في تطور ملحوظ في عودة العلاقات الثنائية المصرية والعراقية من جديد إلى مسارها الطبيعي في المجال السياسي والدبلوماسي قدم السفير العراقي نزار عيسى الخير الله أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط كأول سفير عراقي في القاهرة منذ نحو عشرين عاما. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إلى أن أبو الغيط أكد أثناء استقباله السفير العراقي الجديد حرص مصر على تعزيز التعاون المشترك مع العراق في شتى المجالات. وأضاف زكي أن أبو الغيط أكد كذلك حرص مصر على استقرار وتقدم العراق، مشددا على اهتمام مصر بأهمية أن تسير العملية السياسية هناك دون عقبات قد تستخدم للتشكيك في شرعيتها. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إلى أن أبو الغيط أكد متابعته للوضع العراقى عن كثب، معربا عن القلق من الآثار السلبية للتدخلات الأجنبية في الشأن العراقي، حسب تعبير المتحدث، وشدد أبو الغيط على ضرورة تفعيل ما تم من اتفاقيات ومذكرات للتفاهم بين البلدين. كما يذكر أن السفير الخير الله ينتمي إلى حزب الدعوة الذي يرأسه رئيس الوزراء نوري المالكي. ويأتي تعينه بعد تعيين سفير للعراق لدى الجامعة العربية الشهر الماضي هو قيس العزاوي الذي ينتمي للتيار القومي العربي في العراق. وكانت العلاقات الثنائية بين البلدين قطعت عام 1991 بعد مشاركة مصر في التحالف العسكري الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي أخرج العراق من الكويت عام 1991 في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. لكن القاهرة استأنفت العلاقات الدبلوماسية مع النظام العراقي الجديد بعد سقوط بغداد عام 2003، فعينت السفير إيهاب الشريف رئيسا للبعثة الدبلوماسية المصرية في العراق، ولم يلبث أن اختطف وقتل في يوليو/تموز 2005، وأعلن حينها تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين المسؤولية عن تلك العملية. وأرسلت مصر سفيرا إلى العراق في نهاية العام الماضي ضمن اتفاق البلدين على إعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة، وكان العراق قد سمى صفية السهيل سفيرة له في القاهرة بعد عام 2003 لكنها لم تتسلم مهام عملها لأسباب لم تعلن.