زيارة إلى بغداد تقوم بها جريدة الشرق الأوسط لعاصمة بلاد النهرين التي أصبحت تشرب الماء من زجاجات مستوردة من الخليج. معد فياض في الحلقة الثانية التي يقدمها عن بغداد يتساءل عما تبقى من هذه المدينة من معالمها الحضارية من روحها وبهجتها وألقها بل الأكثر من هذا ناسها... ويؤكد أنه لا شيء تبقى من بغداد في بغداد اليوم، فهي ليست بغداد الأمس، وهي ليست بغداد البغداديين، "هي ليست بغدادكم أو بغدادنا، أو بغداد كما عرفها أي زائر لها في السابق.. إنها وببساطة بغداد التي هي ليست ببغداد، ليست المدينة التي كان يتبغدد فيها المقيم والزائر منذ أن بنيت.. وحتى خربت". ندى عبد الكريم (موظفة في إحدى الوزارات العراقية) تقول إن السياسيين العراقيين في نعيم. وتضيف: "هم لا يعانون من انقطاع التيار الكهربائي ولا من شح المياه ولا من عطل أجهزة التبريد، ولا من هموم عطل مولدات الطاقة الكهربائية البيتية السيئة المنشأ، ولا من أزمة النقل والاختناقات المرورية التي تجبر المواطنين على الانتظار في الشوارع وتحت أشعة شمس قاسية لأكثر من 45 دقيقة أو ساعة، كل هذا يجري بينما طلابنا يستعدون لخوض الامتحانات التي ستقرر مصيرهم ومستقبلهم". يقول فائق الجنابي المدرس في جامعة بغداد: "الموضوع ليس أزمات في الخدمات وحسب بل إن هناك أزمة في مشاعر السياسيين، أعني مشاعرهم الوطنية، وإحساسهم بمعاناتنا اليومية، وأزمة في أن نتفاءل بحدوث تغيير حقيقي خاصة بعدما سرقوا أصواتنا في الانتخابات، فنحن صوتنا للتغيير، للقائمة العراقية التي فازت بغالبية المقاعد البرلمانية، ثم فوجئنا بأكثر من مؤامرة تحاك ضد أصواتنا ومصادرتها للالتفاف على خيارات الشعب العراقي وإبقاء الأوضاع على ما هي عليه". في بغداد بالكاد تستطيع أن ترى لون السماء وفي وضح النهار لوجود ملايين الملايين من الأسلاك المتقاطعة مع بعضها لتشكل شبكة هائلة فوق هذه المدينة الكبيرة، هذه هي الأسلاك التي تزود البيوت والمحلات التجارية بالطاقة الكهربائية المشتراة من أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة والمنتشرة بين كل الأحياء السكنية والمناطق التجارية. ويقول الجنابي: "لقد تشكلت طبقة جديدة من الأغنياء، من تجار الطاقة الكهربائية التي تباع حسب الأمبير، فأنا مثلا أدفع ما يقرب من نصف مليون دينار شهريا ثمنا للامبيرات التي اشتريها وبواقع 22 ألف دينار عراقي (20 دولارا أميركيا) للأمبير شهريا، ويكفي العائلة المتوسطة العدد من 10 إلى 12 أمبيرا، أي عليهم أن يدفعوا مبلغ 340 ألف دينار عراقي (250 دولارا) شهريا" أزمة المياه هي الأخرى مشكلة يعاني منها العراقيون.. تشكو مريم حسن، التي تعمل صيدلانية في حي الحارثية بجانب الكرخ من بغداد، قائلة: "لاحظت أن شعر رأسي بدأ في التساقط، وأن حبوبا ناعمة ظهرت على جلدي، وبعد المراجعات الطبية وإجراء التحاليل تأكدت بأن ما يحدث هو بسبب استخدام مياه الحنفيات القادمة من إسالة الماء الحكومية، كونها مياها غير معقمة، والمعروف أن نسب التلوث في أنهار العراق تبلغ درجات قياسية وغير صالحة للاستخدام البشري، لهذا يجب معالجتها كيميائيا بصورة جيدة وهذا لا يحدث على الإطلاق". وتعلق مريم قائلة: "نحن نشتري قناني المياه المستوردة من الأردن أو الكويت أو السعودية"، تسخر بمرارة وهي تنوه: "هل من المعقول أن يستورد العراق، بلد الرافدين والأنهار قناني المياه من دول لا أنهار فيها". ومن أبرز ما جاء أيضا بجريدة الشرق الأوسط في عدد الأحد: الحكومة البريطانية ستقلص منح تأشيرات عمل للقادمين من خارج الاتحاد الأوروبي خادم الحرمين يرأس وفد السعودية في قمة العشرين مجموعة الثماني تعتبر حصار غزة غير قابل للاستمرار وتدعو إيران لاحترام القانون فضيحة الحسابات السرية لأغنى امرأة في فرنسا تتفاعل.. ودعوات لاستقالة وزير المالية السابق جنرالات إسرائيليون يطالبون نتنياهو بالرضوخ لمطالب حماس للإفراج عن شاليط