تذكر أن الله سبحانه وتعالى جعل لكل شىء قدرا وأنك تنصر نفسك بالثبات على الحق وتعطى نفسك حقها "وتصونها" من التخلى عن نصره الحق بكل ما تملك، وأنك تقدم قدوة عملية لأولادك ولأسرتك.. تجنب الجدال مع مؤيدى الانقلاب ولا تكرههم، فالكراهية تشغل جزءا من قلبك وعقلك وتحملك أعباء نفسية، وتذكر قول الإمام على كرم الله وجهه: "الناس صنفان إما أخ لك فى الدين أو نظير لك فى الخلق".. وبعض مؤيدى الانقلاب إخوة لنا فى الدين قام الإعلام بتضليلهم ولا أحد يحب أن يقال له أنت مخطئ أو تم تغييب عقلك فهذه أسوأ بداية لحوار. والأفضل تجنب الحوار والاكتفاء بالدعاء بأن يكتب الرحمن الخير لمصر مع التشبث بالسماحة والبشاشة لحرمان المتعصبين منهم من العناد بسبب الكلام الجارح الذى قد يقوله بعض أنصار الشرعية ونود التوقف عنه مثل هتاف لا يفيد يتردد أحيانا فى المسيرات : موش ح نعيش عبيد عشانكم .. ح نحرركم غصب عنكم وتجنب الجدال يجعلك تفوز بثواب ترك إثارة البغضاء وتدخر طاقاتك لما يفيدك دينيا ودنيويا كالاطمئنان على أسر المعتقلين ومواساة أسر الشهداء وتدعيم الصلات الإنسانية بمن تعرفت عليهم فى المسيرات لترويض نفسك عمن أخرجتهم من حياتك من معارفك بسبب تأييدهم للانقلابيين. ونوصى بالإكثار من صلاة ركعتى الحاجة والدعاء بنزع ملك الظالمين والتعجيل بالنصر والتمكين وأن يرزقنا الرحمن حسن طاعته وألا يعقابنا بما فعل السفهاء منا. ولتعزيز القدرة على الثبات يجب التوقف عن القول لماذا يناصر البعض الانقلاب بحدة ويعادى الحق بعنف؟.. فلو شاء الله لهدانا جميعا، فلنحمد الله على العافية وندعو بدوامها ونشكر الرحمن على النعمة والفضل العظيم الذى هدانا للحق بلا أى فضل منا ولنتدبر الآية الكريمة:"وما بكم من نعمة فمن الله". وهل هناك نعمة "أغلى" من مناصرة الحق؟! فلنسعد بها ونحرص عليها بكل ما أوتينا من قوة، ثم ندعو لإخواننا بالدين والوطن بالهداية وننصرف للاهتمام بإتقان أعمالنا وحسن رعاية أولادنا وتنقية قلوبنا وملئها بكل ما يحب الرحمن أولا بأول.. ولنتذكر أن اليقين بالنصر من أهم أسلحة النصر، فلنحرص على رصيدنا من هذا اليقين ولا نسمح له بأى تناقص مهما زاد الطغيان أو توارت مبشرات النصر.. وكما قلت لسيدة كانت تشكو من تأخر النصر بإحدى المسيرات: -هل رأيت الله عز وجل.. فأجابت باستنكار: بالطبع لا سألتها: هل تثقين بوجوده سبحانه وتعالى؟. هتفت بيقين: بالطبع وأقسم على ذلك. رددت باحترام: كذلك النصر لا نرى مقدماته لكننا نؤمن بحتميته فهذا وعد الله ولن يخلف الله وعده ولله المثل الأعلى. ولنتدبر الآية الكريمة: "وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم"... "فلنتأدب" جميعا مع الله ونستسلم "بحب" لحكمته سبحانه وتعالى، ولنعلم أن الموت سيزورنا فجأة ولنتشبث ونعتصم بقوة بالرحمن ليرزقنا عيش الشهداء الواثقين بنصره للحق ودحره للباطل، وميتة الشهداء وأن نلقاه سبحانه عز وجل وسبحانه راضيا عنا وضاحكا إلينا. لنزرع الثبات فى مواجهة طغيان الانقلاب، لابد من أن يقوم كل منا بأفضل ما يمكنه فى أثناء يومه فى عمله ومع أسرته، وأن يجدد البيعة يوميا بأن تكون حياته عبادة وموته شهادة، وأن يتنفس الإخلاص للرحمن ويخصص وقتا لاستراحة يومية لنفسه ولأسرته ليجدد طاقاته وليتمكن من أداء عباداته وجهاده بأفضل ما يمكن.. وقبل أن ينام يسلم وجهه للرحمن مرددا: أدعوك ربى يا من تجيب المضطر إذا دعاه أن تنزل السكينة على حرائرنا وأسرانا وأن تحفظهم بعينك التى لا تنام وتعز أسرهم وترزقهم الاطمئنان عليهم وتكرم شهداءنا بالفردوس الأعلى وترزق أسرهم الصبر الجميل وتعجل بالنصر والتمكين. وما إن نفتح أعيننا حتى نكرر هذا الدعاء بتأدب مع الرحمن ونبتهل أن نكون ممن ذكرتهم الآية الكريمة: "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون". وندعو بأن يكون صحونا ومنامنا فى ثواب الرباط وأن نثبت الأمل فى نفوس المرابطين وتذكيرهم بأننا فى اختبار والبعض يرسب لتوهمه بتأخر النصر، فلنحرص على أن نكون وكل من نحب من الفائزين فى الدين والدنيا ولنتذكر أن التمكين سيأتى مع النصر وسيحتاج لطاقاتنا فلندخرها للتمكين القادم بفضل الرحمن وحده وفى أفضل توقيت ولنتفس الآية الكريمة: "والعصر* إن الإنسان لفى خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"... ولنبتسم دوما فابتسامتنا تقتل الطغاة وأعوانهم وتغيظ إبليس اللعين الذى يسعد بزرع اليأس بقلوبنا فلنذيقه "الذل" بالابتسامة التى تزرع التفاؤل.. وعند الابتسامة يفرز الجسم بفضل الله هرمونا لتهدئة الجسم وهو ما نحتاجه جميعا.. وابتسم فى السلاسل البشرية وفى المسيرات لترسل رسائل صامتة للمترددين فى مواجهة تأييد الانقلاب ولتثير استغراب المؤيدين له ولقهر شائعات الإرهاب ولتوسع دوائر الأمل بداخلك وتأخذ ثواب التبسم فى وجه أخيك، ولرفع الروح المعنوية لمن يقفون معك ولمن يمرون بالطريق ويساندون الشرعية ولو بقلوبهم فقط. ولتسعد نفسك فالرحمن منَّ عليك بنصرة الحق، والحق من أسماء الله سبحانه وتعالى.