أدهشهم كلامه بل صدمهم وفاجئهم حتى كادوا يسقطون من مقاعدهم هكذا يصف الصحفي في القناة العاشرة الإسرائيلية باراك رابيد حرفيا حال خامات ومسؤولين إسرائيليين ويهود أثناء سماعهم لحديث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فقد كان ولي العهد السعودي متبنيا للرواية الإسرائيلية بل ومتحاملا جدا على الفلسطينيين والرئيس محمد عباس. وحسب تقرير بثته "الجزيرة"،تؤرخ القناة العاشرة الإسرائيلية اللقاء بالسابع والعشرين من مارس الماضي حلال زيارة ولي العهد السعودي إلى نيويورك، تنقل القناة تفاصيل اللقاء من مذكرة سرية أرسلتها القنصلية الإسرائيلية في نيويورك إلى وزارة الخارجية في القدس. تقول المذكرة إن ابن سلمان بث شكواه اللاذعة من الفلسطينيين على مسامع قادة المنظمات اليهودية الأمريكية قائلا "منذ أربعين عاما والقيادة الفلسطينية تفوت الفرص حيث رفضت جميع المقترحات التي قدمت لها لقد حان الوقت كي يقبل الفلسطينيون الاقتراحات والعروض وعليهم العودة إلى طاولة المفاوضات أو فليصمتوا ولتوقفوا عن التذمر" . وفي سابقة تناقض المواقف التي تعلنها المملكة يخرج بن سلمان القضية الفلسطينية من سلم أولويات السعودية بل والشعب السعودي مقدما إيران على أنها الخطر الأوحد الذي يؤرق الرياض حاليا "القضية الفلسطينية ليست في سلم أولوياتنا لا حكومة ولا شعبا في السعودية هناك قضايا أكثر إلحاحا وأكثر أهمية بكثير للتعامل معها مثل إيران ". القناة الإسرائيلية نقلت عن بعض الحاضرين أنهم صدموا وهو يسمعون انتفاضات بن سلمان هذه والتي تفوق في قسوتها الانتقادات الإسرائيلية وهجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على القيادة الفلسطينية وبعد سيل من الاتهامات القاسية ضد الفلسطينيين اشترط ولي العهد السعودي تطبيع العلاقات مع إسرائيل بتسوية الصراع العربي الإسرائيلي . ومنذ تولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد قبل عام تطفو على السطح من حين إلى آخر لقاءات قنوات اتصال سرية بين مسؤولين إسرائيليين وبن سلمان شخصيا ومواقف ولي العهد السعودي هذه كانت سببا في فتور العلاقة وتوترها بين القيادة الفلسطينية والمملكة مؤخرا منذ الحديث عن تصدره لتسويق صفقة القرن في المنطقة . وما يقوله ولي العهد السعودي أمام شخصيات يهودية في نيويورك يناقض كليا مواقف العاهل السعودي الملك سلمان أمام القادة العرب قبل أسبوعين في القمة العربية في مدينة الظهران والتي سميت قمة القدس إذ اعتبر العاهل السعودي القرار الأمريكي بشأن القدس باطلا وقدم القضية الفلسطينية على أنها القضية الأولى للعرب وإن كان هذا التناقض يكشف فجوة بين مواقف كل من ولي العهد والعاهل السعودي فإنه أيضا يثير التساؤل أي من الموقفين يعكس الرؤية السعودية الحقيقية للقضية الفلسطينية .