يروي أحد الناجين من مذابح فض رابعة عقب الإفراج عنه تفاصيل اعتقاله منذ فض الاعتصام والقبض عليه وحتي الافراج عنه بقوله :نزلت الميدان مع زملائي حين رأينا مناظر الفض المفزعة من التلفاز بهدف نجدة الناس من أيدي القتلة .. دخلناعباس العقاد ومنه لأنور المفتى ..كان ضرب النار شغال فى ظهر مبنى طيبة مول وكنا بنشوف الحيطة وهى بتقع من أثر الضرب وكان فى ناس معانا بتتصل بالناس اللى جوه وكنا بنهتف عشان نشغلهم عن الناس اللى جوه طيبة وكان ضرب الغاز والخرطوش شغال علينا واستمر ده حوالي ثلاث ساعات. واضاف : كان هناك أكثر من 20 ضابطا كانوا يحتمون بمدرعة أمطرونا بوابل من الرصاص الحي فحاولنا الهروب ، لكن قبضوا علينا ..وتركونا فى عربية الترحيلات 4 ساعات فى عز الشمس وكان معانا مصابين من كتر الضرب ومحدش رضى يعالجهم كنا فى العربية 28 واحد معظمنا كان اصابات من كتر الضرب وخدونا على استاد القاهرة فضلنا قاعدين يومين بدون أكل وكان الشرب ودخول الحمام بالدور كنا هناك فى الصالة المغطاه فوق الألف واحد ..فضلنا موجودين هناك الأربع والخميس وبدأو يوزعونا على الأقسام كان نصيبى فى قسم عابدين ..كنا تسعة دخلونا فى ما يشبة القبر زنزانة تحت الأرض مساحتها 6 م فيها حمام بدون باب وكانت عبارة عن مزرعة للحشرات بدون إضاءة وكان نسبة الأكسجين فيها ضعيفة ..قعدنا احنا التسعة فيها وكنا بنترص ننام على جنبنا .. يوم الجمعة جابوا خمسة كمان علينا من أحداث رمسيس وكنا بنام بالتناوب لك ان تتخيل المساحة دى مع عدم وجود إضاءه أو هواء وكنا نسينا شكل الشمس . وأضاف : تم عرضنا على النيابة يوم السبت الساعة 11 مساءاً وتم توجيه 12 تهمة ملفقة ومضحكة بدون وجود محامين أو دفاع عنا وبمجرد صدور قرار النيابة بحبسنا على ذمة القضية 15 يوم .. افرجت النيابة عن 2 من أصل تسعة ولكن مع ذلك ضباط القسم لم يخبروهم وأخذونا مكبلين الساعه 4 صباحاً وركبونا عربية الترحيلات وذهبوا بنا الى سجن ابو زعبل العمومى ولكن السجن قالهم يروحوا السجن العسكرى الأول . واستطرد : أخذونا الى سجن ابو زعبل العسكرى كنا هناك حوالى الساعة السادسة كان هناك سرب من عربات الترحيلات لم نستطع حصره وتم استقبال العربات بالسباب والشتائم (يا اخوان يا ولاد الكلب ... يا خرفان احنا هاندبحكم هنا ...الخ ) وكنا بنسمع صراخ الناس وهى بتنزل من العربات وكنا بنحاول التماسك عشان نستقبل الضرب اللى جاى..جه الدور على عربيتنا بعد حوالى ساعتين من الحبس داخل عربية الترحيلات واتفتح الباب ولاقينا صفين عساكر يمين وشمال وبدأ الضرب فينا بالأيدى والعصي والأحذية لحد ما وصلنا لباب السجن واكتشفنا ان دى اول مرحلة من التشريفة زى ما بيقولوا عليها..أدخلونا من باب ضيق يقف عليه عليه اتنين ضخام أجبرونا على رفع وجوهنا لأعلى ليتمكنوا من ضربنا على وجوهنا ولم نتمكن من الدفاع بسبب أنهم قيدونا وتابع :في الممر لاقينا مجموعة من العساكر في انتظارنا وفى ايديهم عصى وخرزانات وأثناء ترديدنا للشهادة لاقينا الضابط بتاع السجن بيقول ورقهم ناقص فرجعونا تانى على عربية الترحيلات ولم نسلم من الضرب حتى فى الخروج..لما نزلنا القسم الضابط مرضاش يخلع الكلابشات عنا وخلانا واقفين لحد ما صورونا وفيشونا وصلنا حوالى الساعة 11 صباحاً والظهر اذن علينا كانوا عايزين يرجعونا تانى لحد ما طلبت منهم اننا نخش الحمام ونصلى وبعدين يموتونا براحتهم بالفعل اخدنا راحة حوالى ربع ساعة وبعدين كلبوشنا تانى وركبونا تانى عربية الترحيلات واحنا راحين كنا بنقرا قرأن ونقول الشهادتين زى اللى رايح يستقبل الموت لحد ما وصلنا سجن ابو زعبل العسكرى مرة تانية واحنا على الباب رفضوا استقبالنا وقالوا العدد كامل وودوهم على السجن العمومى ويكمل : كانت من أسعد اللحظات مع العلم اننا منعرفش ايه اللى ممكن يحصل فى السجن العمومى نزلونا هناك واستقبلونا استقبال خفيف ضرب على الظهر فقط وفكوا عنا الكلابشات مع التفتيش ثم بدأوا يوزعونا على الزنازين كانوا رافضين الزيارات لحد عشرة أيام بعد الحبس وكانت الزيارات عبارة عن خمس دقائق من خلال السلك الشائك وكانت المياه تأتى كل خمسة أيام نصف ساعة فقط.. كان التعيين مرة واحدة فى اليوم وكانت تتم المحاكمات والعرض داخل السجن الى ان أذن الله بخروجى وعند خروجى تم ترحيلى الى قسم اول مدينة نصر.. الضباط قاعدو يشتموا فينا وكانت المعاملة زبالة كنا 26 واحد قعدونا فى زنزانة الحبس الإفتراضى من الساعة 2 لحد الساعة 10 مساءً وعرضونا على ضباط امن الدولة ونحن معصوبى الأعين ثم رجعونا تانى الزنزانة وخرجونا بعدها .