تمخض التصعيد الإماراتي السعودي على إيران، وللأسف ولد 3 قمم بمكة وورشة عمل بالبحرين، جميعها في صالح الإدارة الأمريكية وصفقة القرن بالتقسيم والاستقطابات الجديدة، حيث أعلنت الخارجية الأمريكية، مساء أمس، عن أنها “لا تتوقع أي تعديل على موعد انعقاد ورشة العمل الاقتصادية في البحرين”، وهو ما يراه البعض مسرحية مفتعلة بعدما أعلنت السعودية والإمارات وانقلابيو مصر عن مشاركتهم، ولا مانع من ادعاء البعض غيابه، وكأن إرادة الغائبين قد حضرت لقول “لا” التي لا يملكها أحد منهم. ومن أبرز أدعياء “لا” الرئيس الفلسطيني محمود عباس المنتهية ولايته، ونائبه صائب عريقات، مهندسا أوسلو اللذين استيقظا فجأة وشعرا بموقف مختلف في ورشة البحرين، ولم يشعرا بنفس الموقف تجاه قمم مكة الثلاث، وهو مشهد يراه مراقبون تحت عنوان “أفلح إن صدق”، ويندرج تحت ظله الأردن التي نقلت مواقع إخبارية عنها قولها، إن هناك ضغوطًا متزايدة على الأردن للمشاركة في مؤتمر البحرين الاقتصادي!. ومما يؤكد الشكوك في الموقف الفلسطيني، أن رفض الورشة يجمعها وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية، ولكن لا جديد في ملف المصالحة أو إنهاء الحصار الذي تشارك فيه سلطة “منظمة فتح” الكيان الصهيوني والكيان الانقلابي في تل أبيب والقاهرة. البحرين تتراجع ومن جملة العروض، المثيرة للاستغراب، هو أن البحرين مستضيفة ورشة التطبيع الاقتصادية، تتراجع وتعلن "نحن دولة مضيفة وليست منظمة"!. فمبعوث الملك البحريني عيسى بن سلمان آل خليفة، أوضح للرئيس الفلسطيني أن مملكة البحرين "ليست المنظمة للورشة الاقتصادية، وهي ليست إلا دولة مضيفة للورشة التي تنعقد في 25 و26 يونيو المقبل". ومثلت تصريحات مبعوث ملك البحرين، الخاصة بأن بلاده ما هي إلا دولة مستضيفة للورشة، تراجعا في الموقف الرسمي الأول، والذي عبر عنه بيان مشترك صدر عن واشنطنوالمنامة، أكد دعوتهم بشكل مشترك لعقد تلك الورشة. وكان البيان المشارك باسم الدولتين جاء فيه "تستضيف مملكة البحرين بالشراكة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ورشة العمل الاقتصادية السلام من أجل الازدهار في المنامة في 25 -26 من يونيو 2019″، وقال إن الورشة ستوفر "نقاشات حول طموح ورؤية قابلة للتحقيق وإطار عمل يضمن مستقبلا مزدهرا للفلسطينيين والمنطقة، بما في ذلك تعزيز إدارة الاقتصاد وتطوير رأس المال البشري وتسهيل نمو سريع للقطاع الخاص". الملك الأردني وحتى لا يكون الاتهام دون بينة، كما هي المعطيات بلا بينة، يرى مراقبون أن كواليس صفقة القرن التي تجعل من العاهل الأردني يبلغ المبعوث الأمريكي جاريد كوشنر عدم التزامه بحضور ورشة البحرين (حتى توزيع أموال الصفقة)، هي لصالح البعض من الحكام وتستثني آخرين. وكشف الديوان الملكي الأردني، خلال تغريدة على حسابه في موقع "تويتر"، الأربعاء، أن الملك عبد الله، خلال لقائه جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحث المستجدات الإقليمية، والجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان البيان بمثابة رسالة إلى كوشنر وفريقه، الذين أكدوا مرارا أنهم لا يشعرون بالالتزام بالصيغ السابقة التي قادت محادثات السلام، بما في ذلك فكرة الدولتين، وركز فريق كوشنر بدلا من اقتراح حلول مقبولة على نهج الاستثمار في الأراضي الفلسطينية قبل التعامل مع القضايا السياسية. وأشاد محللون أمريكيون بموقف العاهل الأردني، وقال آرون ميللر، نائب الرئيس في مركز ويلسون، في حديث لشبكة "سي إن إن": إنه أمر مهم للغاية، للملك مصلحة أساسية في تأكيد أنه لن يقبل ما يعرضه كوشنر، مستشهدا بدور الملك ومكانته الخاصة في القدس. قمم سلمان ومع تزاحم المعتمرين في الحرم في العشر الأواخر، اختار ملك السعودية أن يزاحمهم في تمتعهم بالعمرة وأداء المناسك، فحظر عليهم طرقًا ودعاهم للصلاة بمساجد مكة عدا المسجد الحرام، حيث تستضيف مكةالمكرمة ثلاثة اجتماعات سياسية مهمة، يحضرها عشرات المسئولين العرب والمسلمين على مدى يومين، بدءا من الخميس، وتهيمن عليها التوترات مع إيران. وتُعقد في المدينة التي تضم المسجد الحرام والكعبة المشرفة، قمتان طارئتان عربية وخليجية بطلب من المملكة منتصف ليل الخميس والجمعة، وقمة دورية لمنظمة التعاون الإسلامي منتصف ليل الجمعة السبت. وعززت الولاياتالمتحدة حضورها العسكري في المنطقة عبر إرسال حاملة طائرات وإعلانها زيادة عدد قواتها إلى 1500 جندي، وسط تهديد إيراني بإغلاق مضيق هرمز الذي تعبر منه يوميا 35% من إمدادات النفط العالمية التي تنقل بحرًا، في حال وقوع حرب.