بدأ الفلسطينيون التوافد على مخيمات العودة المنتشرة على مسافة 700 متر من السياج الفاصل شرق قطاع غزة، للمشاركة في مسيرة العودة ال 44، لدعم الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين يتعرضون لانتهاكات إسرائيلية وكسر الحصار” على الحدود الشرقية لقطاع غزة. ودعت “الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة”، أهالي قطاع غزة إلى أوسع مشاركة والحشد الكبير في فعاليات اليوم الجمعة التي تحمل اسم: “مؤامرة الحصار لن تمر”. وتستمر تظاهرات الفلسطينيين منذ 30 مارس الماضي، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة. في حين يقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة. ما أدى لاستشهاد 260 مواطنًا؛ بينهم 11 شهيدا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 27 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد. الشريط الفاصل وعزز جيش الاحتلال الإسرائيلي من انتشاره على طول الشريط الفاصل، خاصة قبالة مخيمات العودة الخمسة من شمال القطاع وحتى جنوبه. وقالت مصادر إعلامية عبرية، إن جيش الاحتلال قرر اليوم الجمعة تكثيف تواجد قواته على امتداد السياج الأمني المحيط بقطاع غزة تحسبا لوقوع مواجهات عنيفة على خلفية رفض حركة “حماس” تلقي المنحة القطرية. وقالت الإذاعة العبرية الرسمية، أن مصر والأممالمتحدة تواصل مساعيهما من وراء الكواليس لمنع التدهور الأمني في المنطقة. ونقل جيش الاحتلال كتائب عسكرية لتعزيز القوات العسكرية في محيط قطاع غزة، كما نشر بطاريات منظومة “القبة الحديدية” في الجنوب وفي وسط البلاد، تحسبا من إطلاق الصواريخ. وبحسب تقديرات الاحتلال فإنه من المتوقع أن تكون المواجهات بين المشاركين في مسيرات العودة الأسبوع، اليوم الجمعة، وبين قوات الاحتلال عنيفة جدا. ونقلت الإذاعة العبرية عن الوزير والخبير الأمني من حزب “ليكود” تساحي هنغبي تهديده إن “حركة حماس ستدفع ثمنا مضاعفا مرتين أو ثلاثة أو أربعة عما دفعته في السابق، إذا صعدت الأوضاع الأمنية وتحدت إسرائيل”. وأوضح أن المواجهات على السياج الأمني لا تبرر الحرب، ولكن إطلاق النار على إسرائيل سيؤدي فوريا إلى رد مؤلم وبمنتهى القوة. منحة قطرية من جانبها قالت صحيفة “هآرتس” العبرية الصادرة اليوم الجمعة، إن أجهزة الاحتلال الأمنية تعتقد أن رفض حركة حماس تلقي المنحة القطرية بالشروط الإسرائيلية تخلق حالة من التوتر من شأنها أن تزيد من احتمالات التصعيد. يشار إلى أن الأوضاع على حدود غزة شهدت خلال الأيام الماضية توترًا، بعد استشهاد شاب فلسطيني وجرح عدد آخرين في قصف إسرائيلي، وقرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منع دخول المنحة المالية القطرية لقطاع غزة. وتربط إسرائيل بين الوضع الأمني ومدى التزام الفصائل الفلسطينية بالتهدئة، بمنح التسهيلات للقطاع، كإدخال الأموال وفتح المعابر وتوسيع مساحة الصيد. وترفض الفصائل الفلسطينية هذه “المعادلة”، وتشير إلى أن التسهيلات، هي ثمرة التفاهمات التي توصلت إليها مع إسرائيل، بواسطة الأممالمتحدة ومصر، في أعقاب حرب العام 2014 بين الجانبين.