في مفاجأة من العيار الثقيل تؤكد تورط عناصر المخابرات السعودية في اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي داخل القنصلية بإسطنبول التركية، يوم الثلاثاء 02 أكتوبر الجاري، نشرت وسائل إعلام تركية أسماء وصور عناصر المخابرات السعودية الذين جاءوا من القاهرة ودبي في نفس يوم اختفاء خاشقجي داخل القنصيلة السعودية بإسطنبول التركية. ونقلت جريدة “الصباح التركية”، في عددها الصادر اليوم الأربعاء 10 أكتوبر 2018م، عن مسئولين أتراك أن خبراء في التشريح وعناصر مخابرات من بين العناصر ال15 الذين دخلوا مقر القنصلية في الوقت الذي كان فيه خاشقجي داخلها. ونشرت صحف ووسائل إعلام تركية، ليل الثلاثاء – الأربعاء، صور وأسماء 15 سعوديا وصلوا إلى تركيا يوم اختفاء خاشقجي الثلاثاء 2 أكتوبر، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول. وكان الأمن التركي أعلن في وقت سابق أن 15 سعوديان بينهم مسؤولون، وصلوا إلى إسطنبول بطائرتين ودخلوا القنصلية بالتزامن مع وجود خاشقجي، قبل العودة إلى البلدين اللذين قدِموا منهما وهما مصر والإمارات. ووفق جريدة “الصباح” التركية، فإن السعوديين ال15 المنشورة أسماؤهم هم: مشعل سعد البستاني، صلاح الطبيقي، نايف حسن العريفي، محمد سعد الزهراني، منصور عثمان البوحسين، خالد عائض العتيبي، عبدالعزيز الهوساوي، وليد عبدالله الشهري، تركي مشرف الشهري، ثائر غالب الحربي، ماهر مطرب، فهد شبيب البلوي، بدر لطيف العتيبي، مصطفى المدني، وسيف القحطاني. ومن بين الأسماء المنشورة عدة مسؤولين سعوديين، منهم خبراء تشريح وضباط استخبارات وبحث جنائي، وفق المصادر التركية ذاتها. وهو صلاح محمد علي الطبيقي (مواليد 1971) والذي وصل إلى مطار أتاتورك في 2 أكتوبر الساعة 3:38 على متن طائرة خاصة يملكها سكاي برايم للطيران. أقام في فندق موفنبيك. الساعة 20:29، غادر مرة أخرى مع طائرة خاصة. والطبيقي طبيب تشريح يترأس قسم الأدلة الجنائية في إدارة الأمن العام السعودي، ورئيس المجلس العلمي للطب الشرعي بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية. وقالت السلطات التركية إنها أعدّت لائحة اتهام بحق 7 يشتبه بعلاقتهم باختفاء خاشقجي، بحسب ما أوردت شبكة “الجزيرة”. ووفق المصدر ذاته، أن فريق التحقيق في قضية اختفاء خاشقجي قد يقوم بعمليات حفر داخل القنصلية السعودية إذا تطلّب الأمر. وعيّنت السلطات القضائية التركية، يوم الثلاثاء، نائب مدعٍ عام ومدعيا عاما جمهوريا، لاتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة في القنصلية السعودية في إسطنبول، بعد سماح الرياض بتفتيشها. وبحسب محللين فإن عملية اختطاف خاشقجي تمت بإشراف مباشر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وربما بمشاركة واسعة من المخابرات المصرية والموساد الإسرائيلي والمخابرات الإماراتية، وذلك بهدف إحراج النظام التركي والرئيس رجب الطيب أردوغان ودفع العلاقات بين البلدين إلى حافة الانهيار ما يكون مبررا لسحب الاستثمارات السعودية والإماراتية في وقت تشهد فيه تركيا حربا اقتصادية على عملتها. وإذا جرى هذا السيناريو فإنه يؤكد أن ما جرى مع خاشقجي هو محطة من محطات الحرب على تركيا بعد فشل تحالف الثورات المضادة في محاولة الانقلاب الفاشلة على الديقراطية التركية والإطاحة بحكم الرئيس أردوغان. في منتصف يوليو 2016م، ثم فشل محاولات إسقاطه عبر الانتخابات وإصرار هذا التحالف الشيطاني على استنزاف تركيا اقتصاديا بالحرب على عملتها المحلية مدعومة بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف الموالي لإسرائيل. وبحسب مصادر ميدل إيست آي البريطانية فإن ثلاثة عناصر من المخابرات السعودية التي وصلت إلى تركيا تزامنا مع اختفاء خاشقجي هم أعضاء في وحدة الحماية الخاصة للأمير محمد بن سلمان، في إشارة إلى الإشراف المباشر لولي العهد السعودي في جريمة اغتيال الصحفي المعارض.