في جوف الليل وداخل مكان سري تقترب الأضواء الأمامية من طريق خالٍ، ويخرج عملاء حكوميون أمريكيون من سيارة مصفحة، يحملون حقيبة سوداء مغلقة. ويقول العملاء إلى المسئول الاستخباراتي: "ها هي الحقيبة".. "ها هو المفتاح".. يدور المفتاح، وينزلق ملف جلدي بني اللون عليه علامة ذهبية كتب عليها "سري للغاية". هذه ليست مقدمة رواية بوليسية، لكنها عملية واقعية تحدث يوميا وتكشف عن تفاصيل التقرير اليومي الذي تعده المخابرات المركزية الأمريكية للرئيس باراك أوباما ويحتوي على أكثر المعلومات سرية في العالم. ويجب أن نعرف أيضا أنه يتم توزيع 12 نسخة أخرى إلى كبار مسئولي الإدارة الأمريكية من بينهم مدير السي آي إيه ومستشار الأمن القومي ووزيرا الدفاع والأمن الداخلي ورئيس هيئة الأركان المشتركة. على صفحتين متقابلتين تعرض جريدة الشرق الأوسط بالتفاصيل والصور لطريقة إعداد وتسليم هذا "الملف البني"، وبأسلوب درامي مشوق لا يترك أدق التفاصيل.. مثلا يقولون عن أوراق الملف: "وتكون الكتابة باللون الأسود على ورق أبيض عليها علامات حمراء ومظللة بلون أصفر، وتضم مجموعة من الأخطار المستترة. ويتم تجميع هذه المعلومات ليلا، ويبدأ ذلك كل يوم مع غروب الشمس". وكما يحدث في سيناريوهات الأفلام تعرض الجريدة لكيفية تسلم كبار المسئولين للملف وتعاملهم معه، تبدأ بليون بانيتا مدير السي آي إيه، ثم تنتقل إلى وزير الدفاع روبرت جيتس.. اقرأوا هذه الجمل: " الساعة 10:52، فندق إنتركونتيننتال، كنساس سيتي (طاب مساؤكم!) هكذا قال روبرت جيتس، في طريقه خارجا من القاعة إلى جناحه، وتوقف عند الغرفة 718، حيث يجرب أفراد من (آير فورس) خطوطا آمنة. وللاستعداد للإقامة داخل الفندق لليلة واحدة في كنساس، دفع الفريق 125 دولارا لإخراج الأثاث من الغرفة 718. وبعد ذلك وضعوا فيها 15 صندوقا بها أجهزة اتصالات. ووضعوا طبق استقبال بث عبر الأقمار الصناعية في الشرفة. ووضعوا مكان السرير خيمة لقراءة رسائل الكابل السرية للحماية حال وجود كاميرات تجسس. وعندما طرقت خادمة على الباب وسألت هل يمكنها ترتيب الوسائد قال أحد الشباب: (حسنا، يمكنك القيام بذلك)." بهذا الأسلوب ينتقل التقرير إلى مختلف المسئولين الذي يتلقون الملف يوميا وفي جوف الليل وصولا إلى الرئيس أوباما... "تقترب الأضواء على الطريق الخافت، ويخرج عميل حكومي من سيارة يحمل حقيبة سوداء مغلقة، ويقترب منه عميل في الاستخبارات. (صباح الخير). يرد عليه العميل: (صباح الخير). يندمج الظلان للحظات. يخرج الرئيس ليقول وهو يتناول بعضا من ثمار الفراولة (حسنا أيها الرفاق لنشرع في العمل). دخل الرجال التسعة إلى المكتب البيضاوي واتخذوا مواضعهم تحت أجنحة النسر الذي نحت في سقف الغرفة. جلس الرئيس أوباما ونائبه بايدن في المنتصف وجلس جونز على طاولة جانبية وجميعهم يحمل الغلاف البني الذي يتناول التهديدات والذي كتب في ظلام الليل. يشع الضوء في الصباح من حديقة الورود من الشرق والجنوب. وتدق الساعة التي صنعت من خشب الماهوجني بصوت عال. امتلأت الغرفة نورا، وقد عقد الرئيس رجليه وينظر إلى رجاله قائلا: (ما الذي حدث خلال الليل؟)". ومن أبرز ما جاء أيضا بعدد اليوم: واشنطن تصعد ضغوطها على بغداد لتشكيل الحكومة عريقات للشرق الأوسط: الفلسطينيون يطلبون توضيحا من واشنطن حول تقدم المفاوضات الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية: لسنا جزءا من الإخوان الثقافة العراقية تحارب لإثبات وجودها، وسياسيون يسعون لشراء المثقفين أو قتلهم