عرضت قناة الجزيرة مباشر مصر مقطعي فيديو للدكتور علي جمعة الأول أثناء ثورة 25 يناير يتحدث فيه عن شرعية مبارك و حرمة الخروج عليه بعدما أثبت غالبية المصريين دعمهم له؛ و الثاني عقب الانقلاب العسكري يتحدث فيه عن أنه لا شرعية لرئيس منتخب لأنه معتقل و أن أنصاره من النتنة. و بدوره علق الشيخ عصام تليمة - الباحث و الداعية الإسلامي وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين - على تضارب فتاوى جمعة في الحالتين قائلاً: هناك فرق بين الحكم و الفتوى فالأول ثابت والثاني متغير؛ و من نماذج الحكم تحريم الربا و من نماذج الفتاوى قضية شراء البيوت بمال ربا في دول غربية لأنه لا توجد بنوك إسلامية وهو في حاجة ومن هنا تختلف الفتوى حسب ظروف الشخص و بيئته و تتغير حسب البيئة و المعلومات و عدة أسباب فقهية وأضاف تليمة: "هناك مبادئ يحكم بها أولها أنا لحكم عقد بين الأمة و الحاكم و العقد شريعة المتعاقدين وهذا العقد يكون بالرضا أي بالإنتخاب الصحيح؛ هذه الشروط انطبقت على كل الخلفاء الراشدين والشاهد هنا أن ما ترتضيه الأمة و تتعاقد به مع الحاكم يمثل الشرعية؛ وهذا ما حدث في الإنتخابات التي شهدتها مصر بعد ثورة 25 يناير لأنه إذا تم تزوير الانتخابات تفسد شرعية الحاكم وإذا صح الإنتخاب صحت شرعيته ؛ وهنا نذكر كيف رفض سيدنا عثمان بن عفان أن ينزل عن الحكم إرضاء لأقلية. وتابع الداعية الإسلامي:" الإسلام رحب بالمعارضة للحاكم الذى يستمد شرعيته من الشورى من أجل إحداث الاصلاحات الاجتماعية والسياسية ؛ ومن هنا فالخروج على مبارك لم يكن حراما لأنه أتى بطريقة غير شرعية و مزورة ولا شرعية له أما مع الدكتور محمد مرسي فالوضع متناقض تماما في ذلك؛ و تساءل مستنكرا : أسس الإسلام كدين ضد الإكراه "لا إكراه في الدين" فالله الخالق ترك للبشر حرية أن يعبدوه كيف لعلي جمعة أن يفرض عليهم حاكماً لم يختاروه ؟! و فرق تليمة بين صراع الحق و الباطل و الفتنة مشيراً إلى الفتنة هي التي يلتبس فيها الأمر حتى على أهل العلم؛ و لكن الأمر الآن واضحا دون التباس فحرية التعلم والتعبد لم تعد مكفولة بعد غلق المدارس ووقوف الضباط في طوابير الصباح؛ و الدماء التي أريقت من المصريين و لم نرها حتى في الحروب مع إسرائيل؛ و الحريات التي انتهكت كلها مؤشرات على أن ما تشهده مصر صراع بين حق و باطل و ليس فتنة ؛ أما إدعاء تأييد الأغلبية لرأي دون آخر فلا يمكن حسمه إلا من خلال إقتراع مباشر حر نزيه كما يحدث في كل العالم ؛ لذلك جاءت الشريعة الإسلامية لتحريم توظيف الفتاوى الدينية في خدمة الأمور السياسية حتى لا يفقد العالم الديني مصداقيته وفجر مفاجأة حينما قال إن زوجة أحد الضباط الذين شاركوا في الفض حدثته بأنها حرمت على نفسها وأولادها مرتب زوجها الذى زاد بعد الفض و أنها تقطن في محيط ميدان رابعة العدوية و رأت بأم عينها كيف ارتكبت أبشع الجرائم في حق المعتصمين السلميين العزل؛ كما توجه لي ضباط شاركوا في الفض و رفضوا إطلاق نار على المتظاهرين السلميين و لكنهم خشوا من بطش القادة فضربوا قنابل الغاز فرأى أحدهم سيدة ماتت مخنوقة و تواصل معي ليعرف حكمه في الإسلام مما يؤكد أن هناك مراجعات فكرية بدأت تدب في صفوف الانقلابيين. وأضاف تليمة :" أقول لكل من يستمع لشيوخ السلطان ممن يقبضون رواتبهم من الدولة ويكذب، بأي فتاوى رجال الدين سترضى إذا كان لديك في حياتك مشكلة تتطلب حكم شرعي ستلجأ لمن من الفريقان بعيداً عن السياسية ؟" و اختتم تصريحاته بتوضيح على من الموتى يطلق وصف "الشهيد " قائلا : الشهيد هو كل من مات مظلوما؛ وعلينا التفرقة بين شهيد المعركة في حرب بين إيمان و كفر وهو الذى لا يغسل ولا يكفن و يصلى عليه فقط ؛ و هناك شهداء آخرون ذكرهم الرسول كمن نهى سلطان جائر فهو شهيد كلمة حق و من مات دفاعا عن أرضه و عرضه و ماله فنحسبه شهيدا عند الله.