نموذج أسرة الدكتور عصام العريان –نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والقيادى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية- التى أمضى عائلها خيرة سنوات عمره فى غياهب السجون لا لشىء إلا من أجل إصلاح حال أمته، هو نموذج جدير بالعرض للتأسّى منه والاقتداء به، فهى أسرة كغيرها كثير من أبناء هذا الوطن قدمت كل ما لديها من أجل رفعة أوطانها، وإذا بها لا تزال تدفع حتى الآن مزيدا من تلك التضحيات الغالية والعطاء الخصب، وكأن سنوات الاضطهاد فى عصر المخلوع مبارك لم تكن كافية. لذلك حرصت "الحرية والعدالة" على لقاء الداعية والمربية والمعلمة فاطمة فضل -زوجة الدكتور عصام العريان- لتروى لنا كيف عاشت معه سنوات تقارب ال 35 عاما، جميعها عبارة عن محطات من العمل الدءوب والتضحية والبذل فى سبيل إصلاح تلك البلاد، وسعيا من أجل حياة أفضل لهذا الشعب. وقدمت "فاطمة" شهادتها على ما رأته من فساد فى عصر المخلوع مبارك، وكذلك على رغبة الرئيس الدكتور محمد مرسى فى الإصلاح التدريجى وعدم توقعه تماما حدوث انقلاب من أى نوع، كما حكت لنا عن يوم مجازر فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وما رأته يومها من مجزرة مماثلة ولكن فى ميدان مصطفى محمود. وأكدت أنهم كانوا يتوقعون بين آن وآخر خبر اعتقال الدكتور عصام، والذى لم تصفه بالحادث الجلل؛ وذلك حين مقارنته بالدماء التى سالت والمآسى والمجازر التى ارتكبها الانقلابيون والتى لم تكن لتخطر لأحد على بال... وإلى نص الحوار: بداية، عرفينا بزوجة الدكتور عصام العريان.. التى تحملت عنه ومعه طيلة تلك السنوات. فاطمة فضل السيد رزق، تخرجت فى كلية التجارة، وكلية أصول الدين، متزوجة منذ حوالى 35 عاما، ورزقنا الله بأربعة أبناء جميعهم تلقوا تعليما عاليا؛ إبراهيم تخرج فى كلية الطب، وسارة فى كلية التربية وأسماء وسمية خريجتا آداب علم نفس. وجميعهم متزوج ولديهم أبناء.. اشتغلت بالتدريس المهنى للتربية الدينية ما يقرب من 10 سنوات، فضلا عن العمل الدعوى فى المساجد، والعمل الخيرى والتكافلى. ومن هو الدكتور عصام العريان الذى لا يعرفه الكثيرون؟ إنسان بسيط رحيم للغاية، ومتواضع لأقصى درجة، وذلك رغم ما يبدو عليه فى بعض الأحيان من قسوة خاصة مع بعض الإعلاميين إلا أنه فى حقيقته على العكس من ذلك تماما، فطيلة سنواتنا معا لم يضرب الأبناء ولو لمرة، ولم يصرخ فى وجه أحدهم كما يفعل أكثر الآباء، كما أنه لا يأنف من مساعدتى كزوجة، بأن يجهز هو الإفطار مثلا، أو الشاى، أو معاونتى فى أى شىء آخر من أعباء المنزل، كل ذلك رغم ضيق وقته وانشغاله الدائم. هو أيضا كثير التفقد لأهله، بار بهم دائم السؤال عنهم وعن أحوالهم، وغير ذلك الكثير من السمات التى قد لا تبدو واضحة فى شخصه السياسى. كما أنه على المستوى الشخصى والعام فى غاية النظام والدقة، ومنذ أن تزوجته لم يكن لديه طموح سوى أن يُترجم هذا الإسلام إلى عمل حقيقى بين الناس، بحيث تُفعّل الشريعة فى الشارع البسيط؛ وتصبح قيما كالحرية والعدل والرحمة والإنسانية، وغيرها مما يندرج تحت قيم تلك الشريعة الغراء، مما يتم تطبيقه فى بلادنا؛ وهذا كان كل طموحه ومن أجله يعيش ويعمل. وبما تردين على من يرى أن هذا تجارة بالدين؟ هذا قول باطل غير مقنع بأى حال؛ فإذا كان الأمر محض تجارة، فلماذا يرضى الإنسان أن يعيش شطرا طويلا من عمره داخل السجون وفى ضيق المعتقلات ونكدها، ولماذا لا يعيش حياته الهانئة السعيدة مع أهله وأسرته، خاصة إذا كانوا مثلنا من السعة بحيث لا يحتاجون شيئا أو يطمعون فى مال عند أحد، فلماذا لم نقبل أن نعيش لأنفسنا فقط ونستمتع كغيرنا بالحياة. وما لا يعلمه الكثيرون أن الدكتور عصام قد عُرض عليه من قبل عروض كثيرة -خاصة من الخارج- كانت تقدم له المزيد من الثراء والمال بل والأضواء أيضا، ولكنه لم يقبل، واختار أن يعيش لقضية دينه ووطنه حتى النهاية. فقد كان يرى أن بلاده أولى به ولا بد له أن يعمل ويعيش من أجل إصلاحها. ماذا عن أوقات الاعتقال والسجن التى أمضاها من قبل؟ أول سجنه كان بعد زواجنا وبالتحديد فى عام 1981، حيث حبسه أنور السادات مدة عام، ثم خمس سنوات من 1995 وحتى 2000، حيث حُكم عليه بالسجن لانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، ثم اعتقالات متتالية ولمدة شهور من كل عام فى 2005، 2006، 2007، 2008، أى ما يقرب من أربع أو خمس مرات بعدها، وذلك فى أوقات الانتخابات، أو من أجل دفاعه عن استقلال القضاة. كيف قضيتم كأسرة تلك الأوقات الطويلة من غياب الأب، خاصة فى فترة السجن لخمس سنوات؟ هيّأت نفسى كزوجة على هذا الأمر من البداية، خاصة أن التجربة الأولى جاءت فى أول الزواج بعد ما يقرب من عامين فقط، وكنا قد رُزقنا بابنتنا سارة، وهذه التجربة قد أعطتنا قوة ذاتية لمثل هذا الأمر، ولذا فى عام 95 كنت قد استعددت نفسيا بأننا فى سبيل دعوة الحق، قد نسجن وقد تصادر أموالنا، وقد نضطهد، فكان أى أمر يحدث لنا نراه بسيطا ونستقبله بارتياح، وقبل ذلك بالطبع الإيمان واليقين بأن قدر الله نافذ، وأن الله تعالى هو الذى يقدر لنا الأمر كله وحتى أمر السجن، كما أن عائلنا مسجون فى سيبل الله، وصبرنا معه يجمع لنا معه ثوابا -نحن أيضا- طيلة تلك المدة. كان يقيننا أن الله تعالى طالما غيبه عنا فى السجن لأجله، فهو سبحانه الذى سيتكفل بنا ويرعانا، فكيف بنا إذا كنا نعيش فى رعاية الله وحفظه ورزقه وتربيته، ولذا فقد مرت تلك السنوات كأن لم تكن، وسبحان الله تعالى على ذلك، فرغم أن الأبناء كانوا فى مراحل التعليم المختلفة من ثانوية عامة إلى إعدادى، وإبتدائى حتى الحضانة، إلا أنهم كانوا سلسين فى تربيتهم، ينجحون بأعلى الدرجات بأقل مذاكرة ممكنة. فكنا نشعر أن البركة حلت على البيت بشكل كبير وملاحظ. فضلا عن أن الله تعالى قد أنزل علينا السكينة والهدوء والرضا، حتى أن