارات البحرية الى اتساع نطاق التلوث بالبحر. كذلك سبق أن قامت جمعية حماية البيئة بشمال سيناء بإقامة دعوى قضائية ضد الحكومة الإسرائيلية نتيجة قيامها بإلقاء مياه الصرف الصحي بشاطئ البحر المتوسط، وطالبت الجمعية بتعويض قدره 60 مليون جنيه عن الأضرار التي أصابت المصريين من جراء هذا التلوث وضمت أوراق القضية المقدمة تقارير محلية بشمال سيناء تشير الى أن السلطات الإسرائيلية تقوم بتصريف مياه الصرف الصحي في منطقة المستوطنات الإسرائيلية الشمالية في قطاع غزة الى مياه البحر عن طريق ثلاث فتحات علي أبعاد 50 و130 و2000 متر من خط الحدود الدولية بجانب وجود بركة لصرف المياه في المنطقة المقابلة لمدينة رفح المصرية على مسافة 200 متر الى الشرق من خط الحدود الدولية عند العلامة رقم 20.