حزن وبكاء ومعاناة شهدتها منازل مصر من ضحايا حادث الطائرة الإثيوبية المنكوبة التي سقطت بعد إقلاعها بدقائق، وكان من بين الضحايا إحدى العالمات المصريات في البحث الزراعي. وكشف عاطف عبد السلام، والد العالمة المصرية "دعاء"، إحدى ضحايا الطائرة الإثيوبية، عن تفاصيل آخر لقاء بينه وبين ابنته، مشيرًا إلى أنه قبل سفرها للرحلة التي وصفها بالمشؤومة بيوم، تقدم عريس لخطبتها، وأخبرها بأن تصلي استخارة وتقرر. وقال عبد السلام، خلال مداخلة هاتفية على قناة “الحدث اليوم”: إن ابنته العالمة حاصلة على الماجستير من حوالي 3 أشهر، وكان لديها طموح أن تستكمل دراستها، وتحصل على درجة الدكتوراه في مجال الثروة الحيوانية، لكن القدر لم يمهلها لتحقيق حلمها. وأوضح أن موضوع رسالة ابنته أشاد به المتخصصون؛ لأنه لم يناقشه أحد منذ عام 2002 قائلًا: “موضوع جديد، وكان سيخدم المناطق الصحراوية، خاصة محافظة الوادي الجديد”. وأشار إلى أن أمل ابنتي الراحلة كان أن تستكمل الدكتوراه، لتفيد البلد ببحثها، بعد حصولها على رسالة ماجستير بتقدير امتياز، مع مرتبة الشرف. وذكر الوالد المفجوع أنه عند سفر ابنته إلى إثيوبيا، أخذت معها بوصلة لتعرف اتجاه القبلة وتصلي. وكانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية من طراز 737 ماكس 8، قد سقطت أول أمس الأحد، بعد دقائق من إقلاعها من مطار أديس أبابا، حيث كانت متجهة إلى العاصمة الكينية نيروبي. وقتل كل من كان على متن الطائرة، وعددهم 157 شخصًا، هم 149 راكبًا و8 من طاقم الطائرة، وكان من بين الضحايا إضافة إلى المصريين، عدد من العرب، بينهم مغربيان وسعودي وسوداني وصومالي ويمني. حزن شديد في محافظة البحيرة، وتحديدًا في قرية الأبقعين بمركز حوش عيسى، خيّم الحزن على القرية الصغيرة، بعدما فقدت أحد أبنائها في الحادث، العالم والباحث بمركز البحوث الصحراوية، عبدالحميد فراج محمد مجلي. وبين ليلةٍ وضحاها، تحولت القرية إلى سرادق عزاء كبير، مع اختفاء أخبار “عبدالحميد”، إلى أن حاول أحد أبناء المنطقة التواصل مع السفارة المصرية في إثيوبيا، فأخبروه بوجود الباحث ضمن المفقودين، ثم طلبت الخطوط الجوية الإثيوبية من الأسرة، سفر أحد أقاربه من الدرجة الأولى للتعرف على الجثة وعمل تحاليل «DNA» إن تطلب الأمر. لم يكُن “عبدالحميد” و”دعاء” العالمان والباحثان المصريان الوحيدان على متن الطائرة المنكوبة، إذ أعلن الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، وفاة الدكتور أشرف تركي، رئيس التصنيف بمعهد وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية. أُضيف للثلاث الباحثين المصريين، سيدتان تعملان في مجال الترجمة الحرة، وهُما “سوزان أبوالفرج”، و”عصمت عرنسة”، إذ كانا في مهمة تابعة للاتحاد الإفريقي متجهتان إلى العاصمة الكينية، نيروبي. الضحايا الست – من بين ضحايا الطائرة الإثيوبية، لقي 3 علماء في “البحوث الزراعية والصحراء” مصرعهم، بينهم الدكتور أشرف محمد عبدالحليم التركي، رئيس قسم تصنيف الحشرات بمعهد بحوث وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية، حسبما أوضح الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعين، في البيان الصادر عن النقابة. – الفقيدة الثانية هي الباحثة بمركز بحوث الصحراء دعاء عاطف عبدالسلام، من محافظة الوادي الجديد، حاصلة على درجة الماجستير العام الماضي، ابنة المهندس عاطف عبد السلام حجازي، مدير الإدارة الزراعية بمركز الخارجة. – الفقيد الثالث، باحث مساعد بمركز بحوث الصحراء، المهندس عبدالحميد فراج مجلي نوفل من شعبة الإنتاج الحيواني، توجه للعاصمة الكينية نيروبي، من أجل حضور دورة تدريبية. – ومن ضمن الأسماء الستة أدرجت وزارة الخارجية بحكومة الانقلاب اسمي سوزان محمد أبو الفرج، وعصمت عبد الستار طه عرنسه، والذي أوضح برنامج “صباح الورد” المذاع عبر فضائية “Ten”، أنهما مترجمتان تعملان في مجال الترجمة الحرة بمفوضية الاتحاد الإفريقي.