يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجهز مفاجأة كبيرة لأمير الانتقام محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، بعد أن بدأت الأدلة تتوالى على تورط النظام السعودي في قتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، بعد دخوله للقنصلية السعودية في إسطنبول وعدم خروجه منها، والتصريح بقتله من قبل مصادر تركيا رجحت ذلك. وأثار مقتل خاشقجي ردود أفعال غير متوقعة، ولم يكن يعمل لها محمد بن سلمان حسابا؛ حيث دخل الرئيس الأمريكي على الخط وطالب بالتحقيق في مقتل خاشقجي، في حين تشن الصحف الأمريكية حملة غير مسبوقة على السعودية كما تهاجم ترمب نفسه، مطالبة برفع الدعم الأمريكي عن الجرائم السعودية التي زكمت الأنوف. وكشف حساب “مجتهد” السعودي، المعروف بقربه من دوائر سعودية معارضة للحكم، على “تويتر”، أن التفاصيل التي ستنشرها تركيا ستكون كافية للقضاء على ابن سلمان سياسيا، وربما تتسبب في موقف دولي يعتبر السعودية دولة مارقة وابن سلمان مجرما دوليا مطلوبا لمحكمة الجنايات الدولية، ويجبر الحكومة الأمريكية وترمب على التخلي عن ابن سلمان بل ربما السعي للتخلص منه حتى لا يكون ورطة. وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس: إن بلاده “تراقب هذا الوضع عن كثب”، وذلك عند سؤال أحد الإعلاميين له عما إذا كان قد تحدث مع الجانب السعودي عن حادثة اختفاء جمال خاشقجي. فريق الاغتيال من ناحية أخرى، فاجأت السلطات التركية الرأي العام العالمي بنشر صور الفريق الذي قام باغتيال خاشقجي؛ حيث نشرت صحيفة “ديلي صباح” المقربة من الحكومة التركية أسماء 15 سعوديا يُشتبه بأنهم نفذوا عملية اغتيال الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي، ومن بينهم رئيس قسم الطب الشرعي في الأمن العام السعودي. ووصل الفريق المتورط في تصفية خاشقجي إلى تركيا وزار القنصلية السعودية في إسطنبول في نفس اليوم الذي اختفى فيه خاشقجي، وغادروا عن طريق مطار أتاتورك في نفس اليوم 2 أكتوبر 2018. ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من التحقيقات أن جميع الأتراك والمدنيين الذين زاروا مبنى القنصلية يعاملون جميعا معاملة المشتبه بهم. ونشرت الصحيفة التركية أسماء وصور المشتبه بهم مع الوقت الذي وصلوا إليه وغادروا من المطار. وقال المصدر إن ثلاثة منهم أعضاء في وحدة الحماية الخاصة للأمير محمد بن سلمان. وأضاف أن تقرير الشرطة ينص على أن أمتعة السعوديين تم تفتيشها عند مغادرتهم وأنها لم تتضمن أي شيء مشبوه. وقالت صحيفة “ديلي صباح”: إن المواطنين السعوديين وصلوا من الرياض إلى إسطنبول على متن طائرتين خاصتين تحملان الرقمين الأساسيين HZ SK1 و HZ SK2. وبقي معظمهم في فندق ويندهام جراند وفندق موفنبيك، وهو قريب من القنصلية. وجميعهم غادروا في وقت مبكر من المساء يوم الثلاثاء 2 أكتوبر. الحرس الملكي ومن بين الفريق المتورط بقتل خاشقجي عضو بالحرس الملكي، طبيب تشريح وعقيد بالمخابرات، ومشعل سعد البستاني الملازم في سلاح الجو السعودي، وصلاح محمد علي الطبيقي، طبيب تشريح يترأس قسم الأدلة الجناية، ونايف حسن سعيد العريفي، ومحمد سعد حسين الزهراني، وجدت له صور وهو يرتدي ملابس عسكرية برفقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبحسب بعض الناشطين على السوشال ميديا فهو عضو من الحرس الملكي، والمقدم منصور عثمان أبا حسين وهو مساعد شؤون العمليات بالدفاع المدني السعودي، وخالد عايض الطيبي، وعبد العزيز محمد الهوساوي، ووليد عبدالله محمد الشهري والذي ترقى إلى رتبة رائد بالقوات الجوية السعودية، و تركي مشرف م. الشهري، وذعار غالب الحربي وتم ترقيته مؤخرا وحصل على رتبة ملازم في القوات المسلحة السعودية مهمته الدفاع عن أحد القصور الملكية بجدة، وماهر عبد العزيز مطرب، وفهد شبيب البلوي، ووليد الشهري، ومصطفى محمد محمد المدني، وسيف سعد القحطاني وهو ضابط في القوات الجوية. المخابرات الأمريكية فيما كشفت صحف أمريكية علم المخابرات الأمريكية بمخطط قتل خاشقجي؛ حيث ذكر تقرير ل”صحيفة واشنطن بوست” أن مسئولين بالاستخبارات الأمريكية اعترضوا اتصالات من مسؤولين سعوديين يناقشون خطة للقبض على جمال خاشقجي. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤول مجهول على دراية بالموقف أن المسؤولين أرادوا إعادته إلى السعودية. ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول تركي قوله: إن منشار العظام استخدم لتفريق جثة خاشقجي، وإن المسؤول وصف عملية سريعة ومعقدة قتل فيها خاشقجي في غضون ساعتين من وصوله إلى القنصلية من قبل فريق من العملاء السعوديين الذين قاموا بتقطيع أوصال جسده بمنشار عظم جلبوه لهذا الغرض.