يبدو أن موسم عيد الفطر سيكون هو الموسم السينمائي الأكثر شعبية خلال الفترة القادمة خاصة بعد سيطرة شهر رمضان على موسم الصيف، حيث تستعد قاعات السينما خلال موسم عيد الفطر والذي سيبدأ نهاية الأسبوع الجاري لاستقبال ثمانية أفلام للعرض خلال الموسم، والتي تتسم جميعها بميزانيات ضعيفة بلغت في مجملها حوالي 36 مليون جنيه، وهو ما يثير تساؤلا حول العلاقة بين انخفاض التكلفة وبين المستوى الفني لتلك الأفلام، وهل سينجح موسم عيد الفطر الفقير إنتاجياً في منافسة أفلام الصيف الباقية؟. الرجل الغامض بسلامته على رأس القائمة يأتي فيلم "الرجل الغامض بسلامته"، تأليف بلال فضل، إخراج محسن أحمد، وإنتاج شركة "ميلودي"، ويقوم ببطولته هاني رمزي ونيللي كريم، وتكلف 8 ملايين جنيه، وقد استمر التصوير حوالي عام بسبب مشاكل في الإنتاج وارتباط أبطاله بأعمال أخرى. وتعدّ تكلفة "الرجل الغامض بسلامته" مرتفعة مقارنة بباقي أعمال الموسم، نظراً إلى وجود نجوم على أفيشه مثل هاني رمزي ونيللي كريم اللذان التهما وحدهما أكثر من نصف الميزانية المخصصة للفيلم. شوق روبي ويعتبر فيلم "الشوق" هو الثاني في القائمة، وهو الفيلم الذي تعود به المطربة والممثلة روبي إلى السينما بعد آخر أفلامها "الوعد" الذي أثار موجة من الانتقادات لجرأة دورها فيه، والفيلم الجديد تأليف سيد رجب، وإخراج خالد الحجر، ويشارك في بطولته أحمد عزمي، سوسن بدر، وكوكي شقيقة روبي، ويتناول الفيلم الذي تكلف 7 ملايين جنيه، مشكلة الكبت الجنسي لدى الفتيات وتأثيره على علاقتهن بأسرهن ومجتمعهن. ولاد البلد وعلى نفس القائمة يأتي فيلم "ولاد البلد" الذي يجمع في بطولته سعد الصغير ودينا ومحمد لطفي، تأليف سيد السبكي، وإخراج إسماعيل فاروق، ويمثّل الفيلم خلطة شعبية تضمن الإيرادات في موسم عيد الفطر، خصوصاً أن تكلفته لم تتجاوز الستة ملايين جنيه، وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول استغلال أصحاب النفوذ للبسطاء أثناء الانتخابات. وكعادته استغل السبكي منتج الفيلم الأزمة الصحية التي تعرض لها سعد مؤخرا في الدعاية المجانية للفيلم وقام بالترويج له بأنه آخر أعمال سعد. محترم رجب ويشارك الممثل الشاب محمد رجب في الموسم بفيلمه "محترم إلا ربع"، والذي شهد العديد من المشاكل بداية من اعتذار العديد من النجمات عن المشاركة فيه حتى وصل الدور إلى روجينا التي وافقت على بطولته، ووصولا إلى انسحاب المخرج ياسر سامي من إخراجه ليصل إلى المخرج محمد حمدي الذي انتهى من تصويره في ثلاثة أسابيع فقط. وقد تكلف الفيلم 5 ملايين جنيه، وهو من تأليف محمد سمير مبروك، وإخراج محمد حمدي. تحرشات نيللي وبشرى وعلى نفس القائمة يأتي فيلم "789" للمؤلف محمد دياب الذي يخوض به تجربة الإخراج للمرة الأولى، ويقوم ببطولته كل من بشرى، نيللي كريم، أحمد الفيشاوي، وبلغت ميزانيته 5 ملايين جنيه. وقد واجه الفيلم الذي يناقش مشكلة التحرش الجنسي في الأتوبيسات ووسائل المواصلات العامة عددا من المشاكل كان أبرزها حادثة التحرش الجماعي بالكومبارس التي شهدها التصوير الذي كان مقررا له في استاد القاهرة، حيث تحرش مجموعة من شباب الكومبارس بالفتيات اللاتي كن متواجدات في اللوكيشن للتصوير. سمير وشهير وبهير وهناك فيلم "سمير وشهير وبهير" الذي كتبه فريق عمل المؤلف محمد حفظي ويخرجه معتز التوني، وينتجه وائل عبد الله وشركة "فيلم كلينك" لمحمد حفظي، ويعدّ التجربة الثانية لفريق العمل هشام ماجد، أحمد فهمي، وشيكو بعد فيلم "ورقة شفرة"، وقد بلغت ميزانيته 5 ملايين جنيه. عائلة ميكي وعلى نفس القائمة يأتي فيلم "عائلة ميكي" الذي تنتجه شركة "دولار فيلم" وتوزعه الشركة العربية ويخرجه أكرم فريد، وتدور أحداثه حول أسرة مكونة من ثمانية أفراد يحاولون الوصول للقب الأسرة المثالية في مسابقة كبيرة فتحدث بينهم مفارقات في إطار كوميدي. ويشارك في بطولة الفيلم الذي تكلف خمسة ملايين جنيه كل من لبلبة وأحمد فؤاد سليم ورجاء حسين. الوتر الفيلم الثامن المقرر عرضه هو "الوتر" بطولة غادة عادل ومصطفي شعبان بعد غيابهما عن السينما لموسمين متتاليين، وقد استغرق تصوير الفيلم حوالي عام ونصف وينتجه ويخرجه مجدي الهواري، وبلغت ميزانيته 7 ملايين جنيه. وتؤدي غادة من خلال الفيلم دور عازفة كمان تدعى مايسة تتورط في جريمة قتل وتلتقي بالضابط المكلف بالتحقيق في الجريمة والذي يؤدي دوره مصطفي شعبان وتجمعهما قصة حب قوية. كلام جرايد.. فتحي ورغم أن العيد باق عليه يومان فإن الشركة العربية لم تحسم موقفها من فيلم "كلام جرايد" والذي تأجل عرضه أكثر من ثلاث مرات بسبب عدم تمكن مخرجه من إنهاء آخر يوم تصوير لفترة تجاوزت العامين ونصف العام وتم طرح اسمه بقوة ليتم عرضه في موسم عيد الفطر. وتدور أحداث الفيلم الذي يقوم ببطولته علا غانم وفتحي عبد الوهاب وادوارد، حول عالم القنوات الفضائية ومقدمي البرامج وكيف يتعمد بعض المذيعين التمثيل علي الجمهور. والى جانب الأفلام التسعة الجديدة هناك أربعة أفلام باقية من موسم الصيف ستدخل في مواجهة مع هذه الأفلام وهي "لا تراجع ولا استسلام" لأحمد مكي، و"عسل اسود" لأحمد حلمي، و"اللمبي 8 جيجا" لمحمد سعد، و"الديلر" لأحمد السقا. وللنقاد رأي من جهته نفي المخرج خالد الحجر مخرج فيلم "الشوق" وجود علاقة بين كلفة الفيلم ومستواه الفني، مشدداً على أن الأفلام تقاس بجودتها وليس بتكلفتها، مضيفا: لن أتحدث عن الموازنة لكني سأترك الجمهور يتحدث عن المستوى الفني للفيلم". وترى الناقدة ماجدة موريس أن انخفاض تكلفة الفيلم عموما لا تكفي للحكم على جودته الفنية بدليل وجود أفلام في موسم الصيف ميزانياتها محدودة مثل "الكبار"، "تلك الأيام"، "ولد وبنت"، ولاقت قبولا ونجحت في تقديم فكرة جيدة ومخرجين جدد وأبطال موهوبين وهو ما يؤكد أن الميزانية الضعيفة لا ترتبط بموسم أفلام العيد بدليل أن المنتج أصبح لا يهمه فكرة المواسم نظرا لوجود مصادر أخرى لإيرادات الفيلم مثل البيع للفضائيات ومواقع الإنترنت". وأكدت ماجدة أن الميزانية ليست دليلا على جودة أو رداءة فيلم بدليل أن أفلام العيد تضم أسماء كبيرة من الكتاب أمثال بلال فضل مؤلف "الرجل الغاض بسلامته" ونجوما مثل نيللي كريم وبشرى وهاني رمزي، مؤكدة أن "هناك مخرجين ومؤلفين يعملون بميزانيات ضعيفة ويقدمون أفلاما جيدة والعكس إذا لم تتوافر فكرة جيدة وتوافرت ميزانية كبيرة لا يفيد الأمر ويقدمون أفلاما رديئة. ويؤكد الناقد طارق الشناوي الرأي نفسه موضحا أن بداية ظهور الأفلام العظيمة لا يرتبط بضخامة التكلفة، لأن تكاليف إنتاج الفيلم يتم تقديرها والحكم عليها على حسب حجم الاحتياجات الأساسية التي تتطلبها هذه الأفلام بمعنى أن أفلاما مثل "تيتانك" و"أفاتار" بها ضخامة في الإنتاج ومع ذلك ارتفاع تكلفة إنتاجها ليس السبب الرئيسي الذي جعل منها أفلاما مهمة لكن توافر الحالة الإبداعية والتي تتطلب هذا النوع من الإنفاق هي التي جعلتها مهمة. وأضاف أن الرسالة التي يوصلها الفيلم والمعنى الذي يكمن بداخله هو الذي نحكم من خلاله على مستواه الفني بصرف النظر عن ميزانيته، موضحا أن أفلام عيد الفطر بشكل عام إذا كانت متواضعة فالسبب هنا ليس محدودية التكاليف وإنما لأنها ليس بها إبداع حقيقي.