فجأة ظهر الفريق سامى عنان - رئيس أركان الجيش السابق - فى صورة مرشح الرئاسة القادم وأعلن عن ترشيحه رسميا فى مرسى مطروح، ثم تراجع وقال إن ترشحه لانتخابات الرئاسة "غير وارد فى الفترة الحالية"، أى لم ينفه نهائيا، فثارت حملة ضده من الاشتراكيين الثوريين و6 أبريل باعتباره مرشحا عسكريا مرفوضا، وهاجمه أيضا إعلاميو مبارك المتحالفون مع انقلاب 3 يوليو بقسوة واتهموه بأنه هو من سهل للإخوان الوصول للحكم. وفجأة أعلن الفريق عنان عن نشر مذكراته، وكشف فيها أن نجاح الإخوان جاء فى انتخابات نزيهة، ولم يلتزم بما هو معروف من أخذ أى مسئول سابق بالقوات المسلحة موافقة المخابرات الحربية على مذكراته قبل طرحها فى الأسواق. وكان من الواضح فى المذكرات أن عنان هاجم القوى الليبرالية واليسارية التى عارضت ترشيحه للرئاسة بحجة أنه أوصل الإخوان للحكم قائلا لهم: "نجحتم على قوائم الإخوان وتغنيتم بوسطية الجماعة" و"ألم ينجح عدد غير قليل من ممثلى الأحزاب المدنية على قائمة التحالف الذى يتزعمه حزب الحرية والعدالة، وهؤلاء هم من انقلبوا على الإخوان وحزبهم فيما بعد، واتهموا المجلس العسكرى بالتحالف مع الإخوان؟". ويبدو أن تجاوز عنان الحصول على موافقة المخابرات الحربية على عرض مذكراته عليها قبل نشرها أغضب السيسى والجيش، بدليل تحذير المتحدث العسكرى فى موقعه على «فيس بوك»، من نشر المسئولين العسكريين السابقين لمذكراتهم لما فيه من تأثير على الأمن القومى ومطالبته الصحف ضمنا بعدم نشرها. أيضا وضح الرفض لترشيح عنان نفسه للرئاسة من عراب الانقلاب (هيكل) عندما تعمد الكشف أن أحد عسكريين سابقين ترشح للرئاسة (عنان وموافى) عرض عليه الأمر ولكنه نصحه (قيل إنه عنان) بالتراجع وعدم الحديث فى هذا الأمر بدعوى أن: "هناك عسكريا آخر موجودا صنع شيئًا"!. ويبدو واضحا من حديث هيكل أنه يقصد السيسى، فضلا عن تشبيه مستشار الرئاسة مصطفى حجازى للسيسى بأنه "أيزنهاور مصر" على غرار بطل الجيش الأمريكى الذى تولى الرئاسة لاحقا، وتصديق هيكل على هذا بحديثه عن نموذجى (أيزنهاور وديجول) بقوله: "عبر التاريخ حدث وأن لجأت الأمم إلى العسكريين مثل ديجول وأيزنهاور". خلاصة مشهد ترشح عسكريين فى الانتخابات الرئاسية المقبلة أراه كما يلى: 1- هناك صراع أجنحة واضح داخل المؤسسة العسكرية بين العسكريين الذين فى الخدمة والعسكريين المتقاعدين حول من يفوز بالمنصب الرئاسى، وإن كان هناك اتفاق على "عسكرة" الرئاسة، لضمان حماية نفوذ وامتيازات الجيش التى حاول الرئيس المدنى (مرسى) تحجيمها.. ولكن من فى الخدمة حاليا يرون السيسى أحق بالمنصب لأنه قائد الانقلاب والرجل المؤثر فى الساحة حاليا، والمتقاعدون يرون أن المنصب ليس حكرا عليه، وأن ترشحه سوف يعزز ما يقال إن ما جرى كان انقلابا. 2- هناك خشية بين مؤيدى ترشيح السيسى للرئاسة أن يفقد نفوذه على الجيش بعد أن يصبح رئيسا، وأن ينقلب عليه وزير الدفاع الجديد كما فعل هو مع الرئيس الشرعى مرسى، أو أن يكون هناك ثنائية فى مراكز النفوذ بين رئيس منتخب لا يملك نفوذا وقائد جيش يملك كل النفوذ، أو أن يبقى السيسى فى منصبه وزير دفاع ولكن يخشى هنا أيضا أن يقوم الرئيس القادم بعزله لأن الدولة سوف تصبح ب"رأسين"، وأى رئيس جمهورية قادم سوف يكون شاغله إبعاد السيسى بسبب نفوذه، ولهذا يرون أن يجمع السيسى بين الاثنين أى نفوذه على الجيش ومنصب الرئيس كما ألمح لهذا هيكل ولكن كيف؟!. 3- هناك محاولات لشيطنة أى مرشح آخر عسكرى للرئاسة بخلاف السيسى عبر إعلام الانقلاب، يواكبه تجاهل لأى مرشح مدنى وحرقه خصوصا حمدين صباحى الذى اضطر للقول تارة هو وأنصاره أنه سوف يقف خلف السيسى لو رشح نفسه كى لا يناصبه العداء، وتارة أخرى أن المرشح الرئاسى يجب أن يكون مدنيا لا عسكريا ما يعنى رفضه لترشيح السيسى، مع مراعاة أن هيكل قال إن حمدين مؤهل ليصبح رئيسا ولكن قال: ربما ليس فى الفترة الرئاسية المقبلة! 4- هيكل قال صراحة إن المسئولين الأمريكان أبلغوه أنهم لا يمانعون فى ترشح مسئول عسكرى للرئاسة (لا تنسوا أن د. مصطفى الفقى سكرتير مبارك الأسبق قال - قبل ثورة 25 يناير - إن أى رئيس لمصر يجب أن توافق عليه أمريكا وإسرائيل!) ما يعنى أن الضوء الخارجى لترشيح السيسى بات أخضر.