أكدت حركة حماس، في رسالة غير مباشرة، أن قضية الأسرى الفلسطينيين الذين يزيدون على 8 آلاف أسير لا تزال في عقل المقاومة الفلسطينية، وأنها تحاول إنعاش القضية بشتى الوسائل، ومنها ما نشرته دائرة الإعلام العسكري التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام، بفيديو كليب يتعلق بالجنود الصهاينة المأسورين لديها منذ أكثر من أربع سنوات. الفيديو يأتي بعنوان “رسالة من الأسر” حول الضباط والجنود الإسرائيليين المفقودين في غزة، وهي عبارة عن أغنية باللغة العبرية تحكي واقعًا مفترضًا للأسرى من جانب الاحتلال لديها، وهو موجه للجمهور الصهيوني، مؤكدة لهم أن “حكومتكم تكذب عليكم”. كانت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، قد عرضت في سبتمبر 2015 صور أربعة جنود إسرائيليين هم "شاؤول آرون" و"هادار جولدن" و"أباراهام منغستو" و"هشام بدوي السيد"، رافضة الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن. كما أعلنت خلال الحرب في عام 2014، عن أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، فيما أعلن جيش الاحتلال، في وقت لاحق من الحرب، عن فقْد الاتصال بضابط يُدعى هدار جولدن في رفح جنوب قطاع غزة، وأعلنت القسام حينها عن أنها فقدت الاتصال بمجموعتها المقاتلة التي كانت في نفس المكان. وفي يوليو 2015، سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر نبأ اختفاء الإسرائيلي “أبراهام منغستو” من ذوي الأصول الإثيوبية بقطاع غزة قبل 10 أشهر (سبتمبر 2014)، بعد تسلله من السياج الأمني شمال القطاع. وتشترط حركة حماس الإفراج عن محرري "صفقة شاليط"، الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014، قبل الدخول في أي مفاوضات لإجراء صفقة تبادل أسرى جديدة. وفي أكتوبر 2011، نجحت وساطة مصرية ألمانية في إتمام صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، أفرج بموجبها الاحتلال عن 1027 أسيرًا. دليل نجاح واعتبرت كتائب الشهيد عز الدين القسام أن “الفيديو كليب” هو رسالة من القسّام ودليل نجاح المقاومة، وعجز العدو عن المطالبة بجنوده واعتبارهم في عداد الأموات. وقال تحليل نشرته الكتائب على موقعها الإعلامي، إنها “لم تكتف فقَط بإحياء ملف الأسرى الصهايِنة، بل أَحدثت حراكًا قوِيًّا في نفوس عائلاتهم، ووضعت الحكومة في زاوِية التشكيك والضعف، فأَضحى يُنظر لروايتها على أَنّها كاذبة، ولأَجهزتها الأَمنية على أَنّها ضعيفة”. ويرى محللون ومختصون بالشأن الصهيوني، أن الفيديو الغنائي الذي نشرته كتائب القسام بشأن الجنود الأسرى لديها، يحمل دلالات وانعكاسات سلبية كبيرة ستؤثر على عائلات الجنود والجمهور الصهيوني، وسيحرج حكومة الاحتلال ويُظهر مدى عجزها عن استرجاع جنوده. واعتبر المحللون أن الفيديو الغنائي يحتوي على كلمات ذات دلالة عاطفية مؤثرة جدًا؛ لكي تصل إلى قلوب أمهات المجتمع الصهيوني، وأن رسالتين مهمتين من خلال هذا الفيديو، الأولى أن الكيان غير أمين على أبنائكم فلا ترسلوهم معها إلى المعركة، فهذه القيادة السياسية قيادة انتهازية غير مسئولة تُلقى بأبنائكم إلى المجهول. ورطة الصهاينة من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، خلال حديثه لموقع القسام، المحتوى الرائع والأسلوب الذي أبدعت فيه كتائب القسام دون أن تكشف عن أي معلومات خاصة بهذا الجانب. ويعتقد أبو شمالة أن شريط القسام وضع المستوى السياسي الصهيوني في ورطة، وسيكون له انعكاسات كبيرة على الجمهور في الكيان، خاصة في ظل الانتخابات الجارية، معتبرًا أن توقيت بثه كان مناسبًا، مفاده تذكروا أن لكم أسرى ومفقودين في قطاع غزة. ويرى الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أن رسالة القسام واضحة في هذا الأمر، خصوصاً في وقت حساس للاحتلال الصهيوني وهو “الانتخابات”، وهي تريد أن توصل للمجتمع الصهيوني أن قيادتكم “تكذب عليكم”، وعليكم أن تبذلوا جهدا من أجل أسراكم الجنود لدى كتائب القسام. ويؤكد في حديثه لموقع القسام، أن رسالة القسام تحمل مضامين تدل على أن حكومة الاحتلال تعيش في مأزق بخصوص ملف الجنود الأسرى في غزة، وتخشى من الحديث فيه، فهو له تأثير على المجتمع الصهيوني وتأثير أكبر على نتنياهو. وَتتوالى رسائل القَسام التي عوّدت شعبها وأَعداءها على الإبداع والتجديد في كل معركة ومواجهة يخوضها مقَاتلوها، لتبقى نبراسًا حاميًا للشعب والقَضية الفلسطينية، ولتؤكد أنها ستُبقي قضية الأسرى على سلم أولوياتها حتى تحرير آخر أسيرٍ من سجون العدو.