مشاركة “بن سلمان”، في قمة العشرين بالأرجنتين “بمثابة خنجرًا سينغرس في صدر الحق في الحياة، ويقضي على ما تتبناه مجموعة العشرين من مبادئ داعية للحرية، وحقوق الإنسان، فضلا عن مبادئ بقية الدول الأعضاء”….هكذا وصف اصدقاء الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي مشاركة امير المنشار بقمة الارجنتين التي وصلها اليوم. وشدد بيان صادر عن جمعية اصدقاء خاشقجي، على أن الجمعية لا تعارض مشاركة السعودية بالقمة، ولكنها تعارض تمثيل “بن سلمان” للمملكة، لاتهامه بإعطاء أوامر قتل “خاشقجي”. وتابع البيان: “السماح بمشاركة هذا المتهم في القمة، واستقباله أو الالتقاء به، سيكون رسالة سلبية بالنسبة لأبرز المدافعين عن قيم العالم الحر، ومن ثم نحن واثقون من أن قادة الدول الذين استقبلوا بن سلمان، والتقوا به، باتوا في مصاف من قتلوا مواطنيهم، وقضوا على الحريات، وحقوق الإنسان”. وناشدت الجمعية بقية الدول الأعضاء بمجموعة العشرين، رفض مشاركة “بن سلمان”، مضيفة: “نرجو من تلك الدول العمل على تسليم بن سلمان للعدالة حتى لا تشهد المملكة السعودية أو أي دولة أخرى حالة جديدة كجريمة خاشقجي”. فيما ذهبت “صنداي تايمز” إلى أن بن سلمان سيثير التوتر والإحراج بقمة العشرين/ بجانب اقامة بعض الحقوقيين دعوى قضائية ضد بن سلمان بالأرجنتين …وتلك التطورات ستجعل القمة التي تنطلق الخميس مثيرة ، قبل ان تبدأ… النفط ورأس “بن سلمان” يشار إلى أنه على مدار 11 اجتماعا لقمة مجموعة العشرين منذ نشأتها عام 1999، ظلت القمة، التي يحضرها 19 رئيس أكبر الاقتصادات في العالم والاتحاد الأوروبي بما يمثل 85% من إجمالي الناتج المحلي وثلثي سكان العالم، تدور في العلن حول السياسات المالية والاقتصادية، ولكن -تحت الطاولة – تبحث صفقات يعالج خلالها قادة العالم القضايا الراهنة والأزمات السياسية والاقتصادية. من هنا يبرز إصرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان علي المشاركة في القمة التي تعقد لأول مرة في دولة لاتينية (الارجنتين)، فيما يبدو بنصيحة أمريكية، لتجاوز أزمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وإنهاء الحصار الاخلاقي والدولي حول هذا الزعيم الشاب الذي أكد ترامب في عدة مناسبات أهمية بقاؤه ليس فقط للحفاظ على مصالح أمريكا، بل واسرائيل. وبحسب “الشارع السياسي” في دراسته عن “قمة العشرين..قمة رد الجميل” :من الطبيعي أن تناقش الموضوعات الرئيسية التي تهم الاقتصاد العالمي، ومنها البترول، الذي لعب بن سلمان دورا في تخفيض سعره من 76 دولارا الي أقل من 60 دولار، لتخسر باده قرابة 7 مليار دولار شهريا، ليشتري دعم وسكوت ترامب بالنفط. صحيح أن مجموعة العشرين ليست منظمة دولية، ولا تتخذ بالتالي قرارات ملزمة قانونيا للدول الأعضاء في المجموعة، لكنها أشبه بمنتدى غير رسمي يضع ملامح السياسات الاقتصادية، ومعها السياسية، في العالم، ومنه، مسألة النفط، الذي كان ارتفاعه لأرقام فلكية وتوقع اقترابه من ال 100 دولار، أحد مخاوف الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية، وجاء التدخل السعودي بناء على رغبة ترامب ليخفض السعر وينقذ اثرياء العالم، وحان موعد رد الجميل لبن سلمان. بيان ترامب قبل القمة وحضور بن سلمان، تحدث ترامب في بيانه عن أن “الولاياتالمتحدة ستخسر مبيعاتها ووظائفها لصالح روسيا والصين، وسترتفع أسعار النفط بمقدار 150 دولاراً للبرميل، لو تمت معاقبة السعودية، ودعا السعودية ل “الدفع مقابل حمايتها”، واعتبر