لا حديث طوال الساعات الماضية سوى عن صفقة شراء فريق الكرة بالنادى الأهلى اللاعب حسين الشحات بقمية 100 مليون جنيه، بعد أيام من التعاقد مع رمضان صبحى ب20 مليون جنيه، وياسر إبراهيم الذي تم التعاقد معه بمبلغ 33 مليون جنيه. يأتي ذلك في الوقت الذي يؤكد فيه مسئولو الانقلاب بشكل يومي أنه “مفيش فلوس”، و”إحنا فقرا قوي”، فيما تنهال “الفلوس” على اللاعبين والفنانين بغير حساب. الأرقام المبالغ فيها للاعبين رغم أنهم ليسوا بالمهارة الفائقة التي يستحقون عليها الحصول على تلك الأرقام المرعبة، دفعت الكثير من الباحثين والنقاد إلى التساؤل عن سر تلك الأموال، وكيفية منح لاعبين تلك المبالغ في دوري لا يستحق أصلا. وأشار الباحث أحمد شيمى، إلى أن مصر دخلت نفق اللاعبين ذوى الملايين دون الحاجة أصلا إلى ذلك، مضيفا “نحن بصدد فساد بالأقدام بين لاعبين هواة ليس لهم علاقة بالاحتراف أو اللعب النظيف أو حتى البطولات، معتبرا الأمر ناقوس خطرٍ سيزداد يوما بعد يوم بسبب “العناد”!. فى المقابل، زعم اللاعب الدولى السابق والمسئول بنادى بيراميدز حاليا، أحمد حسن، أن ارتفاع أسعار اللاعبين أمر طبيعى فى عالم الاحتراف، خاصة أن الأمر عرض وطلب بين الأندية واللاعبين، لكنه استدرك قائلاً: يجب أن تقارن أسعار اللاعبين بالقيمة السوقية لمسابقة الدورى التى يباع فيها اللاعب. وانتقد اللاعب السابق خالد الغندور صفقة حسين الشحات، نجم الأهلي الجديد، المنضم حديثًا من العين الإماراتي بقيمة 100 مليون جنيه، وكتب عبر حسابه على “تويتر”: “لاعب لم يلعب لمنتخب بلاده ولم يحرز أي هدف لمنتخب بلاده وثمنه غير منطقي، وأصبح أغلى لاعب في تاريخ مصر يباع داخليًا”!. لا يساوى 5 ملايين بدوره قال خالد بيومى، المحلل الرياضى: “لا يوجد فى مصر لاعب يستحق أكثر من 5 ملايين جنيه.. نحن من نصنع ارتفاع الأسعار ونحاول أن نخلق منافسة وهمية، ولو رجعنا إلى مستوى الدورى المصرى الذى تُدفع فيه هذه القيمة، ورغم ذلك لا يمكن أن نضع سقفًا لأسعار اللاعبين حتى لا يضحك علينا العالم”. فى حين يرى محمد فرج عامر، رئيس نادى سموحة ورئيس لجنة الشباب والرياضة فى مجلس النواب، أن ارتفاع أسعار اللاعبين يأتى وفقًا لمقتضيات السوق والعرض والطلب. وأوضح “عامر” أن نقص المواهب السبب الرئيسى فى ارتفاع الأسعار، خصوصًا أن الجميع يلهث وراء أى لاعب يظهر بشكل جميل. وأكد محمد مجد، المشرف العام على قطاع الكرة بنادى مصر للمقاصة، أن ارتفاع الأسعار ظاهرة واضحة ولا ينكرها أحد، ولكنها ترجع إلى رغبة الأندية فى تسويق لاعبيها بشكل جيد، خصوصًا أنه المورد الوحيد حاليًا لدعم الأندية. وأضاف أن الأندية الكبرى تقوم بشراء لاعبين ليسوا بحاجة لهم، وهو الأمر الذى يجعل قيمة اللاعب التسويقية تنخفض، ويقل أداؤه، ويصبح على أعتاب الرحيل عن الفريق، وهو ما يجعل النادى تحت ضغط الصفقات باستمرار. دوري المخابرات يأتى ذلك فى ظل المبالغ الطائلة التى صرفت على الدوري الذي يقام تحت السيطرة العسكرية، بعد