استضافت قناة الجزيرة وبرنامج “ما خفي أعظم” الضابط الفرنسي “بول باريل” ليروي للجزيرة شهادته لأول مرة عن تورطه في خطة لغزو قطر عام 96 بدعم مباشر من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر. وكان أبرز ما ذكره “باريل” وأكد أن خطة الغزو العسكري لقطر عام 1996 كانت بتمويل سعودي إماراتي، قائلاً: “الشيخ زايد والسعودية.. لقد تم دفع ثمن الأسلحة للمصريين بتقدير بلغت الميزانية نحو 100 مليون دولار”. ونجح باريل، كما يقول، في جلب 3000 عسكري من تشاد تم تسريحهم من الجيش بتوافق مع الرئيس التشادي إدريس دبي، مقابل مبلغ عشرين مليون دولار للمشاركة في عملية الهجوم على قطر، وكشف أن عملية الإعداد للهجوم كلفت في مجملها حوالي 100 مليون دولار، في إشارة إلى تحمل “حسني مبارك” مرتزقة تشاد. وقال: “تم منحنا جوازات سفر إماراتية صالحة لخمس سنوات من قبل الشيخ محمد بن زايد ووالده وشقيقه وكشف عن عملية استطلاعية خاصة نفذها داخل الدوحة في بدايات عام 96 للتحضير لعمليته” وأضاف: “اقتضت خطتي جلب ثلاثة آلاف عسكري مرتزق من تشاد للسيطرة على الدوحة عبر إنزال جوي مفاجئ على أحد الطرق الرئيسية في قطر”. زايد وأبناؤه وكشف بول باريل عن دور الشيخ زايد وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وملك البحرين حمد بن عيسى في التخطيط للعملية وتمويلها. وقال باريل إن الخطة لو تم تنفيذها لحصلت “مجزرة”، مشيرًا إلى أن فريقه الخاص كُلّف بمهمة تأمين الشيخ خليفة وأيضًا بإلقاء القبض على “أمير البلاد حينها” صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والقضاء على الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية آنذاك. هذا فضلاً عن عدد من رموز السلطة والعائلة الحاكمة. وأشار إلى أنه وصل إلى أبوظبي عام 1977 لتشكيل مجموعة خاصة، فأسست وحدة التدخل في شرطة أبوظبي. ولكنه وامتنع عن الإجابة عن سؤال يتعلق بكيفية نقل الأسلحة التي كان مقررًا استخدامها في عملية الغزو العسكري لقطر عام 1996، وهل تم نقلها عبر الطائرة التي أقلتهم من فرنسا؟ ولكنه أشار إلى أنه تم تخزين أسلحة كثيرة بفندق “كونتننتال أبوظبي”، وأنه كان يحمل في مهمته الاستطلاعية كاميرا وفيديو للتصوير بسرية، مضيفًا: وفرت أبوظبي لفريق المرتزقة جوازات سفر لتوفير غطاء سياسي لهم ولتهسيل تحركاتهم بين دول الخليج.. كان بحوزتي جوازات سفر أعطاها لنا الشيخ زايد والشيخ محمد بن زايد، وبدون أي مشكلة، وتم إصدار جواز السفر بسهولة بالغ وبصلاحية 5 سنوات، كان الشيخ محمد يحضر الاجتماعات برفقة والده الشيخ زايد ورفقة الشيخ خليفة، وكنا نتحدث في الاستراتيجية الخاصة بالعملية، وكان يسألني عما أحتاجه ومتى نهاجم واستعجلني للإسراع في التنفيذ. من هو باريل؟ كان من أوائل من غيَّر فكرة أنه في زمن الجيوش النظامية لن يكون المجال مفتوحًا أمام المرتزقة لأداء أدوار كبيرة على مسرح الأحداث، فقبل أن يسطع نجمه، كان الفرنسي المولود في 13 أبريل 1946، ثاني أهم ضابط بوحدة “غينيغ” للنخبة الفرنسية، قبل أن يشارك في إنشاء وحدة مكافحة الإرهاب بقصر الإليزيه، خلال أول فترة رئاسية لفرانسوا ميتران (1981-1988). لكن باريل لم يكتفِ بموقعه الرسمي، فعمل قائدَ مرتزقةٍ بعدة دول أفريقية وشرق أوسطية، حتى إن نفوذه وصل إلى أمريكا اللاتينية. ليبراسيون وذكر تقرير لصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، نُشر في يناير 1996، أن ضابطًا فرنسيًا تدخَّل وشكَّل مجموعة من المرتزقة للانقلاب على أمير قطر آنذاك، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في العام نفسه، وكانت هذه المجموعة بقيادة الكابتن باريل. وقالت الصحيفة إن باريل أسس مقرًّا له بواحة العين في أبوظبي، وسرت شائعات بأنه درّب 52 شخصًا بالمنطقة الحدودية بين تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى، لتغيير نظام الحكم بتلك الدولة الخليجية. ورغم استبعاد “ليبراسيون” حدوث “مغامرة عسكرية”، فإنها اعتبرت أن مجموعة باريل يمكن أن تشكل أداة إزعاج، أو عصا سعودية يمكن أن تُستخدم ضد الدوحة. وثائقي ما خفي أعظم