بقاء بن سلمان في الحكم مكسب لأمريكا واسرائيل على السواء، ووصف خاشقجي بأنَّه «عدو للدولة»، وعضو في جماعة الإخوان المسلمين، كما قال له بن سلمان. وتراجع سعر النفط بشكل غريب بنسبة 22% منذ بدء شهر نوفمبر 2018، ما يعد أكبر انخفاض في سعر النفط منذ عام 2014 في شهر واحد، ليصل سعر برميل النفط 58.78 دولارا برغم وعود اوبك خفض الانتاج اليومي في اجتماع المنظمة في 6 ديسمبر القادم، التي خالفتها السعودية. وعقب انهيار اسعار النفط وجه ترامب الشكر لابن سلمان علي استجابته لمطالبه بزيادة ضخ النفط لخفض الاسعار، وبدأ يشكك حتى في تقارير المخابرات الامريكية حول دور ولي العهد السعودي في قتل الصحفي خاشقجي، حتى أنه كتب تغريده يقول فيها إن هبوط أسعار النفط من 82 الي 54 دولارا حاليا، يعني تخفيض الضرائب على الامريكيين، وشكرا السعودية، وقال: “نريد أن يهبط سعر النفط أكثر”!!. حتى بدا الامر كأن هناك صفقة خفية تجري بين بن سلمان وترامب عنوانها كشف المستور: فالأول يضغط بصفقات ومليارات وبالتلاعب بسعر النفط، لحمايته من تداعيات قضية مقتل خاشقجي، والثاني يرد بكشف المستور في دور ابن سلمان بحماية الصهاينة، وربما صفقة القرن وخط السكة الحديد الإسرائيلي. وبذلك تتحول قمة الارجنتين لقمة رد جميل خفض اسعار النفط من الأغنياء في امريكا واوروبا الي “بن سلمان”!! إحراج دولي وكانت صحيفة The Guardian البريطانية، قالت إن حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قمة مجموعة العشرين هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيريس، سيضع زعماء العالم أمام لحظة من لحظات الاختبار الحقيقية، التي يُفضِّلون ألا يتعرَّضوا لها، كما أنه يمكن أن يلقي الإنتربول القبض عليه في حال قُدمت شكوى ضده. ورغم الغضب الدولي، من جرائم السعودية وقمع الحريات بالشرق الاوسط، فقد استمرت تجارة الأسلحة التي تُقدر بمليارات الدولارات دون انقطاع من امريكا واوروبا الي السعودية، خاصة فرنسا وبريطانيا فيما قطعت المانيا والنرويج مبيعات الأسلحة (القليلة) للمملكة السعودية. وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن القوى الغربية مثل الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدةوفرنسا سعيدة بمواصلة مبيعات الأسلحة إلى الرياض، على الرغم من المجازر التي يشهدها اليمن، والتي تُهدد بأسوأ مجاعة شهدها العالم خلال جيل واحد، والسعودية عليها مسؤولية ثقيلة في ذلك. وأوضحت دراسة “الشارع السياسي” أن قمة العشرين ولدت عام 1999 بعد أن أظهرت صدمة الأزمة المالية في آسيا ضرورة تحسين التنسيق الاقتصادي العالمي، وكان يحضرها الوزراء فقط، لكن بعد الأزمة الاقتصادية الكبرى عام 2008 أعيد تشكيلها من جديد ليحضرها رؤساء الدول. وتضم المجموعة الاقتصادات الدولية الكبرى في العالم، حيث تتألف مجموعة العشرين من 19 من أكبر الاقتصادات في العالم والاتحاد الأوروبي ما يمثل 85% من إجمالي الناتج المحلي وثلثي سكان العالم. وتبحث القمة السنوية بشكل أساسي السياسات المالية والاقتصادية، ولكنها كذلك فرصة لاجتماع قادة العالم ومعالجة القضايا الراهنة سواء الأزمات الجيوسياسية أو التغير المناخي. يقول بعض الخبراء إن مجموعة العشرين منبر مهم لتنسيق السياسات الاقتصادية. ويعتقد آخرون أنها جلسة غير رسمية للنقاش بين القوي الكبرى والقوي الصاعدة. وتثمر في العادة اجتماعات القمة عن قائمة طويلة من الوعود العلنة، ولكن ما يجري بحثت تحت الطاولة وهو الاهم لا يكون معلنا.!!