قضى المسلمون يوم عرفة بين معتكف يتلمس أجواء ربانية ونورانية في يوم ينتظره مليار و 300 ألف مسلم كل عام، أو ساهر يُعد ساحات صلاة العيد لإبهاج الأطفال والكبار بزيناتٍ وبالونات ومسابقات وألعاب، وغيرهم يساهم في اعداد الأضحية أو يرتب زيارات الأهل والأقارب. بين احتفال المسلمين في بقاع الأرض ب"يوم عرفة" ودعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية للخروج في مسيرات حاشدة لكسر الانقلاب العسكري واستعادة الشرعية، حلت ذكرى مرور شهرين على مجزرة فض اعتصامي "رابعة العدوية" و "النهضة" التي ارتكبها الانقلابيون الدمويون وراح ضحيتها نحو 5 آلاف شهيد وأصيبت اعداد لا حصر لها بعد اعتصام سلمي دام لاكثر من شهر ونصف شهد سلمية المتظاهرين ونبل هدفهم في الدفاع عن الشرعية ورفض الانقلاب العسكري ، فحرم الانقلابيون بتلك المجازر آلاف الأسر من فرحة وجود ذويهم بينهم في عيد الأضحى المبارك. قائمة الشهداء تتزايد يوماً بعد يوم بين شهيد أو مفقود أو محترق أو معتقل أو متظاهر سلمي تلقى رصاصة في قلبه فزفته لعرس الشهداء الذي بدأه أحمد عاصم السنوسي وهالة أبو شعيشع وغيرهم ومر بحبيبة عبد العزيز وأسماء البلتاجي ومصعب الشامي وأحمد عبد الجواد ومحمد الديب وأخيراً بلال جابر وما زالت القائمة مفتوحة تستقبل المزيد من المدافعين عن الحرية. حلت الذكرى الثانية لمجزرة فض الاعتصام مع مليونية الدعاء التي يرفع خلالها الملايين أكف الضراعة للقصاص للشهداء ولقلوب أمهات ثكالى حُرمن من كلمة "كل سنة وانت طيبة يا أمي". ورغم مرور شهرين على مجزرة الفض، الا ان مشرحة زينهم ما زال بداخلها 58 جثة مجهولة حتى الآن تنتظر تحليل الDNA للتعرف على أشلاء أصحابها وهوياتهم بعد أن تجرد الانقلاب العسكري الدموي من كافة المعاني والحقوق الانسانية فقام بحرق الجثامين عقب قنصها وقتلها أو إصابتها لطمس ملامح جريمته التي سجلها التاريخ في أسوأ صفحاته. أحوال الأحياء لم تقل ألما وقسوة، عن الأوضاع الرهيبة التى مرت بالشهداء الذين ارتقوا إلى ربهم فهناك آلاف الأسر التي تم تلفيق تهم للأب أو للإبن فيها كفيلة بإبقائه خلف أسوار سجون الانقلاب سنوات ومعها رحلة عذاب للأسرة بكاملها خلال الزيارة التي لا تزيد في أفضل الأحوال عن 10 دقائق تفارق الأسرة بعدها معتقلها وهى تتمنى له الشهادة ليلقى بين يدي الله وضعاً أكرم من ويلات التعذيب التى يواجهها الآن . شهران شهدت نهايتهما محاولات حثيثة من أبطال ورموز الصمود لدخول ميادين الحرية ، نجحوا خلالها فى دخول ميدان رابعة العدوية وأداء صلاة الغائب على بعد أمتار من مسجد رابعة الا ان ميليشيات الانقلاب قابلت هذا الصمود بإلقاء القبض على بعض الفتيات وتلفيق تهم ساذجة لهن، وتكررت المحاولات لدخول ميدان التحرير ونجحوا فى الدخول بأعداد معقولة قبيل 6 أكتوبر. وسيظل يوم 6 أكتوبر علامة فارقة على مدار شهرين منذ مجزرة الفض، ففي الوقت الذي احتفل فيه المطربون والراقصات بمرور 40 عاما على حرب أكتوبر كانت مدرعات وعناصر ميليشيات الإنقلاب تصوب رصاصها وداناتها نحو صدور الشباب العزل، وسيظل "مخ" هاني الشناوي صاحب ال 39 ربيعاً "المنفجر" مصباحاً لكل من سولت نفسه "تغييب" عقله تحت أقدام بيادة العسكر. وستبقى ذكرى الفض نوراً لمؤيدى الشرعية وقوة دافعة لتحقيق هدفهم بعودة الشرعية واحترام أصوات الجماهير والحصول على حقوق الشهداء والمصابين والمعتقلين..كما ستبقى الذكرى فى نفس الوقت دليلا على جبن الانقلاب واعتماده على الآلة العسكرية فى التفاهم لأنه ضعيف لا يملك غيرها ، إضافة إلى أنها دليل على اجرامه وهمجيته ومن المؤكد انه بعد شهرين من فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة نجح هذا الفض فى نقل الاعتصامين من مدينة نصر والجيزة إلى كل شوارع مصر وكل مدن العالم .. والأهم .. إلى قلوب ملايين الأحرار فى الشرق والغرب .