يلعب الانقلابيون لعبة خبيثة، لمحاولة تمكين أركان ملكهم المتهاوي، وهي توسيع دائرة المخاوف من إسقاط الانقلاب، والزعم بمساسه بقطاعات أكبر من تلك المجموعة المنتفعة من تنفيذ مؤامرة عزل الرئيس المنتخب ووقف الحياة الديمقراطية في مصر وإراقة دماء المصريين وتوريط الجيش في السياسية وغمس الشرطة في الدماء أكثر وتدمير مقدرات الوطن. إن إسقاط الانقلاب لن يمس بضرر سوى من تورطت يده في الدماء وارتكب جرائم جنائية، وهو ما يعني المساس بما يقرب من 1500 مسئول بالداخلية (القيادة والضباط والجنود المتورطون في الدماء)، و500 مسئول بالجيش (قائد الانقلاب وحاشيته الداعمون والضباط والجنود المتورطون في الدماء)، ورئيس سلطة الانقلاب المؤقت، ورئيس الحكومة وآخرين من المنتفعين ممن ثبت ضدهم جرائم جنائية، ما يعني أنه إذا سقط الانقلاب، ليست الداخلية جميعا مطلوبة، وليس الجيش كله في سلة واحدة مع الخونة، وليس كل الساسة ملاحقين. إن الاقتصاد المصري لن يتعافى إلا بإسقاط سلطة الانقلاب، التي فشلت خلال 60 يوم في تقديم أية نجاحات اقتصادية، واعتمدت على التسول من الخارج الذي لن يمده كثيرا بأسباب البقاء، ودفعت الأحوال المادية للمواطنين إلى الحضيض بصورة لم يعشها المواطن في عهد الرئيس المختطف محمد مرسي، وكذلك هو الحال في كل مقومات الدولة التي تضررت وألغيت تماما، كالسلطة القضائية ومنظومة العدل والقانون وحريات الصحافة والإعلام والأمن المجتمعي وغيرها في شتي المجالات. إن إسقاط الانقلاب يوقف الفرحة الصهيونية المتصاعدة في تل أبيب بتدمير مصر وشل أية محاولة للنهوض بها، والمتابع لمواقف الكيان الصهيوني جيدا يلحظ الاحتفاء الماكر بانقلاب السيسي، وتضخيم ذاته لدفعه لتوريط المؤسسة العسكرية المصرية القوية في الداخل وإضعافها لضمان شل فاعلية آخر أقوى الجيوش في المنطقة. إسقاط الانقلاب يعني استعادة ثورة 25 يناير، ووقف محاولات عودة نظام مبارك، وتفعيل مكتسباتها "عيش، حرية، عدالة إنسانية" والقصاص لشهداء ثورة 25 يناير، وإقرار الحقوق بكل حسم بعد أن انكشفت المؤامرات أمام الشعب ونخبه السياسية. وإسقاط الانقلاب يعني كذلك عودة الحياة الديمقراطية، والشرعية، والجلوس على مائدة الشرعية الدستورية والتفاوض السياسي في جميع الملفات دون سقف محدد، على أساس ثورة 25 يناير والحفاظ على الجيش، والقصاص للشعب المغدور به ديمقراطيا، والمقتول الآلاف من أبنائه، والمعتقل عشرات الآلاف من أحراره وحرائره. وفي المقابل إن الرابح من إسقاط الانقلاب هو الشعب المصري بكل فصائله، من ناهض منهم الانقلاب ومن فوض، وبكل شهدائه منذ 25 يناير حتى الآن؛ لأن الانقلاب بغباء شديد أثبت في أقصر فترة ممكنة أنه لا يفرق بين المناهض له وغيره، وأن رصاص قواته يستهدف الجميع، وأن الاعتقالات تستهدف التركيع والإذلال، وأن المقصود هو إزالة كرامة المصري التي تذوق حلاوتها بعد 25 يناير. إن الشعب المصري سيقدم للعالم الحر كله تجربة جديدة تضاف إلى أمجاد ثورة 25 يناير، في الدفاع عن صوته وعن جيشه وعن وطنه في مواجهة أطماع تحالف عسكري مدني من الداخل والخارج الرافض لبدء أية محاولة لجعل مصر دولة قوية في كافة المجالات، وسيكون مضرب الأمثال مرة أخرى كما كان في ثورة 25 يناير. إن ثورة الشرعية والديمقراطية، المنتشرة في ربوع المحروسة، تستهدف إسعاد المصريين بعد طول استبداد للمخلوع وخيانة وغباء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي يحاول إرجاع البلاد لحقبة الاستبداد المباركية أو أشد، ولن يفلح بإذن الله ثم بإرادة الشعب الصامد المستمسك بحبل الله المتين والقابض على جمر الحرية، والقصاص للشهداء، وثورة 25 يناير المغدور بها. ثوروا تصحوا.. وأبشروا بتحرر الأوطان. ______________________ منسق حركة "صحفيون من أجل الإصلاح"