ورث حزب “مستقبل وطن” دور “الحزب الوطني المنحل” بعهد المخلوع مبارك؛ حيث يقوم أعضاؤه بحراك ظاهره خدمة المصريين، ولكن هدفهم خدمة جنرالات العسكر وتنفيذ توجيهات الجهات الأمنية ودعم جنرال إسرائيل السفيه السيسي، وتأسس قبل انتخابات برلمان الدم 2015، والتي نال فيها 57 مقعدا، وأصبح للحزب مقار فاخرة بجميع المحافظات وفيلات بالمدن الجديدة يربو ثمن الواحدة على 10 ملايين جنيه. وبدأت الأسبوع الماضي في القاهرة مكاتب حزب “مستقبل وطن” بالمحافظات وضواحي العاصمة، حملة موسعة لحشد المصريين للنزول للاستفتاء والمشاركة بالموافقة على التعديلات الدستورية، ممولة في الأساس بالغصب والإتاوة من صغار التجّار ورجال الأعمال الطامحين لدور سياسي في الفترة المقبلة. كمل انقلابك كما تم تدشين حملة إعلانية ضخمة، في مناطق مختلفة من القاهرة والجيزة والمحافظات، تحمل عنوان “انزل وشارك.. قول رأيك”، منسوبة لحزب مستقبل وطن وأحزاب أصغر موالية، ورجال أعمال راغبين في التقرب من العسكر، وقبل نحو شهر من موعد الاستفتاء على تعديلات دستور الانقلاب، التي تمنح السفيه السيسي البقاء على أنفاس المصريين حتى 2034؛ تعقد أمانات الحزب ندوات تعريفية بالتعديلات لموظفي الحكومة ولقاءات جماهيرية وقوافل طبية ومعارض للسلع، مستهدفة الشباب بشكل خاص. وعلى مدار اليومين الماضيين، انتشرت الآلاف من لافتات الدعاية لتأييد دستور الانقلاب، مصحوبة بصور كبيرة للسفيه السيسي مُذيلة بشعارات مثل “كمل مشوارك”، في حين يتبارى عدد من رجال الأعمال، وأعضاء برلمان الدم، لإغراق الشوارع باللافتات التي تتجاوز كلفتها عشرات، وربما مئات ملايين الجنيهات، في وقت يقبع فيه نحو ثلث الشعب المصري تحت مستوى خط الفقر، حسب الإحصائيات الرسمية. وتمارس الأجهزة الأمنية ضغوطاً طاولت جميع الأحزاب الموالية للانقلاب، لدفعها بشكل “قسري” لتعليق المئات من اللافتات، على الرغم من مواجهة الأحزاب الصغيرة منها أزمات مالية نتيجة ضعف الموارد، منوهة بأن حزب “مستقبل وطن” حظي بنصيب الأسد من حيث كمّ الدعاية لتعديل الدستور، بوصفه مدعوماً من جهازي الاستخبارات العامة والحربية مالياً، ويشرف على أنشطته على الأرض جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية. من جهته أكد الناشط والكاتب المعارض أشرف الريس، أنه “بالفعل نحن أمام حزب (واطي) جديد وليد، ولكن أكثر تبجُحا من القديم مليون مرة”، مشدداً على أن ارتباط الحزب وأعضائه بالعسكر لا شك فيه ويؤكده تنفيذهم تعليمات الأمن الوطني، واشار إلى أنها “تماما مثل ارتباط أعضاء الحزب القديم بالنظام السابق وكلاهما ينفذان تعليمات النظامين عن طريق الأمن، بل يتفانون جدا في تنفيذها بالحرف الواحد”. وحذر من صناعة وجوه جديدة تستغل العمل السياسي بالحزب والظهور بقربها للعسكر لتحقيق مكاسب خاصة، قائلا: “بالتأكيد ودون أدنى ذرة شك، نحن أمام مجموعة جديدة من المنتفعين سياسيا وأصحاب المصالح الجدد داخل مستقبل وطن على غرار فلول الوطني”. ورجح أن تكون مقار الحزب المنتشرة في سنوات قليلة بجميع أنحاء مصر وبعضها عبارة عن فيلات بمعظم المدن الجديدة، دعما من رجال أعمال ومنتفعين يريدون الوصول للسلطة، نافيا أن تكون تلك المقرات من العسكر، وقال : “وستتضح الرؤية أكثر فيما بعد بتولي رجالات الأعمال بالحزب مناصب قيادية به من عدمه”. بديلا للوطني وفي تفسيره لظهور الحزب بالشارع السياسي، أكد الريس أن “ظهور مستقبل وطن جاء ليكون بديلا للوطني”،ويقوم أعضاء “مستقبل وطن”، بجمع صور بطاقات الموظفين بالمؤسسات الحكومية والمدارس والمستشفيات ودور الحضانة والمجالس المحلية والشعبية وإدارات المدن ومصالح الكهرباء والمياه والتموين ومن المحال التجارية والورش والمصانع؛ بدعم الأمن الوطني، والحشد للتصويت لبقاء جنرال إسرائيل فوق هرم السلطة مع وعود بدفع أموال لأصحاب البطاقات. وأكدت مديرة مدرسة بإحدى المدن الجديدة، أنها تلقت مكالمة هاتفية من أمينة الحزب بالمدينة والموظفة بوزارة الصحة والقريبة من عناصر “الأمن الوطني” بالمدينة، تطلب صور بطاقات العاملين والمدرسين وكشفا بأسماء من يرفضون، موضحة أنها ستعطي كل صاحب بطاقة 150 جنيها عقب التصويت بالاستفتاء ب”نعم”. يشار الى انه تم تدشين الحزب بدعم رجال أعمال، مثل رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب الآن، فرج عامر، -أحد فلول عهد مبارك وعضو مجلس الشورى السابق عن الحزب الوطني-، وكذلك رئيس اتحاد الكرة المصري الحالي هاني أبو ريدة، -أحد المقربين لجمال مبارك والذي ارتبط اسمه بالحزب الوطني وانتخب عضوا بمجلس الشعب عام 2010-، وأيضا أحمد أبو هشيمة، أحد أهم أذرع السيسي بمجال الإعلام (صحف وفضائيات وإنتاج سينمائي ودرامي) بجانب صناعة الحديد. ويترأس الحزب البرلماني أشرف رشاد (34 عاما)، فيما يتولى رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان اللواء السابق علاء عابد، منصب نائب رئيس الحزب، بعد استقالته من رئاسة الهيئة البرلمانية ل”المصريين الأحرار”، أما منصب الأمين العام للحزب فيقوده نائب رئيس حزب الوفد السابق المهندس حسام الخولي.