كشف الثنائي الكندي طارق اللوباني وجون جريسون اللذان تم احتجازهما في سجن طرة عقب أحداث رمسيس، المعاملة السيئة التي تعرضا لها خلال احتجازهما، وذلك في حوارهما مع صحيفة «الجارديان» البريطانية الذي نُشر أول أمس الجمعة، في أول لقاء إعلامي لهما عقب الإفراج عنهما. وروي الكنديان الأوضاع «المروعة» التي تعرضا لها منذ بداية إلقاء القبض عليهما وحتى إطلاق سراحهما، حيث قال جريسون، إنه عقب وصوله إلى سجن طرة تعرض للضرب والركل حتى حُفرت إحدى الكدمات على ظهره، وكذلك صديقه اللوباني تعرض لذات المعاملة الوحشية. وأضاف "أنهما كانا يتخذان الوضع الجنيني لحماية أنفسهما من الضرب، وأنه ظل يشعر بالألم لحوالي أسبوع"، مشيرًا إلى مدى ضيق الزنزانة للدرجة التي جعلتهم ينامون ملتصقين ببعضهم البعض. وعندما وصل الكنديان إلى سجن طرة، تعمد الحراس ترك عدد كبير من المساجين داخل الشاحنة المكتظة حتى يتألموا بفعل درجة الحرارة المرتفعة من شمس القاهرة الحارقة، وكان أحد المساجين على وشك الدخول في غيبوبة قبل أن تُفتح أبواب الشاحنة في نهاية المطاف. وأشار "اللوباني" إلى أن المشهد خارج الشاحنة كان مخيفًا، حيث وقف صفان من رجال الشرطة المسلحين بالهراوات والعصا الكهربائية وضربوا الناس، وعقب ذلك بقليل تعرضا للإهانات التي أخلفت كدمة في ظهر "جريسون". وتابع "اللوباني": "كانت الظروف في الزنزانة «مروعة»، فكان ينام ال 38 مسجون على الخرسانة وبينهم صنبور واحد فقط، وكانت الرعاية الطبية «يرثى لها»، فقد وصل أحد المساجين وإحدى قدميه مصابة بكسر لم يتم علاجه لمدة ثلاثة أسابيع حتى تدهورت الحالة وتم بتر القدم. واهتم الكنديان في حديثهما بالتأكيد على محنة زملائهم المعتقلين الذي تم اعتقالهم بدون تهم حتى الآن، وانهارت حياة الكثير داخل السجن، فقال "جريسون": "إن أحد المسجونين تم إلقاء القبض عليه يوم زفافه، والآخر لم يحضر مولد طفله، وخسر الكثير وظائفهم والبعض خسر منزله". وذكر الكنديان، أنه تم توجيه المعاملة الظالمة للجميع سواء كان بريئًا أو مذنبًا، مؤكدين إنهم لا يستحقون الضرب والظروف المروعة وانعدام الرعاية الطبية، وكانوا يطالبون القائمين علي السجن بتوجيه التهم للمقبوض عليهم أو إطلاق سراحهم، بدلا من احتجازهم بدون وجه حق. وأوردت الصحيفة، أنه تم إطلاق سراح الكدنيين يوم الأحد الماضي، مشيرة الي إن شهادتهما تكشف الأوضاع السيئة داخل السجون المصرية.