يبدو أن وجه شبه كبير بين قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في مصر، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في السعودية، من حيث الصلف والكبر الذي يتعمد كل منهما إبدائه خلال زيارتهما الرسمية. فما بين جولات السيسي المستمرة بطائرته الهليكوبتر حال استعراض مشروعاته الوهمية من فوق سماء القاهرة ومختلف المحافظات المصرية، و صعود محمد بن سلمان لأول سابقة من نوعها لم تحدث منذ أن كان بلال بن رباح مؤذن الرسول يصعد من أجل الآذان، بكشف كل من السيسي وبن سلمان الوجه الأخر للعبة الحكم التي سيطرا عليها في كل من بلاد الحرمين ومصر. صعود فوق الكعبة وفوجئ المليار ونصف المليار مسلم أمس الثلاثاء بصعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعلى سطح الكعبة المشرفة، في مشهد غير مفسر ولم يجد له حتى مساعدون محمد بن سلمان ورجالاته تفسيرا مقنعا غير أنه كان يستعرض مشروعاته حول الكعبة. في الوقت الذي كان من المفترض أن يستعرض بن سلمان مشروعاته حول الكعبة من فوق أحد أبراج مكة التي تحاصر الكعبة من كل مكان، وهناك برج أو فندق الساعة الشهير وهو أعلى بناء حول الكعبة يمكن بن سلمان أن يستعرض مشروعاته من خلاله، إلا أن بن سلمان أبى إلا أن يصعد فوق الكعبة بشكل مستفز لم يجرؤ عليه حكام السعودية ولا ملوكها في القرون السابقة. و شن الآلاف من نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، الذين فوجئوا بظهور ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، داخل الحرم المكي، وصعوده فوق الكعبة، شنوا هجوما حادا ضده نتيجة هذا التصرف الأرعن الذي تم تداوله رواد مواقع التواصل على أنه رسالة سلبية من محمد بن سلمان المعروف بالكبر والصلف، حيث تساءل نشطاء مواقع التواصل كيف سمح بن سلمان لنفسه أن يعتلي الكعبة المشرفة وما هو المبرر. وتداولت وسائل إعلام أجنبية معروفة وشهيرة مثل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” ووكالة سبوتنيك الروسية وصحف بريطانية وأمريكية التعليق على الحدث بمزيد من الدهشة جراء إقدام محمد بن سلمان على فعله دون مبرر. وتساءل عدد كبير من رواد مواقع التواصل في السعودية عن سبب زيارة ولي العهد السعودي إلى الحرم المكي. وصعد هاشتاج “محمد بن سلمان في الحرم المكي” ضمن قائمة الأكثر رواجا في السعودية، خلال ساعات قليلة فقط. وقالت صحيفة “سبق” السعودي إن “زيارة الفجر المفاجئة” لولي العهد، كان ختام لما أطلقت عليه “جولة اليومين المكوكية”، والتي تضمنت زيارة أماكن عديدة والاطمئنان على مشاريع عدة تشرف عليها السعودية الفترة الأخيرة. وأشارت الصحيفة السعودية إلى أن محمد بن سلمان تفقد خلال زيارته الحرم المكي، مشروع التوسعات الجديدة التي يتم إنشاؤها الفترة الأخيرة، كما ترأس اجتماع لمجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وناقش الاجتماع مشروع التوسعة الثالثة للحرم المكي الشريف، حيث تم استعراض مستويات الإنجاز، وعناصر المشروع وتم التطرق إلى ما يتم من جهود تنسيقية بين الجهات المختصة لتقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين. وبررت الصحيفة السعودية المحسوبة على النظام السعودي، إصرار ولي العهد السعودي على الاطلاع بنفسه على سير المشاريع العملاقة التي انطلقت منذ سنوات، ومازالت مستمرة لتطوير الحرم المكي وزيادة سعته الاستيعابية، بما يواكب الرؤية المستقبلية التي تستهدف ضعفَي عدد المعتمرين حاليا، وهو ما جعله يصعد فوق سطح الكعبة ليشاهد عن كثب تطور تلك المشاريع. إخلاء البيت المعمور من المعتمرين ولم يجرؤ محمد بن سلمان على صعود الكعبة وفقط، بل أنه تجرأ لأول مرة في تاريخ الكعبة المشرفة، أن يخلي الكعبة من زوار بيت الله الحرام للاعتمار رغم حرمة هذا الفعل الذي لم يجرؤ عليه أحد إلا للضرورة القصوى، وحتى مع زيارة كبار ملوك دول العالم الإسلامي، وملوك السعودية أنفسهم. فشوهد خلال زيارة محمد بن سلمان واعتلائه الكعبة صحن المسجد الحرام بدون معتمرين، مع الانتشار الكثيف لأفراد الأمن والطاقم الذي يحمي محمد بن سلمان، في مشهد مستفز لملايين المسلمين. وظهر إلى جانب ابن سلمان، مدير الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عبد الرحمن السديس، والمستشار في الديوان الملكي، سعد الشثري.