القاهرة : تضاربت المواقف بين اكبر هيئتين دينيتين في مصر تجاه زيارة القدس .. فمن ناحية نفى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قبوله زيارة المدينة المقدسة , بينما أكد الدكتور محمود زقزوق وزير الأوقاف أنه يعتزم زيارتها . فقد نفى المتحدث الرسمى لشيخ الأزهر السفير محمد رفاعة الطهطاوى ما نقلته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية بقبول شيخ الأزهر لزيارة القدس بعد إصداره أمس بياناً بشأن المصالحة الفلسطينية، حيث اعتبروه خطوة نحو زيارة قريبة لشيخ الأزهر. وأضاف أن بيان الأمس كان من واقع "المسئولية" وأنه ليس بياناً سيغير فى رأى لشيخ الأزهر، حيث إنه يرفض زيارة القدس والمسجد الأقصى فى الوقت الراهن ومن خلال تأشيرات إسرائيلية، لأن ذلك يعنى تكريس الاحتلال الإسرائيلى والاعتراف بمشروعيته. وكان شيخ الأزهر قد أصدر أمس بياناً، أكد فيه أن الذين يضعون العراقيل فى طريق المصالحة الفلسطينية والذى اعتبره واجباً مقدساً فهو آثم وعاصى، مضيفاً أن الانقسام الفلسطينى قاد المنطقة إلى ضرر محقق وإزالة الضرر تقتضى زوال السبب، ولذلك فهم مدعوون لبذل كل الجهد لإتمام المصالحة، مطالباً القادة الفلسطينيين رأب الصدع وإزالة الفرقة وأن يتقوا الله فى شعوبهم وأمتهم العربية. وفى المقابل اعلن الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري أنه يعتزم زيارة مدينة القدس غير عابئ بحصوله على تأشيرة إسرائيلية"، واعتبر زقزوق أن زيارته تمثل "أكبر دعم للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين"، مشيراً إلى أن مسؤولين فلسطينيين رسميين وشعبيين رحبوا بزيارته. واستنكر وزير الاوقاف الهجوم عليه بعد ان اتهمه عدد من المعارضين ل ب"شق الصف الوطني والشعبي"، وب"التطبيع للعلاقات مع إسرائيل واعترافاً بسيطرتها على القدس". وقال زقزوق في مؤتمر صحفي عقده على هامش افتتاحه معسكراً للطلاب من 40 دولة إسلامية من الدارسين بجامعة الأزهر، : "لن أتخلى عن وجهة نظري ومازلت عازماً على القيام بهذه الزيارة". وتابع قائلاً: "ألم يستأذن الرسول (صلى الله عليه وسلم) مشركي مكة حينما أراد أن يعتمر في العام الثالث للهجرة، بل ألم تكن الأصنام وقتها تحيط بالكعبة من كل جانب؟"، متسائلا "هل كان الرسول عندما قرر ذلك يريد أن يطبع العلاقات مع المشركين ويريد أن يعترف بأصنامهم!". وأضاف مستنكراً: بل إنه عليه الصلاة والسلام كان يريد أن يؤكد الحق الإسلامي في المسجد الحرام. وهو ما أحاول الآن فعله مع تغير المكان والزمان بالنسبة لزيارة القدس اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام. من جانبه أكد وزير الأوقاف الفلسطيني، محمود الهباش، أنه وجّه دعوة قبل حوالي شهرين إلى وزير الأوقاف المصري لزيارة القدس، وقد تلقى غير مرة موافقة مبدئية من الوزير المصري الذي يؤيد زيارة رجال الدين والمسؤولين إلى القدس، باعتبار ذلك يشكل دعماً للشعب الفلسطيني. المصدر : وكالات