أن تم تغيير مسمى الدوري المصري لكرة القدم إلى “دوري وى للاتصالات”، عقب سيطرة شركة تابعة للمخابرات على الدوري. فضلا عن إجبار الأندية على ارتداء شعار شركة we على القمصان كراعٍ رئيسي لها، في خطوة اعتبرها خبراء الكرة هيمنة رسمية على الكرة المصرية من الألف للياء. فى السياق ذاته، علّق عصام نوار، رئيس اتحاد المصارعة، قائلاً: حذاء لاعب كرة القدم يستطيع أن يعد لاعبًا يشارك لمصر فى بطولة إفريقيا ويفوز بميدالية. فى حين قال الناقد الرياضي أحمد عثمان: “دورى لا يتابعه جمهور، ملاعبه تشكو “البهدلة” ولاعبون يباعون ويشترون بملايين الجنيهات، أفضل لنا توجيهها إلى مؤسسات ترعى اللاعبين الأولمبيين من أجل حصد ذهبيات الدورات العالمية”. فتش عن الفساد كانت المنافسة قد اشتعلت بين أندية الدوري المصري على ضم العديد من الصفقات القوية خلال فترة الانتقالات الشتوية، حيث فتحت الأندية خزائنها لتدعيم صفوفها، وعرضت الأندية الأخرى لاعبيها المتألقين فى الدور الأول فى فاترينة لأعلى سعر، لترتفع أسعار الصفقات بشكل جنونى دون سقف محدد. أحمد جلال خلف، المتخصص فى الإحداثيات الرياضية، كتب على حسابه: “ليس معنى أن تشترى لاعبا ب100 مليون جنيه أنك انتصرت على منافس لك، بل أسهمت فى تدمير جزء من حلاوة اللعبة فى ظهور أندية مغمورة وشعبية تقدم لاعبين ماهرين”. وتابع “وفقا لتصنيف الدورى المصرى، فهو يعد الأخير لأقوى دوريات العالم إنجلترا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والصين والسعودية وتونس والأرجنتين والبرازيل”. مردفا: “لا داعى للحديث عن دورى فى ظل سطوة المال والنفوذ والصفقات”. أغلى 10 لاعبين في مصر وشهدت دولة “فقرا أوى” عددا من الصفقات احتلت صدارة ترتيب أغلى اللاعبين المصريين في تاريخ كرة القدم. وشهدت القائمة استحواذًا كبيرًا لنادي بيراميدز الناشئ حديثًا في الدوري المصري، بعد تدعيم الفريق بصفقات بمبالغ كبرى للاستعداد جيدًا للموسم الجديد. وتواجد في القائمة لاعب وحيد في صفوف النادي الأهلي وهو صلاح محسن، المنضم للأحمر قادمًا من إنبي في يناير الماضي، وسط غياب زملكاوي تام. وفيما يلى نستعرض في التقرير التالي قائمة أغلى 10 لاعبين في مصر -حسين الشحات (النادى الأهلى –العين الإماراتى سابقا) -100 مليون جنيه -أرنست كينو (بيراميدز) 100 مليون جنيه مصرى – رمضان صبحي (النادى الأهلى-هيدرسفيلد الإنجليزى سابقًا) – 20 مليون جنيه – أحمد الشناوي (بيراميدز) – 60 مليون جنيه. – علي جبر (بيراميدز) / عبد الله بكري (بيراميدز) 45 مليون جنيه. – صلاح محسن (الأهلي) – 42 مليون جنيه. – محمد فتحي (بيراميدز) – 30 مليون جنيه. – محمد مجدي “أفشة” (بيراميدز) – 28 مليون جنيه. – محمد حمدي (بيراميدز) – 27 مليون جنيه. – محمد فاروق (بيراميدز) / رجب بكار (بيراميدز) / ناصر منسي (بيراميدز) – 18 مليون جنيه. -محمد عنتر (الزمالك –الأسيوطى) 15 مليون جنيه. -خالد بوطيب (الزمالك –مالاتيا التركى) 33 مليون جنيه.