ارتفعت حالات الانتحار تحت عجلات مترو أنفاق القاهرة عبر القاء شباب وفتيات وكبار سن أنفسهم أمام القطارات وهي تدخل سريعا الي المحطات، وسط تقديرات تشير لقتل 8 اشخاص أنفسهم بهذه الطريقة خلال عامين. كانت اخر هذه الحالات أمس الاثنين حين ألقى شاب عشريني، بنفسه، أمام محطة أحمد عرابي بالخط الأول لمترو الأنفاق "المرج-حلوان"، وتحديدا ما أدى إلى دهسه ومصرعه على الفور، ليصبح ثالث شاب وفتاة ينتحر بهذه الطريقة البشعة أفشل عجلات القطار، ما يؤكد ارتفاع حجم القهر لدي هؤلاء في ظل تخبط الانقلاب. وفي يونيه ويوليه 2018 ألقى شاب 17 سنة، وفتاة 20 سنة بأنفسهم أمام قطار المترو، ما أدى لدهسهم ومصرعهم على الفور، بسبب مرورهم بضائقة مالية، ومشاكل تتعلق بالغلاء وعدم القدرة على الانفاق على أنفسهم أو اسرهم. وتزايدت حوادث الانتحار مؤخرا من جانب عاطلين وشباب وفتيات وسيدات يعانين من صعوبات اقتصادية ومعيشية، ورصدت تقارير وزارة الصحة عشرات الحالات في عدة محافظات في تقارير رسمية. وسجلت محاضر وتحقيقات الشرطة والنيابة العامة، 30 حالة انتحار خلال شهر يوليو الجاري ب 15 محافظة مصرية وتنوعت وسائل الانتحار ما بين الشنق "10 حالات"، وتناول العقاقير السامة كحبوب حفظ القمح أو سم الفئران أو الحبوب المنومة بكميات كبيرة "9 حالات". ومن هذه الحالات القفز من الأدوار العليا "3 حالات"، والموت غرقا بالقفز في المجاري المائية كالنهر أو الترع "حالتان"، وإطلاق الرصاص على النفس "حالتان"، والقفز أسفل عجلات المترو بالقاهرة "3 حالات"، فيما أقدمت "حالة واحدة" على الانتحار بإشعال النيران في جسدها. وتتفاوت حالات الانتحار ولكن عالم الانتحار شهد في الفترة الأخيرة نقلة نوعية من حيث الأدوات المستخدمة في الانتحار والزمان والمكان، أو كما أطلق عليه خبراء علم الاجتماع «الانتحار الاستعراضي»، لنقل رسائل من المنتحرون البؤساء أن الوضع لم يعد يحتمل والفقر والقمع بلغ ذروته. وهناك حالات كثيرة اخري انتحرت بإلقاء نفسها من البرج او شنق أنفسهم بسبب الظروف الاقتصادية ومشاكل عائلية وسقوط في الامتحانات وغلاء الأسعار وعدم القدرة على الانفاق على الاسرة أو التعرض للظلم مغزى انتحار الشباب ولا يمر يوم أو اسبوع، إلا ويلقي شخص بنفسه أمام عجلات مترو الانفاق او القطارات أو يقفز في النيل، أو يشنق نفسه، لأسباب مختلفة بعضها نفسي وأغلبها متعلق بتضييق الانقلاب على المصريين برفع الاسعار وعدم قدرتهم على الانفاق على أنفسهم أو الزواج وغيره، والقمع ما حول حياتهم الي جحيم. وهو ما يشير لأزمة حقيقة يواجهها هؤلاء الشباب في ظل السياسات الفاشلة للانقلاب التي افقرت المصريين وزادت نسب البطالة وقتلت حلم أي شاب في ان يعمل بوظيفة مناسبة براتب يكفيه ويمكنه الزوج، بعدما ارتفعت أسعار العقارات لأرقام فلكية في ظل متاجرة جنرالات الجيش في الأراضي، وارتفعت أسعار السلع والمستلزمات بعد الرضوخ لتعليمات صندوق النقد وتعويم الجنية ما جعل قيمة أي راتب تقل عن النصف. يقول الخبير النفسي د. أحمد عبد الله محمود، أن الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار وصعوبة توفير الشباب إمكانيات العمل المناسب والدخل المناسب للزواج وتكوين اسرة، بل وعدم قدرة الاسر على توفير احتياجاتها يلعب دورا في أسباب الانتحار، بسبب الأعباء المالية والديون التي تجبرهم أحيانا على الاكتئاب ثم الانتحار. ويشير لأن اقدام الشباب على الانتحار بهذه الطريقة أسفل عجلات المترو مؤشر على تفاقم مشاكل الشباب وعدم القدرة على مواجهة الواقع القاسي الحالي في ظل موجات الغلاء المتراكمة