اختارت الجمعية الدولية للعلوم والثقافة بمملكة السويد، الشهيد أحمد عاصم -المصور الصحفي لجريدة الحرية والعدالة- لمنحه جائزة "الحرية التقديرية" لهذا العام، نيابة عن شهداء الثورة المصرية الذين بدأت سلسلة استشهادهم مع بدء ثورة 25 يناير. وقال موقع "مصر العربية" في تقريره: إن أسرة الشهيد أحمد عاصم ستتسلم الجائزة، في حفل تكريم عالمي يقام في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر الجاري، بمدينة أوبسلا بالسويد. وكان رصاصات الغدر قد اغتالت الشهيد أحمد عاصم، فجر الاثنين 8 يوليو 2013، عند دار الحرس الجمهوري، فيما عرف إعلاميًا ب"مذبحة الساجدين"، حيث أطلقت عليه الصحف العالمية تعبير (المصور الذي التقط التسلسل الزمني لوفاته)، حيث فارق الحياة وهو في ريعان شبابه، عن عمر ناهز 26 عامًا. فيلم غير واضح يُظهر جنديًا وهو يطلق النار من أعلى مبنى مرتفع أكثر من مرة، وفجأة يحول فوهة بندقيته باتجاه عدسات الكاميرا، وينتهي الفيلم، هكذا انتهت حياة الشهيد "أحمد عاصم". وقد ولد أحمد سمير عاصم في 2 إبريل 1987، والتحق بمدرسة الصديق للغات بالقاهرة، وتخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة في 2008، ويجيد عددًا من اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والتركية، إضافة إلى إتقانه اللغة الأم (العربية)، وقد سلك طريق التصوير الصحفي عقب تخرجه رغبة واحترافًا. وكان يعمل حتى وفاته مصورًا صحافيًا في جريدة الحرية العدالة، تم قتله ضمن ما لا يقل عن 51 شخصًا أثناء أحداث الحرس الجمهوري، بعدما فتحت قوات الأمن والجيش النار الحي على حشود كبيرة كانت متجمهرة أمام دار الحرس الجمهوري، حيث كان الرئيس المختطف الدكتور محمد مرسي متحفظًا عليه هناك. حسب أصدقاء وأقارب "عاصم" قالوا إنه التقط في فيلمه لحظات مقتله. ويروي شهود عيان واقعة اغتياله، بقولهم: "إنه تمكن من تصوير الواقعة قبل أن يقتل، حيث كان القناص يعتلي سطح مبنى الهيئة العربية للتصنيع في شارع الطيران". وكتبت إحدى الصحف البريطانية تقريرًا عن أحمد عاصم كان عنوانه "الصحفي الذي صور قاتله"، حيث تمكن أحمد عاصم بالفعل من تصوير قاتله، بل كان له فضل في نقل وتصوير الكثير من مشاهد المذبحة التي نشرت في شتى الوسائل الإعلامية في أنحاء العالم. وقد أكد بعض الشباب الذين نقلوا الصور من كاميرا أحمد عاصم أنه التقط قبل استشهاده مادة فيلمية رائعة تعتبر دليل إدانة قوي ضد المتورطين في هذه الجريمة البشعة، التي تعتبر جريمة ضد الإنسانية، وتدخل في نطاق جرائم الحرب حسب تصنيف كثير من رجال القانون. وقال أحد الشباب -الذين حملوا جثمان أحمد عاصم بعد إصابته-: إنه لم يكن يعرف أنه صحفي، وحينما حمله مع آخرين كانت الدماء تغطي جسده، وكان أحدهم يحمل الكاميرا التي كانت مغطاة بالدماء وتم وضعها معه في سيارة الإسعاف. التقرير الطبي أثبت وقتها أن أحمد عاصم أصيب بطلق ناري دخل من وجنته (خده) اليمنى وخرج من أسفل جذع الرقبة فأودى بحياته، أي أنه أصيب من مكان مرتفع ولعل الكاميرا المخضبة بالدماء تثبت أنه كان في حال التصوير حينما أصابه القناص بالرصاصة القاتلة هذا إذا أراد "قاتلوه" تصديق ذلك. وأدانت كل المنظمات الحقوقية مقتل "المصور الشهيد" وأفردت وقتها منظمة "اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة مساحة واسعة للتنديد بمقتله، وحثت السلطات المصرية على احترام حق الصحفيين في القيام بعملهم في ظروف آمنة، وأصدرت بيانًا قالت فيه: "إن المصور الصحفي قتل رميًا بالرصاص أثناء تغطيته لمظاهرات دار الحرس الجمهوري بالقاهرة". رحم الله الشهيد أحمد عاصم، وأسكنه فسيح جناته، وكل شهداء الوطن الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم من أجل الحرية ومن أجل هذا الوطن.