كل من كان يأتى لزيارتى يظن أنه سيواسينى، فإذا بهم يجدونى أنا التى أصبرهم وأحدثهم عن قدر الله وأمره، وضرورة أن نفهم أننا نعيش من أجل الله وليس من أجل دنيانا. وبفضل الله لم يشعر الأبناء بضيق أو بأزمة، فعادة ما ينتقل الخوف والقلق من غياب الأب للأبناء ممن حولهم، وقد كنت حريصة على عدم إشعارهم بهذا مطلقا، ولذا فقد كانت زيارتهم لأبيهم فى السجن يوم نزهة لهم، وهذا بالطبع مع عدم الإقلال من كون السجن سجنا، وبأن إحساس بالوحشة الطبيعية كان ينتابنا تجاهه، إلا أن الله تعالى كان معنا فى إنزال السكينة والصبر على قلوبنا. كما أن الأبناء لم يستشعروا الوحشة كثيرا لأن الدكتور عصام أساسا كان طيلة الوقت مشغولا، ولذا لم يكن يجلس معهم وقتا طويلا، بل إن الزيارة فى السجن كانت فرصة للجلوس معه وتبادل الحديث والمتابعة الدقيقة من قبله للأبناء فى كل شىء. أما عنه هو فقد كانت فترات سجنه فترات ذات إيمانيات مرتفعة للغاية لديه، هذا أيضا مع عدم التغافل عن أنه هو أو غيره من المعتقلين كانت تمر عليهم أوقات يشعرون فيها بالظلم والقهر، وهذا أكثر ما يتعب الإنسان ويؤرقه. ولكن كان دعاؤهم لله عز وجل يثبتهم ويرزقهم فوق الصبر الرضا. كأسرة نشيطة فى الميدان العام ما شهادتكم على عصر المخلوع مبارك؟ بالطبع كان عصرا شديد الفساد، وليست هذه وجهة نظرنا نحن فقط، ولكنه رأى الجميع، فقد كان سنوات حكمه من أكثر سنوات الفساد فى العالم، بل هى التى زرعت ما نعانيه الآن من رشاوى ومحسوبية وظلم وقهر، ولا نزال حتى الآن نعانى من نتاج هذا العصر خاصة لدى مغيبى الوعى ومن يستقون معرفتهم عن طريق إعلام الكذب والتضليل. ولذا كنا كأسرة نأمل أن تنتهى تلك الحقبة، حتى يأذن الله بنظام نحقق فيه قيم العدل والحرية والخبر للناس، فالمسلم لا يعيش لذاته، وفطرة الإنسان السوى وصاحب القلب السليم، تدفعه لكى يعمل للغير ويسعى فى سبل الخير كلها. ومع ذلك فقد كان إيماننا بالإصلاح التحتى والتدريجى، ودعوة الإخوان من الأساس قائمة على الوعى والتربية والفهم، ومن ثم التغيير عن طريق الآليات الديمقراطية والبرلمانية والانتخابات وغيرها من الوسائل السلمية المقبولة والتى ارتضتها كافة الشعوب الحرة من زمن طويل، ويجمع عليها المصريون أيضا، ولذا فلا عجب بعد ذلك من أن نجد الناس قد اختاروا الإخوان فى كافة الانتخابات التى أُجريت. ولكن القاعدة تقول إن أهل الفساد لن يقبلوا بسهولة أهل الإصلاح والعدل، ولذا كان ما يحدث الآن. وكيف أمضيتم ال 18 يوما فى ثورة يناير؟ تم القبض على الدكتور عصام عشية جمعة الغضب، وأتذكر أن رجال أمن مبارك فى هذا اليوم وبعد اعتقالهم للدكتور عصام من منزلنا فى أكتوبر، عادوا مرة أخرى قبيل الفجر ليأخذوا ابنى إبراهيم، ومفتاح شقتنا الأخرى فى الهرم -التى هى شقتى فى بيت أهلى- ليقوموا بالتفتيش هناك أيضا، وأتذكر أنى يومها قلت لهم: إنهم جاءوا فى وقت إجابة الدعاء، ونزول الله تعالى إلى السماء الدنيا، ثم استقبلت أمامهم القبلة وأخذت فى الدعاء عليهم بأن يزيل الله تعالى ملكهم وأخذت ألقى عليهم سيلا من الدعاء، فى حين استقبلوا هم ذلك فى وجوم ودهشة وصمت. وبخلاف ذلك فقد كنا نذهب أنا وأبنائى إلى التحرير، مثلنا مثل بقية الشعب الثائر، وكنا هناك نشعر بالدفء، ونسائم الثورة على الظلم واستشعار قرب النصر، وكان مما يميز تلك الأيام تمثيل كل طوائف الشعب، والتعاون والتحاب والتآزر من الجميع. وكيف ترون عام من حكم الرئيس الدكتور محمد مرسى؟ رغم أن الرئيس محمد مرسى لم يمضى سوى عام واحد فى الحكم، إلا أنه أنجز فيها كثيرا، لكن المشكلة أنه لم يسوّق وينشر تلك الإنجازات، وفى الوقت نفسه كان لديه حسن ظن فيمن حوله، وكان يعمل بطريقة الحلول التحتية والتدريجية، وبأن يكون حسن خلقه عاملا فى تغيير ما حوله، رغم أنى -عن نفسى- كنت أرى أهمية وجود قرارات ثورية، حتى لا نظل نحارب فى الفساد ويحارب فينا، ويهلك قوانا، وعندما كنت أقول ذلك للدكتور عصام، كان من جانبه يرى أن الظروف غير مواتية لتلك القرارات الثورية، ولم يكن فى مخيلتهم حدوث أى انقلاب من أى نوع. أين كنتِ وقت الاعتصامات بعد الانقلاب؟ كان الدكتور عصام معتصما فى ميدان رابعة العدوية، أما أنا فكنت فى النهضة، وكانت الأوقات تقضى فى العبادة والذكر، وتجمعنا –كنساء- والذهاب فى بعض أحيان إلى الخيام للحديث إلى الناس وتبادل خواطر التثبيت واليقين. ومن ملاحظتى فقد كانت معنويات الناس مرتفعة للغاية، فلأكثر من مرة كان الرصاص يلاحقنا فى الميدان ومع ذلك كنت أجد الأم –ومن غير الإخوان- تدفع بابنها لتثبيته. فقد كانت الروح المعنوية مرتفعة، واستعداد الناس للبذل واستقبال الموت عاليا. ولم يكن لتلك الحالة من تفسير سوى أنها من عند الله سبحانه وتعالى، ومن رآها كان يستشعر مثلنا أن الله تعالى بلا شك ناصرنا، فطالما وُجد ذلك الإخلاص والاستعداد السلس للموت فى سبيل الله فلا بد لنا أن نتفاءل من قدوم النصر لا محالة. وكنا نذهب فى بعض الأحيان لزيارة الدكتور عصام فى رابعة ثم نعود، وللحقيقة فلم يكن هناك متسع من الوقت لذلك، فمن جانبه كان مشغولا للغاية.. خاصة فى العبادة. هل رأيت فى تلك الاعتصامات الإرهابيين والأسلحة التى كان إعلام الانقلاب يتحدث عنها؟ بالطبع لا.. وللحقيقة فقد صار هذا إعلام الانقلاب معجونا بالكذب، خاصة عندما وجد أن الناس تقبل وتصدق كل شىء، فأصبحوا يدّعون أى كذبة ولا يبالون. وحتى لا يتعبون أنفسهم فى كثير من التبرير أو إحسان التلفيق، فطالما أن هناك من يصدق، فليس أكثر من أن تكذب وفقط. وماذا عن يوم مجازر الفض الوحشية؟ كنت أبيت فى المنزل، واستيقظنا على الأخبار، ومن ثم اتجهنا للتظاهر فى ميدان مصطفى محمود، وكنت أتصل بالدكتور عصام بين برهة وأخرى، وكان يقول لى إن الرصاص حولهم من كل ناحية، وللحقيقة فقد رأينا نفس الشىء فى مصطفى محمود، فقد كان الرصاص محيطا بنا من كل جانب، وعلى الرغم من أننا كنا نحتمى بالمسجد إلا أن الرصاص كان قريبا منا، وتناثر أمامنا الشهداء والجرحى والمصابون بالقرب من المسجد. فقد كانت مجزرة أيضا بكل المعانى. خاصة أن العيادة الميدانية كانت بدائية وبسيطة جدا، وعندما حاولوا التحرك بالمصابين ناحية المستشفيات القريبة، كان معظمها يرفض استقبال الحالات. وأمضينا بقية اليوم على هذا الشكل ما بين استغفار ودعاء وهتافات حتى قبيل المغرب بقليل. واتصلت عند ذلك أيضا بالدكتور عصام وقد كانوا هم أيضا يغادرون ميدان رابعة قبيل المغرب. ومن يومها وانقطع اتصالنا به، ولم نكن نراه سوى فى الرسائل العامة التى كان يرسلها للجماهير. وللحقيقة فقد كنا مطمئنين عليه غير قلقين، فطالما أننا على يقين أنه فى طريق الطاعة فلا يزعجنا شىء. ولكن من الناحية الإنسانية فبالطبع لا تزال الاعتقالات والتنكيلات المستمرة تدمى قلوبنا، خاصة الذى وصل لدرجة الإجرام فى القتل والحرق، فصديقة ابنتى استُشهد زوجها، ولم يكونوا قد عثروا على جثته بعد، وأخيرا وجدوها محترقة تماما، وقد اختفت أيضا بعض من أعضائه. هل أنقص من عزمكم نبأ اعتقال الدكتور عصام؟ بداية توقعنا بالطبع خبر اعتقاله فى أى وقت، فمصر كلها معتقلة، وخيرة أبنائها فى السجون، وإذا كان هناك الشهداء والمصابون والمحروقون، فبالنسبة لهؤلاء يكون اعتقال الدكتور عصام شيئا بسيطا، كما أن الله تعالى قد اختار له هذا التوقيت فى الاعتقال حتى يأتى قبل مهزلة المحاكمة ويتمكن من مقابلة الرئيس الدكتور مرسى، وهذا الجمع الطيب من خيرة الرجال. وفى الواقع فالأحداث التى مرت بها البلاد مهولة، ولم يكن يتصورها عاقل. ولذا فأنا أتوقع أن يحدث للسيسى هذا أكثر مما حدث لشارون، لأن أفعاله فى المصريين فاقت بكثير أفعال اليهود. هل تمكنتم من زيارة الدكتور عصام بعد اعتقاله؟ لم نتمكن حتى الآن من زيارته، حيث ادعوا ضرورة أن يمضى على الاعتقال ما بين 10 إلى 15 يوما حتى نستطيع زيارته، ولذا فالمحامى الآن يسعى فى إجراءات استخراج تصريح للزيارة. كيف ترين الانقلاب العسكرى الدموى الآن؟ يقول الله تعالى:"...إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ". [يونس.81]؛ ولذا نجد الانقلابيين الآن على هذا القدر من التخبط والارتباك، وفى تدهور مستمر، وبإذن الله إلى زوال، وإذا كانوا يظنون أنهم بالاعقالات المستمر سوف يقمعون ثورة الحق والحرية، فهذا لم ولن يحدث -بإذن الله- فما نراه أن القتل والحرق ومن بعده الاعتقال، كل ذلك لم يفتّ فى عضد الجماهير، ولم يثنِهم عن مطالبهم، بل على العكس كلما زادت جرائم الانقلاب، كلما انضمت أعداد جديدة لمعسكر الشرعية، وهو ما يؤذن بقرب النصر. ولذا فعلينا فقط أن نستمر فى السير طالما على طريق الحق، والله تعالى بعلمه وحكمته وقدرته سوف يأتى لنا بالنصر فى الزمان الذى يقدره هو سبحانه. كما أن السنوات فى عمر الأمم ليست بالشىء الكبير على الإطلاق.