وصعوبة توفير عمل مناسب لخريجي الجامعات وغيرهم، وتزايد نسب البطالة، فضلا عن التضييق على حرية التعبير للشباب. وأظهرت احصائيات للجهاز المركزي للتعبئة العامة في مصر ابريل 2018 أن عدد العاطلين عن العمل بلغ 3.4 مليون شخص في 2017 مقابل 3.6 مليون شخص في 2016. وقال جهاز الإحصاء إن معدل البطالة كان 12.5% من الشباب عام 2016، وانخفض إلى 11.8% عام 2017، وأن نسبة البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-29 سنة بلغت 24.8%. وتتجاوز نسبة الشباب في مصر نسبتهم نحو 21.7% مليون نسمة من تعداد السكان، بحسب آخر إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في منتصف أغسطس 2017، وساهم هذا في لعبهم دورا في ثورة يناير، والخشية الامنية من مشاركتهم في ثورة ثانية. ويقول مسئولو وزارة الصحة أنه ليس لديها أرقام بشأن حالات الانتحار، لأنهم يتعاملون معها كحوادث عادية مثلها مثل حوادث الطرق، ومع هذا تشير احصاءات سابقة لجهات مختلفة لخطورة الظاهرة، إذ تحتل مصر المركز 96 على مستوى العالم من حيث عدد الأفراد المقبلين على الانتحار. وسبق لمنظمة الصحة العالمية والمركز القومي للسموم ووزارة الداخلية أن أعلنوا في بيانات مختلفة سابقة أن عدد المنتحرين سنويا تجاوز 4250 منتحرا أغلبهم أعمارهم بين الثلاثين والأربعين، فضلا عن عشرات الآلاف من محاولات الانتحار التي تشهدها بيوت وشوارع مصر كل عام. وسبق لصحيفة نيويورك تايمز، قال في ابريل 2016 إن معدلات الانتحار تفاقمت إلى 4200 حالة سنويًا، مرجعة تلك الظاهرة إلى انتشار الفقر والبطالة في المجتمع المصري، لأن 45% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر. وبحسب التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" هناك يوميا ما بين 5 و6 حالات انتحار تأتي إلى مستشفى القصر العيني بالقاهرة؛ ما يعني أن عدد حالات الانتحار في البلاد أكبر بكثير؛ ربما لأن الكثير من هذه الحالات يتم إنقاذها، أو نتيجة عدم الإعلان عن كثير منها في وسائل الإعلام. ولا يقتصر الامر على انتحار الكبار ولكن الأطفال أيضا ينتحرون ما يشير لغلق ابواب الامل أمامهم وهم صغار، حيث انتحر 44 طفل خلال عام 2015، لأسباب اقتصادية ونفسية، بحسب "المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة"، في تقرير: "دقوا ناقوس الخطر… ماذا بعد انتحار الأطفال؟!. أبرز حالات الانتحار الاخيرة: فوجئ قائد القطار رقم 119، بالخط الثاني لمترو الأنفاق أثناء دخوله محطة المرج القديمة، اليوم الاحد، بإلقاء شاب 17 سنة، نفسه أمام القطار، ما أدى لدهسه ومصرعه على الفور، بسبب مروره بضائقة مالية. يونية 2018 انتحرت فتاة أسفل عجلات المترو بمحطة مارجرجس، بعد قفزت امامه، وقيل إنها "تمر بأزمة نفسية حادة، بسبب ضغوط الحياة" (فيديو) في ابريل 2016 انتحر شاب تحت عجلات المترو بمحطة عرابي (فيديو) مارس 2017: انتحار فتاة أسفل عجلات المترو بالدقي (فيديو) أكتوبر 2016: سيدة لا تستطيع الانفاق على اطفالها تحاول الانتحار من أعلي لوحة اعلانات كوبري (فيديو) يناير 2015 أنتحر شخص يدعى محمد عبد المقصود -45 سنة – مقيم بزهراء عين شمس – بإلقاء نفسه أمام قطار رقم 195 بمحطة جمال عبد الناصر والمتجه إلى المرج. (فيديو) مارس 2015 انتحرت سيدة ألقت بنفسها أمام مترو الأنفاق بمحطة جامعة القاهرة مايو 2015 انتحر شاب بمحطة غمرة بالخط الأول لمترو الأنفاق «المرج -حلوان» بسبب غلاء الاسعار والاعتراض على ارتفاع اسعار تذاكر المترو (فيديو) (فيديو ثان) في يونية 2015 انتحار شخصين على قضبان المترو (فيديو)