كشفت مصادر سعودية مطلعة، عن أن الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك السعودي الحالي سلمان بن عبد العزيز، وصل إلى الرياض، فجر الثلاثاء 30 أكتوبر 2018، بشكل مفاجئ. وأضاف المصدر أن شقيق العاهل السعودي وصل من بريطانيا إلى الرياض بضمانة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا بألا يتعرض له أحد في المملكة، دون أن يكشف السبب وراء هذه الخطوة. هذه الخطوة ربما ترجح البدء في ترتيبات داخل الأسرة الحاكمة، في ظل الضغوط الدولية التي تمارس على الرياض بعد قتل الصحفي جمال خاشقي في مقر قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، يوم الثلاثاء 02 أكتوبر الجاري 2018م. وتلاحق الاتهامات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتورط بإصدار الأوامر باغتيال خاشجقي، في ظل دلائل على تورط قيادات كبرى مقربة من “بن سلمان”، منها 5 ضباط من الحرس الشخصي لولي العهد في الجريمة. وكان المغرد السعودي الشهير "مجتهد"، قد ذكر هذه المعلومة من قبل. وقال "مجتهد"، في تدوينة له عبر "تويتر": “عاجل: أحمد بن عبد العزيز يصل الرياض قبيل فجر اليوم الثلاثاء ومحمد بن سلمان في استقباله لكن دون كاميرات ولا بروتوكول.. حصل أحمد على تعهدات أمريكية أوروبية بأن ابن سلمان لن يتعرض له، لكن من يضمن التزام ابن سلمان بالتعهد؟”. وشغل أحمد بن عبد العزيز آل سعود، منصب وزير الداخلية من 18 يونيو 2012 حتى 5 نوفمبر 2012. هو الابن الحادي والثلاثون من أبناء الملك عبد العزيز، وهو أصغر أبنائه من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري. وهو ممن يطلق عليهم لقب السديريون السبعة. وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قد كشف بشكل حصريّ أن الأمير "أحمد بن عبد العزيز"، شقيق العاهل السعودي الملك "سلمان"، يفكر في عدم العودة إلى وطنه بعد تصريحات أدلى بها للمحتجين اليمنيين والبحرينيين خارج منزله في لندن في وقت سابق، والتي نأى فيها بنفسه وبقية آل سعود عن أعمال أخيه الملك وابن أخيه، ولي العهد "محمد بن سلمان"، وفق ما قاله مصدر كبير مقرّب من الأمير. ومنذ اغتيال خاشقجي ، على يد فريق سعودي جاء خصيصا من الرياض لقتله، وتزيد التكهنات حول مصير ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وتردد اسم الأمير أحمد كثيرا في الفترة الأخيرة ليكون له دور في شئون الحكم بالمملكة، عقب قضية جمال خاشقجي، والتي نفذها قريبون من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ويقول مسئولون غربيون إنه لا يمكن أن تقع هذه الجريمة دون موافقة ولي العهد السعودي، أو على الأقل دون علمه بها. واعترفت السعودية، قبل أيام، بمقتل خاشقجي في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، بعدما أنكرت معرفتها بمصير خاشقجي الذي ذهب إلى المقر الدبلوماسي لإجراء معاملة روتينية، لكنه لم يخرج منها. وسربت أجهزة أمنية تركية معلومات لوسائل الإعلام تفيد بأن خاشقجي قتل فور دخوله القنصلية، وتم تقطيع جثته وإخراجها من مقر القنصلية في عبوات بلاستيكية. أردوغان يضغط وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، “المماطلة” من قبل السعودية في قضية مقتل الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، قائلا إنّ هناك “لعبة لإنقاذ شخص ما”. وأضاف أردوغان، في تصريحات للصحفيين، عقب كلمة ألقاها في البرلمان أمام الكتلة النيابية لحزب “العدالة والتنمية”، أنّ “قضية مقتل خاشقجي لا تحتاج إلى عقبات وإنما إلى إيضاحات”، مشددا على أنّ “التحقيق في قتل خاشقجي يجب أن لا يستثني أحدا”. ولفت أردوغان، إلى أنّه بحث قضية خاشقجي، خلال لقاءاته الثنائية مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على هامش القمة الرباعية بشأن سوريا التي عقدت في إسطنبول، السبت الماضي. وأوضح أنّ هؤلاء الزعماء طرحوا أسئلة حول الملف، وذكر أنّه “أطلعهم على مواضيع كثيرة لم يكونوا يعلمونها”. وأوضح أردوغان أنّ “النائب العام التركي سأل نظيره السعودي عمن أرسل الفريق الضالع في قتل خاشقجي، وقال إنه يجب بحث هذا الأمر”، مشيرًا إلى أنّ النائب العام التركي أبلغ نظيره السعودي أنّه من الممكن محاكمة المشتبه في ضلوعهم في القضية ومجموعهم 18 شخصا، في تركيا. وتابع أنّه “يجب أيضا على المسئولين السعوديين الكشف عن هوية المتعاون المحلي الذي يقولون إنه ضالع في اختفاء خاشقجي”. وبعد صمت دام 18 يومًا، ادّعت السعودية أنّ خاشقجي قُتل في “شجار”، لكنّها غيّرت روايتها تحت الضغط الدولي المتصاعد، واعترفت بأنّ الجريمة “متعمدة”، وأعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس الماضي، أنها تلقت “معلومات” من الجانب التركي تفيد بأن المشتبه بهم قتلوا خاشقجي “بنيّة مسبقة”. غير أنّ المسئولين السعوديين ما زالوا يصفون عملية القتل بأنّها “عملية مارقة” نفّذها عملاء تجاوزوا سلطتهم، رغم أنّه تم التعرّف إلى خمسة أعضاء محتملين في الحرس الأمني الشخصي لولي العهد محمد بن سلمان، من بين الفريق المكون من 15 عضوا، والذي ورد أنّه سافر إلى إسطنبول لتنفيذ الاعتداء على خاشقجي داخل القنصلية.