خطبة واحدة منه على منصة رابعة العدوية كانت كفيلة لإشعال حماس المعتصمين وحثهم على الثبات والصمود الذي طالما ظل عليه حتى لحظة اعتقاله ليلة أمس الأربعاء 29 أكتوبر 2013. د.عصام العريان.. "المناضل الخلوق"، لم تترك سنوات النضال ورفض الظلم من آثار عليه إلا لحية بيضاء يكسوها مزيد من الثبات على الحق والصمود في وجه الظلم، فكان صادقا في نضاله مجاهرا بالحق أمام أعتى الأنظمة الديكتاتورية وهذا ما يشهد به تاريخه، وقد بدا واضحا تماسكه وثباته وتلويحه بإشارة رابعة العدوية للكاميرات فور اعتقال قوات الانقلاب له وآخر حديث له علي صفحة التواصل الاجتماعي قبيل اعتقاله بلحظات يؤكد فيه أنه لا مفر من القدر ويؤكد علي ثقته بالنصر. هو عصام الدين محمد حسين محمد حسين العريان , الشهير بالدكتور/ عصام العريان من مواليد 28 أبريل 1954 ناهيا، مركز إمبابة، محافظة الجيزة ويشغل منصب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، كما شغل مناصب أمين عام مساعد نقابة الأطباء المصرية ومقرر لجنة فلسطين باتحاد الأطباء العرب. كان عاشقا للعمل التطوعي الخيري الذي يخدم به أبناء وطنه واتسع هذا النشاط عبر عضويته باتحاد الأطباء العرب ليشمل الدعم لأبناء الأمة الإسلامية والعربية خاصة في فلسطين. حصل العريان علي عدة شهادات جماعية حيث تخرج عام 1977 وحصل علي بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب بجامعة القاهرة وتخصص في أمراض الدم والتحليل الطبية، وفي عام 1986 حصل علي درجة الماجستير في الباثولوجيا الإكلينيكية، وفي عام 1992 حصل علي ليسانس الحقوق من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ثم في عام 1999 نال درجة الإجازة العالية في الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر ليحصل بعد ذلك عام 2000 علي ليسانس الآداب قسم التاريخ من كلية الآداب بجامعة القاهرة وفي نفس العام علي إجازة في التجويد. متزوج وله أربعة أولاد وخمسة أحفاد وهو شديد النظام ويدرك كل من عايشه عنايته البالغة بالاستفادة من وقته فقد كان في معتقله يستيقظ مبكراً لقراءة ما يزيد عن 10 جرائد ومجلات ثم تراه يراجع ورده القرآني في صلاة الضحى التي تطول لتستوعب مراجعته الطويلة للقرآن، وحين يمارس الرياضة يضع السماعات علي أذنيه مستفيداً بوقته في الاستماع لمواد صوتية وتلاوات، ومحاضراته ودروسه محددة بوقت لا يتم تجاوزه لأحاديث السمر، وقد كان نموذجاً في عدم السماح لأحد بأن يخترق برنامجه اليومي ليؤثر عليه بالسلب. اعتقال المناضل الخلوق خمس مرات في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك إلي أن تم اعتقاله علي أيدي قوات الانقلاب التي تسعى لإعادة النظام الفاسد للمخلوع، فقد تم اعتقاله لأول مرة في بداية عام 1981 حتى عام 1982، وحكم عليه بالحبس في محاكمة عسكرية استثنائية لمدة خمس سنوات من يناير 1995 وحتى يناير 2000 بسبب الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين. اعتقل العريان كذلك الخميس 18 مايو 2006 ضمن مظاهرات مناصرة للقضاة بالقاهرة وتم تجديد حبسه لفترات متعددة حتى تم الإفراج عنه يوم 10 ديسمبر 2006، كما كذلك اعتقل في يوليو 2007 وأفرج عنه في أكتوبر واعتقل قبيل جمعة الغضب في يناير 2011 .. كل هذه الاعتقالات لم تنل من العريان ولا من ثباته علي طريق الحق.