منذ أن تفوه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن الصهاينة المحتلين لهم “حق” في أن يكون لهم وطن في فلسطين، والمصائب تتقاطر فوق رأس النظام السعودي، ويبدو أنها لعنات الدم ووصمة الخيانة تطارد الأمير الذي قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إلا أن إسرائيل باتت تولول على ضياع حلم العرش من محمد بن سلمان. ونشرت صحيفة “هآرتس” مقالاً تحليليا للكاتبة تسفيا غرينفيلد، تدعو فيه لضرورة التساهل مع ولي العهد القاتل، وتقول: إنه “الزعيم الذي كانت تنتظره إسرائيل منذ 50 عاما”، معتبرة أن “عزله سيكون مدمّرا بالنسبة إلى إسرائيل”. وتقول الكاتبة: إن الإسرائيليين ظلّوا 5 عقود يصلّون ويرجون من أجل حضور زعيم عربي رئيسي يوافق على توقيع اتفاق هام مع “إسرائيل”، مؤكّدة أن هذا القائد قد وصل أخيرا ممثّلاً بمحمد بن سلمان، وتصف غرينفيلد مقتل خاشقجي بقصص الرعب التي تحدث في بلدان مثل سوريا والصين وإيران وروسيا وكوريا الشمالية، وتضيف أن هناك الآن تسجيلات وأشرطة فيديو تشير إلى تعرّض جسد الصحفي للتقطيع إلى أشلاء. وتقول: إنه يمكن أن يكون الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حانقا على وضع السعودية الذي أخذ يتعزّز بالعالم في الآونة الأخيرة، وخاصة في ظل العلاقة مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وتضيف أن أردوغان ربما يُعتبر حانقاً أيضاً على الدور المركزي الذي يؤدّيه محمد بن سلمان في التحالف الإقليمي الذي يهدف إلى وقف النفوذ الإيراني بالشرق الأوسط، وأن “هذا هو السبب في عزم أردوغان تشويه صورة ولي العهد السعودي”. أمير تل أبيب ووضع بن سلمان خطة متفق عليها مع تل أبيب والسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بموجبها سيحصل الفلسطينيون على دولتهم، لكن دون القدس و الأجزاء المجاورة لإسرائيل في الضفة، وبسيادة محدودة على أرضهم، كما ستبقى الغالبية العظمى من المغتصبات الصهيونية في الضفة الغربية. وفي زيارة غامضة التي قام بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى السعودية، والتقى خلالها بولي العهد القاتل، طرح بن سلمان خطة السعودية للسلام بين فلسطين وإسرائيل ومصير القدس، الخطة التي قدمها محمد بن سلمان تصب في مصلحة الإسرائيليين أكثر من أي خطة قد تقدمها الحكومة الأمريكية، وعلى الأغلب لن يقبل بها أي فلسطيني أبدًا لأن فيها بيع للقضية الفلسطينية وللقدس المحتلة. أبرز ما جاء في العرض المدعوم من قبل محمد بن سلمان أنه سيحصل الفلسطينيون على دولتهم، لكن دون الأجزاء المجاورة لإسرائيل في الضفة، وبسيادة محدودة على أرضهم، كما ستبقى الغالبية العظمى من المغتصبات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي تعتبرها الأغلبية العظمى من الدول غير شرعية، لن يحظى الفلسطينيونبالقدسالشرقية عاصمة لهم، ولا حق للعودة للاجئين الفلسطينيين أو أسلافهم. تيران وصنافير وكان بن سلمان قد قال- في مقابلة مع مجلة «أتلانتيك» الأمريكية- إن للمحتلين الصهاينة الحق في العيش بسلام “على أرضهم”، وهو ما يمثل الإشارة الأهم حتى الآن من السعودية على أن الروابط بين الرياض وتل أبيب تزاد قربا، وأن السعودية قد تقيم علاقات رسمية وعلنية مع كيان الاحتلال الصهيوني. ونقلت المجلة عنه قوله: “أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لديهم الحق في أن تكون لهم أرض خاصة بهم. لكن علينا التوصل إلى اتفاق سلام لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية”، وأضاف: “نشترك في كثير من المصالح مع إسرائيل وإذا تحقق السلام، سيكون هناك كثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي”. ورحبت إسرائيل بتصريحات ولي العهد السعودي عبر وسائل إعلامها، بينما انتقدها آلاف النشطاء العرب على شبكات التواصل الاجتماعي، وظهرت العلاقات الصهيونية السعودية أكثر إلى العلن في انتقال الجزيرتين المصريتين تيران وصنافير الذي باعهما السفيه السيسي إلى السيادة السعودية محملتين بالالتزامات الواردة في اتفاقية الاستسلام كامب ديفيد، يعني مباشرة أن السعودية ستحل طرفا ثالثا في هذه الاتفاقية، وهذا يعني عمليا وجود علاقات سعودية مع الجانب الإسرائيلي، ورغم أن السلطات السعودية تنفي إمكانية حدوث ذلك حتى لا تصادم الرأي العام المحلي والعربي والإسلامي، فإن الواقع سيفرض هذه العلاقة.